يوسف صادق من غزة: على الرغم من نفي الجمعيات الخدماتية المحسوبة على الحركات والتنظيمات الفلسطينية من إستغلال المساعدات الإغاثية التي قدمتها الدول العربية والغربية للشعب الفلسطيني عقب إنتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، إلا أن مواطنين أكدوا لإيلاف أن تلك الجمعيات تعني بالدرجة الأولى عناصرها ومؤيدي حركتها، لتزودهم بالكابونات والمواد التموينية وغيرها، قبل الناس المتضررة والمنكوبة جراء الحرب.

ونفي حمدي شبير مدير المجمع الإسلامي بخان يونس، أن تكون جمعيته المحسوبة على حركة حماس، تميّز بين مؤيدي حركته وباقي المواطنين. وقال لإيلاف quot;النفي بالكلام هو أسهل وسيلة، لكنني أتحدى أي مواطن أن يأتي بالبراهين والأدلة التي تثبت أن جمعيتنا تفرّق في المعاملة بين السكان الغزيينquot;.

وأضاف quot;لم ننظر إلى الجانب الحزبي على الإطلاق في تقديم الخدمات العامة والكثيرة التي تقدمها الجمعية سواء في المجال الإجتماعي أو الصحي أو التعليمي. وأستطيع القول أن أكثر من 60% من مدراس ورياض الأطفال هم من أبناء الأجهزة الأمنية التابعين لرام الله ومن فصائل لا تتبع حركة حماس، ويتلقون التعليم بشكل ممتاز دون أي تفرقة بين هذا أو ذاكquot;.

وأبدى إبراهيم كواحد من بين العشرات الذين قابلتهم إيلاف، يعيل أسرة مكونة من ثمانية أفراد، وجرفت إسرائيل مزرعته قبل سنة، أبدى إستياءه الشديد من المعاملة التي تقوم بها جمعيات محسوبة على حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف سنة 2007م. وقال لإيلاف quot;لو كنت مؤيد لحركة حماس، لكان وضعي أفضل بكثير، ولكانت المساعدات تصلني أولاً بأول، لكنني أعاني كثيراً قبل الحصول على تلك المساعدات الإغاثية المقدمة أصلاً للمتضررين جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرةquot;.

وأضاف quot;بتنا نشعر أننا نتسوّل أمام الجمعيات للحصول على حقنا المرسل من إخواننا العرب، كوننا لا ننتمي إلى حركة حماسquot;.

إلا أن مدير المجمع الإسلامي، أكبر وأقدم الجمعيات المحسوبة على حركة حماس، نفى تماماً ما يقوله إبراهيم. وأوضح لإيلاف quot;نحن نقوم بمسح ميداني كامل للمنطقة المتضررة، ولا يعنينا صاحب البيت لأي تنظيم ينتمي، فمن حق أي إنسان أن ينال مساعدات وتعويضات لما لحق به من ضرر خلال الحرب. لقد قمنا بتوزيع مساعدات على 700 أسرة في خان يونس لوحدهاquot;.

وكانت الدول العربية والغربية أرسلت مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية العاجلة لسكان قطاع غزة، عقب توقف الحرب الإسرائيلية عليهم والتي إندلعت في 22/12 من السنة الماضية وأستمرت لثلاثة وعشرين يوماً، دمرت خلالها أكثر من 20 ألف منزل بين جزئي وكامل، وقتل خلالها أكثر من 1540 فلسطيني وأصيب آلاف آخرين.

من جانبه، أعتبر الشيخ عبد الله المصري، رئيس جمعية دار الكتاب والسنة، أن الواجب يحتم على المرء القيام بعمله دون تمييز. وقال لإيلاف quot;تتميز جمعيتنا بمساعدات وتقديم خدمات لمواطني قطاع غزة دون الإلتفاف إلى إنتماءه الشخصي، خاصة وأننا لا ننتمي لأي حزب، كوننا نتبع منهج رسولنا الكريم والسلف الصالحquot;.

وأضاف الشيخ المصري quot;لا نعرف شيء أسمه تنظيم أو أفكار محددة. فنحن نقدم مساعدات للناس على حسب حاجة صاحب العلاقة لتلك المساعدات، دون أن يكون عندنا شروط محددة لهذا المواطن المكلوم أصلاً من حياة البؤس والشقاء التي يعاني منها في ظل الفقر والبطالة التي وصلت معدلاتها العالية جداًquot;.

وأشار رئيس جمعية دار الكتاب والسنة، أكبر جمعية مستقلة في قطاع غزة، إلى أنهم غير معنيين بالتدخل في الإشكالات السياسية التنظيمية بين الفلسطينيين. وقال quot;نجنب أنفسنا هذا الأمر، لأنه لا يجوز غير إتباع سنة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام(..) وأي خلاف داخلي سيكون غير محمود وله آثار سلبية كبيرة على المجتمعquot;.

وكانت حركة حماس أغلقت العديد من الجمعيات التي تقول أنها محسوبة على حركة فتح وأنها تتلقى أموال من رام الله. وأكد أبو عبد الرحمن شعت، رئيس مجلس إدارة جمعية وطن للتراث والتنمية الأسرية، أن وزارة الداخلية بغزة أغلقت جمعيته ثلاث مرات، لكنها تعاود وتفتحها بعد عدم إثبات أي إخلال مالي أو إداري.

وقال لإيلاف quot;صحيح أن معظم أعضاء مجلس الإدارة من حركة فتح، لكننا لم نقوم بأي نشاط يخل بالأمن، حتى يتم إغلاق الجمعية. فحماس تتهمنا أننا نأخذ أموال من رام الله، إلا أن عملنا فقط مع المؤسسات الدولية المانحة التي تعمل في قطاع غزة مثل الإغاثة الدولية ومؤسسة ميرسي كيير والإغاثة الإسلامية وCHF الأمريكية وغيرها من المؤسسات التي تقوم بمساعدة الفلسطينيين دون تمييز.