رأى الفنان العراقي، حكمت القيسي، أنَّه مازال يشعر بالشَّباب بسبب عمله في مجال التمثيل على الرغم من عمره الذي بلغ الثامنة والسبعين عامًا.


بغداد: اكد الفنان العراقي، حكمت القيسي، انه لا يستطيع ان يترك التمثيل لانه يسري في دمه، على الرغم من التعب الذي يشعره بسبب عمره الذي تجاوز الـ 78 عامًا، ويعد نفسه ثاني اقدم فنان ما زال يزاول التمثيل بعد الفنان، سامي عبد الحميد، واشار الى ان سعادته تكمن في التمثيل كما ان يتجدد فيه.

وقال القيسي وهو من مواليد 1933: quot;بدأت مع الفن بشكل رسمي في العام 1955 والى حد الان ما زلت امارس التمثيل وانتقل بين بغداد ودمشق لاداء الادوار، ويمكن اعتباري من اقدم رواد الحركة الفنية الاحياء بعد يوسف العاني، وسامي عبد الحميد، واسعد عبد الرزاق، الا ان العاني وعبد الرزاق ما عادا يمثلان لذلك اكون الثاني بعد الفنان الكبير سامي عبد الحميد المتواصل مع الفنquot;.

متى بدأت العمل في التمثيل ؟
بدأت مع السينما العراقية عام 1955 كنا شبابًا هواة نركض خلف الافلام ونريد ان نظهر ولو شبه كومبارس، مثل فيلم (فتنة وحسن) ثم في فيلم (ندم) و(عروس الفرات)، ولكنني حصلت على فرصة جيدة في فيلم (ارحموني) من خلال تجسيد شخصية (جورج البارمان) مع الفنان الراحل المطرب رضا علي، وكانت مساحة الدور جيدة وفيها حوار وعمل مهم، ومنذ ذلك الحين وانا امتهن التمثيل واشتركت في العشرات من الاعمال العراقية في مختلف المجالات الفنية، اما مشاركاتي الاخيرة فكانت في مسلسللات مثل (وكر الذيب) الذي اديت فيه شخصية (فهد ابو عادل) الذي ابنه يمثل الفلاح المثقف الذي يريد ان يغير ما في القرية من ظلم واحجاف في حق الفلاحين ولكن لوحده لم يستطع ان يفعل شيئًا، فتدار حوله المؤامرات حتى لا يتمكن منماتفحةالظلم والاضطهاد، كما شاركت في مسلسل (حربي وكمر) و(عائلة سبايكي) وهما مسلسلان كوميديان وكل واحد منهما مثلت فيه شخصية مختلفة وخاصة بي، منها شخصية بخيل والكلمة الجيدة اسمعها والكلمة التي لا تعجبه لا يسمعها ويظل يردد (ها .. شتقولون) ، وفي الاخر اظهر بشخصية (خال الاولاد) اهمها يربي الطيور (مطيرجي / بالعامية العراقية) ويأخذني معه لاعمل مثله، وهذان العملان لفت فيهما انتباه الجمهور لانني ظهرت بمظهر غريب حيث ارتديت في مسلسل (سبايكي) ملابس ملونة وقدمت حركات استعراضية كما قدمت جهدًا كوميديًا واضحًا.

الجهد الكوميدي كان لافتًا ومتأخرًا، لماذا ؟
الممثل من الممكن ان يمثل الكوميدي والتراجيدي، وحسب الشخصية التي ينسبها له المخرج، وحسب النص بالطبع، لذلك لم اجد ضيرًا في ان امثل الكوميديا حين وجدتها قريبة مني وتطلب مني النص ذلك .

الا تشعر بالتعب من التمثيل ؟
التمثيل على الرغم من انه متعب بالنسبة لعمري هذا الا انه يبدد عني التعب، ولكنه بشكل عام لا احد يشعر بالتعب منه، لذلك لا استطيع ان اترك التمثيل وصار يجري في دمي الى حد الان، فأنا عشت مع الفن منذ الخمسينيات لذلك ترسب هذا الحب في دمي، انا احس ان الفن يعيد لي شبابي، في كثير من الاحيان اشعر انني شاب على الرغم من ان عمري تجاوز الثامنة والسبعين.

ما الذي كسبته من الفن وما الذي خسرته ؟
كسبت الحياة الحلوة واللقاءات الجميلة مع زملائي الفنانين والناس الطيبين والعشرة الطيبة مع الوسط الفني بممثليه ومخرجيه وفنييه، وخسرت انني لم احصل على دعم او تكريم من اية جهة كانت، وبالذات اعتب على وزارة الثقافة، فهي لم تنظر الى الفنان الرائد حكمت القيسي الذي امضى اكثر من 52 سنة في الفن، ولم تنتبه اليّ طوال السنوات الماضية، الى ان اموت فتعلق لي الوزارة لافتة تنعاني فيها، الفنان يجب ان يكرم في حياته.

اغلب الاعمال التي شاركت فيها صورت في سوريا، ما هي وجهة نظرك عن التصوير داخل وخارج العراق ؟
هناك حالتان، الاولى: من الممكن ان يكون التصوير فيها خارج العراق لكون الامن والاستقرار بعده لم يستتب في بغداد، في سوريا مثلا لديهم الفن على اكمل وجه، وكل ما يحتاجه الفنان والفني من اشياء يجدها متوفرة له، والثانية: اذا كانت البيئة الموجودة في النص لابد ان تكون خلال التصوير شبيهة مئة بالمئة، فمن الممكن ان تصور الاعمال في بغداد مثلما حصل مع مسلسل (الدهانة) الذي اخرجه علي ابو سيف الذي قال انه لا يمكن ان تكون بيئته موجودة في سوريا وانما البيئة الحقيقية له في العراق.