يثار جدل في أميركااليوم حول معالجة اللحوم بالأمونيا بعدما فتح باب التحقيقات وحصل تضارب بين المسؤولين حول الفاعلية على خلفية سجلات حكومية وأخرى خاصة بصناعة منتجات اللحوم، وتمت إماطة اللثام عن مخالفة صارخة ارتكبها مسؤولو وزارة الزراعة الأميركية في ما يخص مصادقتهم على سلامة لحوم البقر وأمان منتجاتها التي تنتجها شركة منتجات لحوم البقر في جنوب داكوتا، بعد معالجتها بالأمونيا، بداعي تدمير بكتيريا الإيكولاي، حيث اعتبروها في العام 2007 وسيلة غاية في الفاعلية، على الرغم من المخاطر التي تحويها.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: موجة محتدمة من الجدل تشهدها الأوساط الطبية والمعملية في هذه الأثناء في الولايات المتحدة، على خلفية سجلات حكومية وأخرى خاصة بصناعة منتجات اللحوم، نجحت أخيرًا صحيفة النيويورك تايمز الأميركية في الحصول عليها، وأماطت اللثام عن مخالفة صارخة ارتكبها مسؤولو وزارة الزراعة الأميركية في ما يخص مصادقتهم على سلامة وأمان منتجات لحوم البقر التي تنتجها ( شركة منتجات لحوم البقر في جنوب داكوتا ) بعد معالجتها بالأمونيا، بداعي تدمير بكتيريا الإيكولاي، حيث اعتبروها في العام 2007 وسيلة غاية في الفاعلية، على الرغم من المخاطر التي تحويها.
فعندما بدأت الوزارة في إجراء اختبار روتيني للحوم التي يتم استخدامها في تصنيع الهامبرغر الذي يباع للعامة، قاموا بإعفاء منتجات لحوم الشركة الآنف ذكرها من هذا الاختبار، على الرغم من كشف تلك السجلات عن وجود جراثيم الإيكولاي والسالمونيلا عشرات المرات في منتجات لحوم الأبقار، طبقًا لذلك الاختبار الذي أجري على نظام التغذية المدرسي، ( الذي استعان فيه المسؤولون بـ 5.5 مليون رطل من لحم البقر المُصنّع العام الماضي فقط )، وهو الكشف الذي جاء ليفنّد المزاعم التي كانت تتشدق بها الشركة ووزارة الزراعة الأميركية حول فاعلية طريقة معالجة اللحوم بوساطة الأمونيا.

وتتابع تلك السجلات بكشفها النقاب عن أنه قد تم العثور منذ العام 2005 على بكتيريا الإيكولاي ثلاثة مرات، والسالمونيلا 48 مرة، بما في ذلك تلك الحوادث التي وقعت في آب / أغسطس الماضي، وفيها تم العثور على دفعتين مكونتين من 27 ألف رطل من لحوم الأبقار الملوثة. وقد تم ضبط اللحوم قبل أن تصل إلى الأواني الخاصة بالطعام في غرف تناول الغذاء. كما أظهرت السجلات قيام مسؤولي التغذية المدرسية في تموز / يوليو الفائت بفرض حظر موقت على الجهات التي تُصنِّع لهم وجبات الهامبرغر، لمنعهم من استخدام اللحوم التي ينتجها فرع شركة منتجات لحوم الأبقار في كنساس بسبب السالمونيلا، وهو المنع الثالث للحوم في غضون ثلاثة أعوام. لكن الأمر المثير للغموض والدهشة في الوقت نفسه هو أن ذلك الفرع ما زال يحظى بالمصادقة من جانب وزارة الزراعة للعمل مع باقي العملاء.

وكرد فعل من جانبها على هذا الكشف المثير، نقلت الصحيفة عن وزارة الزراعة قولها إنها قامت بسحب الإعفاء الذي سبق وأن منحته لشركة quot;منتجات لحوم البقرquot; من الخضوع لاختبارها الروتيني، وأنها تقوم الآن بمراجعة شاملة لعمليات وأبحاث الشركة. وتعاود الصحيفة لتقول إن قضية منتجات لحوم البقر هذه جاءت لتكشف عن وجود شقاق بين وزارة الزراعة الرئيسية وشعبتها التي تشرف على برنامج التغذية المدرسي، وهو الانقسام الذي يؤكد على تعثر الجهود التي تبذلها الحكومة لضمان سلامة وجبات الهامبرغر. وفي الوقت الذي سبق لوزارة الزراعة أن قامت بحظر ببيع اللحوم التي عُثِر عليها ملوثة بإحدى سلالات بكتيريا الإيكولاي منذ خمسة عشر عامًا، إلا أن الصحيفة تؤكد أن تفشي تلك البكتيريا قد تزايد في جميع أنحاء البلاد خلال السنوات الأخيرة. وقد أدت هاتين الواقعتين اللتين تفشت خلالهما سلالتين خبيثتين من السالمونيلا في وجبات الهامبرغر خلال الصيف الماضي إلى استرداد كميات كبيرة من اللحوم المفرومة عبر عدد من الولايات.

