إعتبر المخرج السوري، إياد نحَّاس، أنَّ موجة أعمال البيئة الشَّاميَّة ستختفي كما إختفت فانتازيا الأعمال التَّاريخيَّة، معتبرًا أنَّ من نجح في صنع أعمال ناجحة يمكنه عمل غيرها.


دمشق: نفى المخرج السوري، أياد نحَّاس، وجود أي تشابه بين عمله quot;أيَّام الدراسةquot; الذي يقوم بتصويره حاليًا مع مسلسل quot;أشواك ناعمةquot; الذي عرض منذ سنوات، وكان يتطرَّق إلى مشاكل المراهقين وهي الفئة العمريَّة ذاتها الَّتي إختارها نحاس موضوعًا لمسلسله.

وعبَّر نحَّاس عن إعجابه الشخصي بمسلسل quot;أشواك ناعمةquot;، ولكن مسلسله بعيدٌ جدًّا عنه لغلبة الطابع الكوميدي عليه، إضافةً إلى أنَّ الجو العام للمدرسة الَّتي يعمل عليها كنموذج هي مدرسة مختلطة، وبالتالي يناقش مشاكل الطلاب الشباب والصبايا، مشيرًا إلى إنَّ quot;أيَّام الدراسةquot; هو أوَل مسلسل سوري كامل يتطرَّق إلى حياة المراهقين، وهو عمل اجتماعي كوميدي خفيف من ثلاثين حلقةً، يناقش مشاكل الطلاب في المرحلة الثانويَّة، ويتطرَّق إلى سيكولوجيا المراهقين ويتناول مشاكلهم مع أهلهم ومع أساتذتهم.

وأضاف المخرج السوري إنَّ عمله ليس موجهًا إلى فئة الشباب والمراهقين، وإنَّما إلى كبار السن أيضًا كونه سيعيد بذاكرتهم إلى أيَّام المراهقة، مضيفًا أنَّه مهما تقدَّمت واختلفت الأجيال، يظل المراهق نفسه حاملاً روح التمرد وروح العصبيَّة والمزاجيَّة.

وأشار نحَّاس أنَّ عمله يتطرَّق إلى بعض الظواهر السلبيَّة في حياة المراهق، وذلك ضمن الخطوط الكثيرة والمتمايزة في العمل، ومنها المشاكل الَّتي نتجت عن الإنترنت، والعلاقات بين الشباب خصوصًا مع الفتيات في هذه المرحلة العمريَّة، وعلاقة الفتاة بزوج الأم، وتأثير مشاكل الأهل عليهم، وردود أفعال الأبناء.

وأوضح المخرج بأنَّ العمل هو انعكاس للواقع وقد تحرَّى بنفسه ما يجري في المدارس وشاهد الكثير من مشاكلها، نافيًا بذلك توجيه رسائل سلبيَّة إلى المراهقين من خلال العمل، وأشار إلى أنَّه لا يريد أنّْ يحمِّل عمله أكثر من طاقته من خلال توجيه رسائل مباشرة وتوجيهيَّة إلى الجمهور، معتبرًا إن رسالة المسلسل بسيطة جدًّا، حيث يعرض المشاكل الَّتي يتعرَّض لها الإنسان في هذا العمر وكيف يمر الطالب بهذه المرحلة العمريَّة، وكيف يتجاوز مشاكله بنفسه وكيف يصبح هذا الشاب فعَّالاً في المجتمع بعد ذلك.

وكشف نحَّاس بأنَّ الميزة الرئيسيَّة لعمله تكمن في بطولته الَّتي أسندها إلى وجوهٍ جديدةٍ وشابَّةٍ تقف لأوَّل مرَّة أمام الكاميرا، وقد أختارهم من طلاب وخريجين جدد من المعهد العالي للفنون المسرحيَّة لكي يعطوا مصداقيَّةً أكبر في أدوار المراهقين، معتبرًا هذه الخطوة هي نقطة مخاطرة للعمل، إضافةً إلى كونها نقطة قوَّة.

ونفى نحَّاس بإنَّه يهدف من وراء ذلك تاوصول إلى لقب quot;مكتشف النجومquot;، معتبرًا بإنَّه لا يطالب الوجوه الجديدة في العمل بنسب نجاحهم الشخصي له بقدر ما يهمه نجاح العمل ذاته، مشيرًا إلى زمالة هؤلاء الطلاب من خلال وجودهم بمعهد التمثيل سيكون عاملاً مساعدًا بإقتناع المشاهد بجو المسلسل وبالتالي محبَّة أبطاله، وقال أنَّ أغلب الممثلين هم مؤسسين ومؤهلين لدخول عالم التمثيل، ولكن تبقى المغامرة في وجودهم بأدوار بطولة لأنَّه لأوَّل مرَّة.

وفي سياق أخر، تنبأ المخرج نحَّاس بإنَّ دراما البيئة الشَّاميَّة هي في آخر مراحلها على الرغم من قوله بإنَّها ظاهرة فرضت نفسها على المستوى الجماهيري، وبناءً على طلب الجمهور أصبحت المحطَّات تطلب المزيد من أعمال البيئة الشَّاميَّة، ولكن آن لفقاعتها أنّْ تنتهي كما إنتهت من قبلها موجة أعمال الفانتازيا والمسلسلات البدويَّة والتَّاريخيَّة، منتقدًا في الوقت نفسه عمليَّة تقليد المسلسلات الناجحة بحجة إنَّ السوق يطلب ذلك.

وأضاف نحَّاس بأنَّ المشكلة في الصورة العامَّة للدراما السوريَّة أصبحت تسوَّق إلى الخارج على أساس إنَّ السوريين لا يعرفون الصناعة الدراميّة سوى بالأعمال الشَّاميَّة، وينسى بإنَّها نوع من أنواع الدراما السوريَّة، وإنَّ التنوع هو ما خلق الدراما السوريَّة وهو من سيجعلها تستمر، ومن استطاع خلق مسلسلات هامة من البيئة الشَّاميَّة قادر على خلق بيئات ثانية مثل ما فعله المخرج، الليث حجو، بالتوجه إلى البيئة السَّاحليَّة والجبليَّة، واصفًا إنجازه بـquot;ضيعة ضايعةquot; بالعمل الهام.

وقال المخرج السوري أنَّ الدراما السوريَّة على الرغم من تألقها لكنها متشابهة، وإنَّ هناك الكثير من الأفكار الغائبة عنها، وأنَّه يؤيِّد كل طريقة جديدة سواءً بالطرح أو بالإخراج أو بالإضاءة، معتبرًا بإنَّ ذلك سينعكس حتَّى على أداء الممثل وستطوره، مطالبًا شركات الإنتاج بتطوير أفقها الضيق من خلال العمل على المغامرة لخلق شي جديد ربما ينجح أوَّلاً ولكنها ستضيف إلى رصيد الدراما السوريَّة.