موهبة أم واسطة؟ كيف تشق الوجوه الخليجية الشابة طريقهما الى النجومية؟ تساؤل يطرح نفسه بعد أن إنتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة quot;الوجوه الشابةquot; في معظم الأعمال الخليجية.


الدمام: إنتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة quot;الوجوه الشابةquot; في معظم الأعمال الخليجية التي أصبحت زاخرة بعدد لا بأس به منهم وفُسرت هذه الظاهرة من قبل العديد من المخرجين والمنتجين، فبعضهم يرى وجود هؤلاء العناصر الشابة ضرورة لإضافة جديد خاصةً في الأعمال الممتدة لأجزاء، أو الأعمال التي تحتوي على عدد كبير من الفنانين ، والبعض الآخر يراها فرصة ومنحة يعطيها لهؤلاء الشباب إقتناعًا منه بضرورة الأخذ بيد العناصر الشابة، والتأكيد على أن زمن النجم الواحد قد إنتهى ولابد من التعددية والخروج بعيدًا عن النمطية والشللية التي ظلت متهمة بها الدراما الخليجية لفترة طويلة.

وهناك العديد من الأسماء الكبيرة التي تشجع على التعاون مع الوجوه الجديدة أمثال الفنانة القديرة سعاد عبدالله والنجمة حياة الفهد وغيرهم من عمالقة الفن الخليجي وغالبًا ما يكون إختيارهم موفقًا ويقدمون للدراما الخليجية وجوهًا جديدة تثبت نفسها وتؤكد على موهبتها.

لكن بعض الفنانين والفنانات داخل الوسط الفني أشاروا إلى أن بعض الإختيارات من المنتجين ليست على نفس القدر من التوفيق الذى تحظى به إختيارات فنانات بحجم الفهد وعبدالله، وكشفوا هؤلاء الفنانين عن تواجد مصطلح quot;الواسطةquot; الذي فجر معه المفاجأت ووضع علامات إستفهام كثيرة.

الفنانة غرور من الفنانات التي تحرص على أن يكون ظهورها مميزًا وذا طابع خاص، تهتم بالكيف وليس الكم، صرحت بأنها اعتمدت على موهبتها في إقتحام عالم الفن منذ عام 2006 وحاولت أن تثبت نفسها بكل ما أوتيت من قوة باحثة يمينًا ويسارًا عن الأدوار الجيدة والمميزة، وفي تصريح خطير لها وجهت غرور أصابع الإتهام للمنتجين الذين يأتون بفنانات غير جديرات بالتمثيل ويصنعن منهن نجومًا وترى الأعمال الجديدة زاخرة باسمائهم، مما يطرح العديد من التساؤلات حول هذا الأمر.

واستكملت غرور قائلة بأن هناك بعض الفنانات من الوجوه الجديدة دخلن الوسط الفني عن طريق الواسطة بل وقدمن تنازلات كثيرة من أجل الظهور أمام الكاميرات، ورفضت غرور التصريح باسم فنانة من هؤلاء مكتفية فقط بقولها : quot; من على رأسها بطحة تحسس عليهاquot; !

وأشارت غرور إلى أن الوسط الفني الآن يعاني من أزمة الشللية وأصبح حقل تجارب للعديد من الفنانات الغير مؤهلات واللاتي لا يمتلكن لا شكل ولا موهبة، ولا تعلم من أين يأتي بهم المنتجين وعلى أي أساس يختارهم للوقوف أمام الكاميرات.

وأكدت غرور أن كلامها قد يبدو جريئًا لكنه الحقيقة المؤلمة التي لا يراها الكثيرين داخل الوسط الفني وأنها لا تخشى أحد لذلك رفضت الإحتكار واعتبرته أداة لقتل موهبة الفنان وطوق يخنقه ويمنعه من التحليق في سماء الفن والأدوار.

بينما أشار الفنان الشاب محمد رمضان لنفس القضية وهي أن بعض المنتجين يقدمون عروضًا لوجوه جديدة لم يسمع عنها من قبل ويغفلون الفنانين الجدد أصحاب المواهب الحقيقية قائلًا: quot; ثمة منتجون كثيرون يقدمون أدوارًاً لفنانين لم نسمع عنهم، ويحرمون المواهب والطاقات الشابة من المشاركة لأسباب مختلفة، في المقابل ثمة منتجون يساعدون الفنانين الشباب ويشجعونهم على صقل موهبتهم وتفجير طاقاتهمquot;.

ويجب الإشارة في النهاية إلى أن هناك العديد من المواهب الشابة التي دخلت الوسط الفني عن طريق الصدفة أو ربما الواسطة واستطاعت أن تثبت نفسها وتنقذ موهبتها من عار الواسطة والبعض الآخر لازال يعتمد على المنتجين في الظهور ولا يمتلك الموهبة أو حتى الشجاعة لخوض التجربة بمفرده.