وعلى الرغم من أنه لم يسبق وأن تم الربط بين تفشي المرض ومنتجات لحم البقر، إلا أن المسؤولين قالوا إنهم سيفحصون بدقة أي ابتكارات مستقبلية في الصناعة بغية محاربة التلوث quot;لضمان سلامتها من الناحية العلمية وحماية الصحة العامةquot;، وأنهم قاموا بفحص السياسات العامة التي تطبقها الحكومة لتحديد سلامة اللحوم. وفي الوقت الذي رفض فيه إلدون روث، مؤسس وصاحب شركة منتجات لحوم البقر، إجراء أي مقابلات أو انتقال وسائل الإعلام لأي من أفرع الإنتاج الخاصة بشركته، إلا أنهم قالوا إنهم ملتزمون تمامًا بسلامة الهامبورغر وأنهم يعملون باستمرار على تحسين عملياتهم لتوفير المنتج بأعلى قدر ممكن من الأمان. وعلى الرغم من قول الشركة إن لحومها المصنعة، التي تم تقسم في هيئتها المجمدة إلى كتل أو رقائق، تستخدم في أغلبية وجبات الهامبرغر التي يتم بيعها بجميع أنحاء البلاد، إلا أنها ظلت معلومة على نطاق محدود خارج الصناعة والدوائر الحكومية، على حسب ما أفادت الصحيفة.

وفي تصريح صادم آخر، قال مسؤولو برنامج التغذية الأميركي إنه وبغض النظر عن بعض التحفظات، إلا أنهم يستخدمون منتجات لحوم البقر لأن سعرها ينخفض بشكل كبير عن اللحوم العادية، ومن ثم يتم توفير مليون دولار سنويًا. وبحسب السجلات وسلسلة أخرى من المقابلات، تبين أن الشركة قد دخلت في سلسلة تحديات مرتبطة بإحداث موازنة بين السلامة والمذاق، منذ أن قامت بطرح اللحم المعالج في الأسواق. وفي الوقت الذي وجد فيه باحثو الشركة أن الجراثيم تموت عندما يتم استخدام قدر كاف من الأمونيا لرفع درجة اللحم لمستوى عال، إلا أن مسؤولي نظام التغذية وغيرهم من العملاء قد سبق لهم في وقت مبكر أن اشتكوا من طعم ورائحة اللحم. كما كشفت عينات من اللحم التي حصلت عليها الصحيفة عن انخفاض مستويات القلوية، ما يرجح قلة مستويات الأمونيا التي جرى استخدامها. وفي مقابل ذلك، قالت الشركة إنها تقدمت ببحث جديد إلى وزارة الزراعة تثبت فيه إن طريقة معالجتها للحوم مازالت فاعلة، على الرغم من استمرار خفض درجة القلوية، في حين قال مسؤولو وزارة الزراعة إن تلك الدراسة البحثية تخضع للمراجعة الآن.

وبينما تنقل الصحيفة عن مستشارين في الأمن الغذائي وأصدقاء مقربين من السيد إلدون روث، تأكيدهم على أنه كان حريصًا على اتخاذ كل ما هو جديد من سبل بحثية في سبيل إزالة بكتيريا الإيكولاي والسالمونيلا من منتجات اللحوم التي يقوم بإنتاجها، تشير الصحيفة إلى أن تقنية معالجة اللحوم هذه قد سبق لها أن دخلت واشنطن العام 2001، عندما كان يبحث مسؤولو الصحة عن طرق لتدمير الإيكولاي. وفي حين صادقت وكالة الغذاء والدواء على استخدام الأمونيا كوسيلة آمنة يمكن الاستعانة بها عند تصنيع الأغذية، بالتزامن مع تأكيد أحد كبار مسؤولي دائرة التفتيش وسلامة الغذاء التابعة لوزارة الزراعة على أنها تساعد في القضاء على الإيكولاي بدرجة طهي المنتج، قال كارل كستر، المتخصص السابق بعلم الأحياء الدقيقة في وزارة الزراعة إنه شعر مع غيره من العلماء بالقلق من موافقة الوزارة على طرح لحوم البقر المعالجة للبيع من دون التحقق بشكل مستقل من مخاطر السلامة المحتملة.