تم اكتشاف بروتين ثنائي يملك دورًا فاعلاً في اقرار حرارة جسم الانسان وتمت التجربة بنجاح على عدد من الاطفال يعانون من مرض تصخر العظام.


اعتدال سلامه من برلين: الصدفة هي التي كشفت عن سر لم يكن يخطر على بال اي باحث عملي وهو ان بروتينين ثنائيا يعملان معا في الجسم ويعتبران من اهم البروتينات التي لها تأثير على بناء عظام الانسان وتفتيتها كما يلعبان دورًا اخرًا في اقرار حرارة الجسم.

فخلال المحاضرة التي عقدها معهد البيوتكنولوجيا للجزئيات وحضرها عدد من الصحافيين الاجانب وايلاف ايضا اشار البروفسور يوزف بنيغنر الى انه تمكن مع فريقه الطبي من اكتشاف بروتين ثنائي في الدماغ يحمل الاول اسم RANK والثاني وهو مكمل لعمله واسمهRANKL وهما المحرك الاساسي من اجل عملية الاستقلاب التي تتم للعظام ويتحكمان في حرارة الجسم.
وبحسب قول بينغنرquot; تمكنا في السابق من اثبات ذلك على الحيوانات التي اخضعت للتجارب، ونتائج بحوثنا اكدت بان المبدأ ذاته ينطبق على الانسان ايضًا، بعد اجراء الفريق تجارب لعدد من الاطفال الذين يعانون من مرض تصخر العظام Osteopetrosis لان بروتين RANK مصاب بعطل، لكن رغم ذلك لا ترتفع درجة حرارة اجسامهم كثيرا عند اصابتهم على سبيل المثال بالتهابات كالالتهاب الرئوي او نزلة صدرية شديدة.

وكان البروفسور بنيغنر قد اهتم منذ عام1999 بمرض Osteopetrosis، وركز على الظروف المحيطة بهذا المرض ، حيث عثر على اول طرف خيط فيما يتعلق بالبروتين الثنائي، اي RANK وRANKL ودلت التجارب الكثيرة على الدور الذي يلعبانه في بناء العظام. وبحسب قوله في العظام السليمة التي تتوفر كل العناصر الضرورية ليكون هناك توازن بين الخلايا المتلفة للعظام المسماة Osteoclasten والخلايا التي تساعد على نموه واسمها Osteobalste، لكن هنا ياتي دور البروتين الثنائي ليقرر هل يتحول الى خلايا متلفة للعظام. لكن هنا عناصر اخرى في الجسم تتدخل في العملية منها الهرمون الاثنوي الاستروجين ليكون لاعبًا مضادًا. فاذا ما انتج القليل من هذا الهرمون تكون المحصلة تفتت في العظام وتلف فيها، وهذا ما يحصل ايضا مع النساء عندما يقل انتاج الاستروجين لديهن فيصبن بترقق في العظام .Osteopetrosis

الا ان الجانب الذي ما زال غير واضح لماذا ينمو البروتين الثنائي في الدماغ، وبالاخص في منطقة في الدماغ تكون المشاركة في عملية رفع درجة حرارة الجسم عند الاصابة بمرض او التهابات. ففي تجارب اجراها البروفسور ادى حقن فئران صحيحة الجسم بهذا البروتيين الثنائي الى ارتفاع درجة حرارتها بشكل كبير، بينما لم ترتفع درجة حرارة فئران اخرى حقنت بنفس البروتيين لكن تم تعطيل بروتيين RANK ، وهذا اكد على هذا البروتيين له دور مؤثر في عملية ارتفاع حرارة الجسم، وهذا ما اثبتته ايضا التجارب على اطفال تعطل لديهم عمل بروتيين RANK ، فهم مرضى بتصحر العظام حيث لا ينمو عظامهم بشكل منتظم وصحيح ما يجعل صحتهم غير مستقرة وعرضة لارتفاع درجة حرارة اجسامهم بشكل كبير عند اصابتهم مثلا بالتهابات صدرية.

ولا يستبعد البروفسور بنيغنر قد يكون للبروتيين الثنائي RANK و RANKL المكتشف دور اضافي على عملية تنظيم حرارة جسم النساء وموجة الحم التي تصيب الكثيرات في سن اليأس. اذ اجرى مع فريقه تجارب على حيوانات انثوية متقدمة في السن لكن بصحة جيدة، اتضح بعدها ان تلك التي مازال بروتيينRANK عندها غير معطل تعاني من تغييرات في درجة الحرارة.
والجانب المهم ايضا في الاكتشاف ان بروتين RANK له تأثير اكثر على درّ الحليب ومد عظام الحامل بالكلسيوم كي تنقله الى عظام جنينها.