إيلاف: بعقلية بالغة الاحترافية في إدارة شؤونها الفنية الخاصة، نجحت النجمة الأميركية السمراء بيونسيه في إثبات جدارتها كنجمة متألقة في عالم الموسيقى على الصعيد التجاري أيضًا. ففي الوقت الذي شهدت فيه مبيعات الألبومات الموسيقية حالة من التراجع، بيعت حول العالم ستة ملايين نسخة من أحدث ألبوماتها quot; I Am... Sasha Fiercequot;. كما تمكنت من زيادة دخلها المادي من خلال حفلاتها الغنائية وموافقتها على القيام بحملات دعائية لعلامات تجارية خاصة بمجموعة لوريال الفرنسية لمستحضرات التجميل وكذلك عطرها، التي سيتم إطلاقها الشهر المقبل في الولايات المتحدة.
ووفقًا لمجلة فوربس الأميركية، فقد وصل إجمالي دخلها السنوي على مدار العامين الماضيين إلى 80 مليون دولار أو ما يقرب من ( 50 مليون إسترليني ). وعلى الرغم من ذلك، أثارت من حولها موجات من الجدل عند إحيائها حفلات غنائية في منطقة البحر الكاريبي. فقد تلقت في ليلة رأس السنة مبلغًا قدره 2 مليون دولار نظير إحيائها حفلا ً خاصًا في جزيرة سانت بارتس، وهو الحفل الذي رافقته دعاية سيئة حين تم الكشف عن أن مضيفها هو نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، المعتصم بالله. وتتحضر الآن للعودة إلى المنطقة بحفل من المنتظر أن يُقام الشهر المقبل في ترينيداد وتوباغو ndash; الأمر الذي أثار بالفعل غضب القائمين على صناعة الموسيقى المحلية وأزاد من سخونة المعركة المريرة القائمة بين شركتي الهواتف النقالة العاملتين في البلاد.
والمشكلة ndash; بحسب المجلة - هي أن الحفل الذي ينتظر أن تقيمه بيونسيه في بورت أوف سبين، عاصمة جمهورية ترينيداد وتوباغو، تقوم برعايته شركة الهواتف المحلية TSTT، التي تمتلكها الحكومة بنسبة 51 % وشركة Camp;W العملاقة في مجال الاتصالات بنسبة 49 %. كما أنه سيقام يوم الخميس الذي سيوافق الثامن عشر من شهر شباط / فبراير المقبل، عقب كرنفال ترينبداد وتوباغو الشهير مباشرة ً. وفي الوقت الذي تقدر فيه أسعار تذاكر الحفل بقيم تتراوح ما بين 71 إلى 253 دولار، يشعر منظمو الحفلات والعروض الكرنفالية بالقلق إزاء سحب الحفل للأموال التي كان يفترض أن يتحصلوا عليها.
وتنقل المجلة عن جورجي فيرناندز، المتمرس على إقامة بعض من أكبر الأحداث الكرنفالية بوصفه رئيسًا لمؤسسة بريستيج في منطقة الكاريبي، قوله :quot; ليس بيننا وبين بيونسيه أي شيء. لكن ما نقوله هو أن إحضارها في هذا التوقيت أمر لا معنى له. فذلك سيؤثر على أصحاب المصالح في كافة الكرنفالات الاحتفاليةquot;. وتشير المجلة في هذا الشأن إلى أن جزءًا من أسباب رفض بيونسيه في هذا التوقيت هو وجود شعور بأن موسيقى البوب الدولية اللامعة بدأت تسحب البساط من موسيقى سوكا التي تُنتج محليًا. وتنقل المجلة عن أحد الممتعضين من ذلك قوله :quot; ثقافتنا الكرنفالية تمضي الآن إلى الزوال. فما يبدو بوصفه أكبر الاحتفالات في العالم، لا يمثل إلا دورًا ثانويًّا بالنسبة لثقافة شعب آخرquot;. في حين يشعر كثيرون بأن شركة TSTT ( باعتبارها شركة تمتلك الدولة أغلبية أسهمها ) ينبغي أن تقوم بدور أكبر لترويج صناعة الموسيقى المحلية والقائمين عليها، بدلا ً من استيراد نجوم من الخارج.
وكما هو حاصل الآن، ترتبط ماركة بي موبايل التابعة لشركة TSTT بكثير من الأحداث الكرنفالية خلال السنوات الأخيرة، وذلك في إطار ما تبذله من جهود متواصلة لخوض غمار المنافسة مع الشركة المنافسة الأخرى ديجيسيل. لكنها (TSTT ) ألغت هذا العام حفلات سوكا الشعبية التي كانت تنظمها بصورة اعتيادية قبيل الكرنفال نفسه. وهو ما أرجعه مسؤولو الشركة إلى أن أبرز نجوم موسيقى سوكا في البلاد ويدعى، ماشيل مونتانو، لم يكن موجودا ً ليقوم بإحياء الحفل، بينما لم يكن الفنانون الآخرون مقتنعين.
هذا وقد أخذ النزاع القائم بين الشركتين منحنى جديدًا عندما قالت ديجيسيل إنها كانت قد أوشكت على رعاية حفل خاص ببيونسيه، إلا أنها رفضت إتمام المشروع لرغبتها في تعزيز الثقافة المحلية بدلا ً من ذلك. وفي حديث لها مع صحيفة ذا ترينيداد غارديان، قالت بيني غوميز، المديرة المسؤولة عن الاتصالات بشركة ديجيسيل إنه قد طُلِب من الشركة أن تدفع مبلغا ً قدره 1.75 مليون دولار كأجر لبيونسيه مقابل ظهورها في الحفل، في حين أن الكلفة الإجمالية للحفل ستقترب من ثلاثة أضعاف هذا المبلغ. وتابعت بقولها :quot; نكن تقديراً خاصا ً لكل ما هو محلي، لذا لم نسع لتجاوز الحدود. كما لا تمتلك ديجيسيل خزينة عامة مفتوحة لتقوم بالانتقاء منهاquot;.
وفي ختام حديثها، قالت المجلة إن رد الفعل الصادر عن شركة TSTT تجاه التعليقات التي صرّحت بها مؤخرًا شركة ديجيسيل تبين أن حمية المنافسة مازالت قائمة بين الجانبين على أشدها. حيث قال غراهام سيوت، الناطق باسم شركة TSTT، قوله :quot;تختلف وضعيتنا عن وضعية ديجيسيل، فلا تقف في طريقنا حدود تعيقنا عن دعم أحد الحفلات الدولية والقيام في نفس الوقت بتقديم الدعم للثقافة المحليةquot;. وفي ضوء هذا الجدل، قام مجلس إدارة شركة TSTT بمراجعة خطة الشركة المعنية باستضافة حفل بيونسيه وأعلنت أنه يبدو quot;قرارًا تجاريًّاquot;. لكن إذا لم يتحقق إقبال شديد على مبيعات التذاكر بما تأمله شركة TSTT، فقد يحدث عجز مالي محرج.