على مر التاريخ، ظهرت قصص بشعة عن الاغتصاب لا يحتملها عرف بشري. أما قصة شانيل ميلر، وعلى الرغم من قسوتها، فقد ألهمت الملايين وغيرت نظرة الكثيرين.

"إيلاف" من بيروت: بعدما كانت معروفة للعالم باسم إميلي دو، تتناول شانيل ميلر في كتابها "إعرَف اسمي" Know My Name (368 صفحة، منشورات فايكنغ، 16.99 جنيهًا إسترلينيًا) تفاصيل تعرّضها للاغتصاب، والمحاكمة التي تلت ذلك، وإخفاقات جامعتها والإجراءات القضائية، ورحلة استعادتها ثقتها بنفسها.

تستعيد ميلر في الكتاب هويتها لتخبر قصتها عن الصدمة، وقوة الكلمات. وكذلك صراعها مع العزلة والعار خلال فترة ما بعد المحاكمة، وتكشف النقاب عن هشاشة نظام العدالة الجنائية الأميركي، بعدما حُكم المعتدي عليها في حرم جامعة ستانفورد بالسجن ستة أشهر لا أكثر.

تشويه الشعور بالذات
من أكثر الآثار الضارة للاعتداء الجنسي تشويه شعور الضحية بالذات، وكانت لدى ميلر، الفتاة التي يحبها الجميع، وينجذبون إليها، ويتمنون القرب منها، نظرة مشوّهة عن نفسها، وهي تتجه إلى المحاكمة.

تقول في الكتاب: "كنت في الثالثة والعشرين من عمري عندما تعرّّضت للاعتداء الجنسي، وإنجازي الوحيد كان انتشار خبر عني باسم وهمي في الصحف المحلية. عندما فكرت في مستقبلي، لم أرَ شيئًا".

بعد تجاوزها شعور الصدمة، قررت الكشف عن هويتها الحقيقية، وإطلاع العالم على قصتها الحزينة. شاهد الفيديو الخاص بها على موقع "بازفيد" نحو 11 مليون شخص في أربعة أيام، وتمت ترجمته عالميًا ومناقشته في الكونغرس الأميركي.

عندما نشرت ميلر رسالتها في عام 2016، أدهشت القراء بجلاء صوتها ووضوح غضبها واتساع تعاطفها مع المحتاجين إلى الدعم. وقدمت قصتها للضحايا الآخرين بصفتها لغة مشتركة. وتلقت الآلاف من الرسائل الداعمة من نساء سردن قصصهن الخاصة.

مذكرات ملهمة
أشعلت كلمات ميلر غضب الملايين على ما اعتُبر أنه حكم مخفف لمدة ستة أشهر على تيرنر، ما دفع سلطات كاليفورنيا التشريعية إلى إعادة النظر بمتطلبات الحد الأدنى من الحكم على الاعتداء الجنسي. وفي نهاية المطاف، تم استدعاء القاضي الذي أصدر الحكم للمساءلة، وهو أول قاضٍ يتم استدعاؤه في كاليفورنيا منذ عام 1932.

تتشابك مذكرات ميلر بين الألم والمرونة والفكاهة، وتحوّل بشكل جذري الطريقة التي نفكر بها عن الاعتداء الجنسي، متحديًة معتقداتنا حول ما هو مقبول والحقيقة الصاخبة للشفاء. كما تعرّف القراء إلى كاتبة غير عادية، غيّرت كلماتها حياة الكثيرين.

&أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "غارديان". الأصل منشور على الرابط:
https://www.theguardian.com/books/2019/sep/25/know-my-name-by-chanel-miller-review