نذهب في الزمن إلى الأمام من دون وعي للسرعة التي تمر بها الأيام. ربما يرى آخرون ما لا نراه في هذا العصر الذي تخطى تسمية عصر السرعة.. إنه زمن الصاروخ.

إيلاف من دبي: في تقرير نقلته "الاقتصادية" عن "فاينانشيال تايمز"، يقول مايكل سكابينكر إن ثمة تاريخ رقمي لكل خيط في صناعة السترات يعطينا دليلًا من "بلوكتشين" على أنه لم يتم تشغيل الأطفال في إنتاجها، وثمة سيارات طائرة مشتركة يمكن طلبها بسهولة من شركات مثل أوبر. وبحسبه، بلغ الأمر حد الحديث عن صاروخ استعراضي قادر على نقل الركاب من لندن إلى دبي في 29 دقيقة، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت لضبط أمور السلامة على الوجه الصحيح. فهذه ليست سوى ابتكارات تنتظرنا في العقد المقبل أو نحو ذلك، وفقًا لبيتر ديامانديس وستيفن كوتلر.

أسرع مما نظن
يواصل مؤلفو كتاب "وفرة: المستقبل أسرع مما تظن" وصف عالم تطفو فيه محركات المقياس النانوي عبر مجرى الدم لجمع البيانات. فستدمر الأدوية "خلايا الزومبي المنتجة للالتهابات" التي يعتقد أنها تسبب الشيخوخة. بعد 10 إلى 12 عامًا من الآن، يمكننا الوصول إلى طول العمر ما يمدد حياتنا عامًا مقابل كل عام نعيشه.

مع ذلك، نحن هنا في 2020، ممنوعون من السفر، وواقعون تحت وطأة فيروس نكافح لفهمه، ونرى المسنين يموتون، بينما ترعاهم فرق طبية مستميتة من أجل العثور على ملابس واقية أساسية، ناهيك عن أي ملابس لديها تاريخ رقمي.

بحسب سكابينكر، التفاؤل التكنولوجي لهذا الكتاب يصطدم بالواقع الباعث على التواضع الذي فرضه كوفيد – 19، "وليس لديّ أي سبب للسخرية من المؤلفين، لم أتوقع جائحة فيروس كورونا، ولم أفهم جديته عندما بدأ".

تم تأليف هذا الكتاب قبل الوباء، مثل كتاب دان هيث "التفكير الاستباقي من المنبع" وكتاب بيست ويستويك "الطائرة الشبح". مع ذلك، تظهر هذه الكتب الثلاثة كيف انتهى بنا المطاف إلى حيث نحن الآن، وتشير إلى الطرق الممكنة للخروج.

يرى سكابينكر أن تقارب الكثير من التكنولوجيات، الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية وأجهزة الاستشعار والواقع الافتراضي والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو والطباعة ثلاثية الأبعاد، يعدنا الآن بفتوحات أكبر.

في 2018، عندما كسر إصبع رائد فضاء في مهمة إلى محطة الفضاء الدولية، لم يكن عليه الانتظار إلى أن يتم تسليم جبيرة من الأرض.

تفكير استباقي
في "التفكير الاستباقي من المنبع"، يدرس دان هيث فشلنا المزمن في معالجة تحدياتنا قبل أن تقع علينا. يأتي عنوان الكتاب من حكاية صديقين يتنزهان بجوار نهر ويريان طفلًا يغرق، يغوصان وينقذانه، وفجأة يشاهدان طفلًا آخر ينجرف في النهر، فينقذانه، وبعد ذلك ينقذان بضعة أطفال آخرين، إلى أن يهرب أحد الصديقين. يسأله الآخر "ماذا تفعل؟" فيقول: "أنا ذاهب إلى المنبع للتصدي للرجل الذي يرمي كل هؤلاء الأطفال في الماء".

يقدم الكتاب أدلة حول الكيفية التي أمسكت بنا هذه الأزمة على حين غرة. يبدأ بمشكلة عادية في عالم العمال: لماذا في 2012 البريء، كان عدد كبير للغاية من عملاء موقع السفر إكسبيديا يتصلون بخط المساعدة للموقع؟.

بحسب سكابينكر، وجد رايان أونيل، رئيس خدمة العملاء في إكسبيديا، من خلال البحث في بيانات مركز الاتصال بالشركة، أن 58 في المئة من الأشخاص الذين حجزوا رحلات طيران أو غرفا فندقية أو استأجروا سيارات من خلال موقع إكسبيديا، أنهم كانوا يتصلون للحصول على المساعدة. السبب الرئيس هو، أنهم لم يتمكنوا من العثور على مسار رحلاتهم.

