إيلاف من الرياض: في معرض الرياض الدولي للكتاب، قدم الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأسبق، كتابه "الملف الأفغاني" بنسخته العربية، ويحتوي على شهادة تاريخية كاملة عن الفترة الأكثر إثارة في التاريخ الأفغاني وعلاقة الملف الأفغاني بالمملكة العربية السعودية من واقع معاش لرحلة عملية امتدت لأكثر من عشرين عاماً.

صدر الكتاب أخيرا بالإنكليزية عن منشورات (Arabian Publishing) في لندن، وتم إطلاق الطبعة الإنكليزية بحضور الأمير تركي الفيصل في 22 سبتمبر الماضي؛ إذ ألقى محاضرة بهذه المناسبة ضمن فعاليات الحدث السنوي (The Hugh Leach Memorial Lecture) الذي تنظمه الجمعية الملكية للشؤون الآسيوية بالتعاون مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.

يتألف كتاب "الملف الأفغاني" من 15 فصلاً يرويها، يبدأها الفيصل بفصل "الغزو السوفيتي والرد الأفغاني" لتتتالى الحوادث في الفصول المختلفة من الاستقلال غير المستقر إلى ظهور المجاهدين، وخط إمداد الأسلحة، وسنوات الحرب الأولى، والجمعيات الخيرية والمتطوعين، و"مكتب الخدمات" و"دار الأنصار"، مرورا بنقطة تحول الحرب والانسحاب، واللويا جيرغا في روالبندي، وأزمة الكويت، وسقوط الدكتور نجيب الله، وإعادة المتطوعين إلى بلادهم، وصعود طالبان، وعلاقة طالبان ببن لادن، انتهاءً بالفصل الأخير: "في أعقاب الكارثة".

وقال الأمير تركي الفيصل في معرض الرياض الدولي للكتاب: "طالبان خذلوا المملكة بل وخذلوا أنفسهم والشعب الأفغاني عندما رفضوا تسليم أسامة بن لادن في عهد الملا عمر، كما خذلوا المملكة مرة أخرى عندما رفضوا قطع صلتهم بالقاعدة حينما طلب الرئيس كرزاي توسط المملكة بينه وبينهم".

قال الفيصل إنه طلب الإذن في الشروع في الكتابة من الملك الراحل عبد الله، وأوضح له أن الكتاب يسرد ما قامت به المملكة في أفغانستان منذ الغزو السوفياتي وحتى قبل أحداث 11 سبتمبر بأيام، والتي جاءت بعد تركه الاستخبارات العامة. فوافق الملك عبد الله على طلبه وكلف الأمير مقرن بن عبد العزيز بمساعدته، فوفر له الأمير مقرن وثائق ساعدت في ربط الأمور ومنحها الصفة الحقيقية بدل الروائية التي نشرها في كتابه.

يكتسب هذا الكتاب أهمية ملحّة في وقت تشهد فيه أفغانستان فصولا جديدة من تاريخها بعد الانسحاب الأميركي الأخير، مقرونة بأهمية الموقع السياسي الذي كان يشغله الأمير تركي الفيصل في ذلك الوقت والعلاقة التي دامت لأكثر من عقدين بقضايا أفغانستان، حيث عمل رئيساً لرئاسة الاستخبارات السعودية منذ أواخر العام 1977 حتى عام 2001، وكانت الرئاسة مسؤولة عن تعاملات المملكة مع أفغانستان، وهو ما يعني أن كتاب "الملف الأفغاني" كما يشير في المقدمة شهادة تاريخية "لإيضاح حقيقة موقف المملكة العربية السعودية من قضية أفغانستان على الساحة الدولية" من جهة، ومن جهة أخرى يساعد القارئ على أن "يكوّن فكرة أدق عن قضية أفغانستان في تلك المرحلة".