حين تجد كاثرين ستانديفر أن ثمة عيبًا في قلبها، تبدأ رحلة جديدة من أول يوم في حياتها الأخرى، أي تلك المتعلقة تفاصيلها بداء يكلفها الشفاء منه كثيرًا، إن لم يكلفها حياتها أصلًا.

إيلاف من بيروت: تبدأ كاثرين ستانديفر مذكراتها حول الجهاز الطبي الذي أنقذ حياتها وسعيها إلى اكتشاف أثره في البيئة وحياة الإنسان. تبدأ ستانديفر بسرد الوقت الذي صدمها فيه جهاز إزالة رجفان القلب أثناء لعبها كرة القدم عندما كانت طالبة دراسات عليا. ولا شك في أن لغتها المتناثرة تجعل كلماتها أكثر قوة: "رائحة الحرق التي كانت تنبعث مني".

في كتابها "أزهار البرق" (288 صفحة، منشورات براون سبارك)، تحكي ستانديفر قصة تدهور حالتها الصحية جنبًا إلى جنب مع اختراع أجهزة تنظيم ضربات القلب، حيث تسافر إلى أفريقيا لمعرفة مكان تعدين المعادن التي تحتويها هذه الأجهزة.

أرادت أن تعرف ما إذا كان الأمر يستحق ذلك أم أن التكلفة مرتفعة للغاية. إنها لا تطرح سؤالاً فلسفياً بل سؤالاً وجوديًا، وتتضح لها الحقيقة الوحشية لهذا التأثير عندما تفاجئ أختها، وهي طالبة جامعية، مستيقظة في أثناء جراحة القلب.

من الصعب ألا تشعر الأسرة بالخوف، قبل أن تكشف ستانديفر أنها تعاني أيضًا عيبًا في قلبها، فبدأت فصلًا في الكتاب بـ: "في آخر صباح من حياتي الأولى...".

تتعلم ستانديفر عن العيب القلبي الذي يصيب أفراد عائلتها عندما كانت في أوائل عشرينياترها ومن دون تأمين صحي. تجنبت إجراء الاختبار، فهذا خيار تقوم به لأنها شابة وتتمتع بصحة جيدة. إنه اختيار فردي. على الرغم من معاناتها من مرض موهن ، تمكنت ستانديفر من العثور على الجمال والتعجب في عالمها.

إنها رحلة مروعة تثير أسئلة كبيرة. يقدم الكتاب أيضًا حقائق جوهرية. تلاحظ فيه ستانديفر العلاقات الجديدة بينها وبين الحياة، "المساحة التي تنفتح بين شخصين لا يمكن التنبؤ بها تمامًا..."، فتصف كيف يتم سحب الأثاث القديم من مكان إلى آخر "مثل أفراد الأسرة الهادئين".

ثم هناك الحقائق الصعبة الواضحة فقط لأولئك الذين كانوا صغارًا ومرضى: "أولئك الذين يؤخذ منهم شيء لم يدركوا أنهم يمتلكونه".

الخسارة هي موضوع رئيسي في الكتاب، و لستانديفر ما يبرر غضبها من فقدان العلاقة بين المرضى والأطباء. هناك طبيب يخبرها بأنها بخير - وفي خطر في أي لحظة. إن عبثية نظام الرعاية الصحية الأميركي تظهر بشكل كامل عندما ينصحها العاملون في المجال الطبي "بتلفيق" سكتة قلبية لتتمكن من إجراء جراحة القلب من دون أن تدفع كثيرًا.

إنها تقامر بحياتها، مع ذلك فإن المقامرة ضرورية. حتى بعد إقرار قانون الرعاية الميسرة، لا تزال ستاندفر تجد تفاوتات شديدة في الجودة قد تبدو ثانوية، لكن الحديث هنا يدون عن حياتها.

ثم... هناك الخسارة في الأماكن التي يتم فيها تعدين المعدن لصنع الأجهزة، في هذه الحالة مدغشقر. ستانديفر ليست متأكدة من ماهية الخسارة لكنها تدرك أنها موجودة: "مهما تسبب الوجود الغربي في هذه البلدات في صراع ، فقد جاء أيضًا بأمل قصير ومشرق - أن شخصًا ما ، في النهاية ، سيكون مسؤولاً عن تحسين حياتهم".

وفي حين تستحيل الإجابة عن الأسئلة التي تثيرها ستانديفر، فإن المزيد من السياق السياسي في منطقة البحيرات الكبرى بأفريقيا كان سيكون لطيفًا. عندما تقول ستاندفر إن الروانديين صامتون، فإنها تذكر ثقافتهم، لكنها لا تذكر الدولة البوليسية التي يعيشون فيها.

في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تحدثت عن التشريع الذي تم تمريره والذي يتطلب من الشركات الكشف عن استخدامها للمعادن المتنازع عليها لكن لا شكوى من تأثير التشريع على بعض عمال المناجم.

هذه انتقادات طفيفة، لكن ستانديفر تتحدث بنبرة عالية عن عيوب النظام الأميركي. عندما تسوء عملية جراحية ولا يخاطبها الجراح بعد ذلك، تغضب لأنه تركها من دون أن يروي لها قصة ما حصل لجسدها.


أعدت إيلاف هذا التقرير عن "نيويورك جورنال أوف بوكس". الأصل منشور على الرابط:
https://www.nyjournalofbooks.com/book-review/lightning-flowers