اكتشف موقع إكسبيديا أن السبب هو أن مسارات الرحلات المرسلة بالبريد الإلكتروني كانت تذهب إلى صندوق الرسائل غير المرغوب فيها للأشخاص، أو حذفها العملاء ظنًا أنها بريد إلكتروني للدعاية، أو أنهم أخطأوا في كتابة عناوين بريدهم الإلكتروني في المقام الأول، ولم تكن هناك طريقة أمامهم لاسترداد مساراتهم عبر الانترنت.

كان إجراء المكالمات يكلف موقع إكسبيديا 100 مليون دولار سنويًا. إصلاح مشكلة البريد العشوائي وإنشاء أداة للعثور على مسار الرحلة عبر الإنترنت، أزال المشكلة إلى حد كبير.

أشياء أخرى
في كتاب "الطائرة الشبح"، يستكشف بيتر ويستويك، وهو مؤرخ فضاء، مسائل الابتكار والتبصر (أو عدم التبصر) والأولويات العامة.

يقول: "السرية والعلوم والأساليب الملتوية التي أدت إلى إنشاء طائرتين عسكريتين أميركيتين قادرتين على الهروب من الرادار هما المقاتلة الشبح (F117-A)، والقاذفة (B-2). تم تصور الطائرتين كوسيلة لاختراق الدفاعات الجوية السوفياتية، وكلتاهما نتجت من منافسة شرسة بين اثنتين من عمالقة الصناعة العسكرية الأميركية: شركتا لوكهيد ونورثروب. لتحديد من ينبغي أن يبني المقاتلة الشبح، رتبت وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة Darpa مسابقة في صحراء نيو مكسيكو في 1976. وكانت لدى الشركتين مناهج مختلفة. اشتهرت شركة لوكهيد بما لديها من قسم Skunk Works، وهو مركز الابتكار في الشركة. هذا القسم يصور الطائرات المسطحة كمفتاح لإجراء خفض عجيب لوضع الرادار المحتمل للطائرة، وأدركت شركة نورثروب أن المنحنيات يمكنها أيضا أن تشتت أشعة الرادار".

المهندسون رفعوا الأنموذجين إلى عمود و"حشدوا فيهما عوارض رادارية مختلفة، وقاسوا موجات الرادار التي ارتدت إلى الخلف".
أعلنت داربا أن لوكهيد فازت في منافسة المقاتلة الشبح، لكن بعد أربعة أعوام عادت الشركتان إلى الصحراء بتصاميم لقاذفة شبحية. في هذه المرة، فازت نورثروب.

في الوقت الذي صعدت فيه الطائرتان إلى السماء، كانتا قد فقدتا غرضهما إلى حد كبير. انتهت الحرب الباردة. وشهدت المقاتلة الشبح القتال في حرب الخليج الأولى والقاذفة الشبح في البلقان وأفغانستان والعراق.

القاذفة B-2 على وجه الخصوص كانت مضيعة للمال. تم بناء 21 طائرة فقط في النهاية ضمن برنامج كلف 45 مليار دولار. أصبحت الطائرة B-2 تعرف باسم "طائرة بقيمة ملياري دولار".

دروس وعبر
يسأل سكابينكر: "ما الدروس التي تعطينا إياها ملحمة الشبح اليوم؟" أولًا، على الرغم من أن الطائرة كانت تهدف إلى الدفاع عن نظام المشاريع الحرة، فإن الفتوحات التكنولوجية (وكانت الطائرات المتهربة من الرادار إنجازًا كبيرًا) تتطلب في كثير من الأحيان تعاونًا بين الحكومة والصناعة؛ ثانيًا، تمامًا كما الحال مع علم اللقاحات وإنتاجها الآن، تتطلب مشاريع بهذا الحجم تعاونًا مكثفًا بين الباحثين وشركات التصنيع؛ وثالثًا، كما يلاحظ ويستويك، المليارات التي تم إنفاقها على طائرات الشبح، ربما كان "من الأفضل كثيرًا استثمارها في الإلكترونيات أو البيولوجيا الجزيئية، على سبيل المثال، ناهيك عن البرامج الاجتماعية مثل التعليم أو الرعاية الصحية".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "الاقتصادية". الأصل منشور هنا.