سناء عليان من غزة: ومن الجدير بالذكر أيضاً أن في سوق الزاوية والذي قليل ما نجده في الأسواق الحديثة وجودة امرأة تبيع هنا حيث يعتبر عمل المرأة وسط الزحام في هذا السوق أمراً طبيعياً، والنساء اللاتي يعملن هنا يأتي أغلبهن محملات بالأشجار المعطرة كالنعناع أو أنواع من المأكولات كالجبن، وبعض المشروبات الشعبية القديمة كالخروب والكركديه وعرق السوس، والمرأة في سوق الزاوية تضفي أيضاً نوعاً من الفرادة والحيوية والتي بالمقابل تلاقي رواجاً واحتراماً من قبل المتواجدين.

يقع سوق الزاوية غرب مدينة غزة وهو من أقدم وأشهر الأسواق في مدينة غزة، يجذب المواطنين لشراء كافة حاجياتهم منه، فالمتجول في زقاق سوق الزاوية يشم رائحة الزعتر والبابونج والأعشاب المختلفة المنبعثة من محلات العطارة ويستقبله الضجيج والأصوات والألوان المتهافتة لجذب الناس فيشعر بالفخر بما صنعه له أجداده وحافظ عليه أجياله.

خبير الآثار في بلدية غزة د. نهاد المغني قال لـ quot;إيلافquot; أن سوق الزاوية عبارة عن مجموعة من الشوارع و جغرافياً ينحصر بين شارع فهمي بيك وميدان فلسطين من جهة الشرق ومن الجنوب شارع عمر المختار وشارع الوحدة شمالاً.


وأضاف quot; شوارع سوق الزاوية مقسمة لعدة زوايا حسب السلع والمنتج المعروض مثل زاوية الخضار وزاوية سوق العطارين وزاوية تجار الجملة، وأشار إلى أن هناك زاوية تسمى بزاوية الهنود وزاوية الأحمدية انتشرت في عهد المماليك تقريباً في القرن الرابع عشر فعمر سوق الزاوية يقارب الثمانية قرون.
وأرجع المغني أهمية سوق الزاوية إلى موقعه حيث يقع بالقرب من مركز المدينة القديمة وقريب من سوق الذهب ومن الجامع العمري، إضافةً لموقعه التاريخي واسمه ومكانته التاريخية.

وواصل المغني حديثه قائلاً quot; في عهد الانتداب البريطاني أطلق عليه اسم quot;سوق الأفندية quot; لأنه اعتبر أن أكثر من يأتي لسوق الزاوية هم من الطبقة الثرية والموظفين الذين كانوا يتقاضوا رواتب جيدة في ذلك الزمن، وفي الوقت الحالي يُقبل عليه كل طبقات المجتمع لتنوع ما يُباع فيه ولأن أسعاره مناسبة للجميع ويقبل عليه التجار لشراء كل ما يلزم محلاتهم التجارية لنفس السبب.

وبالنسبة لأعمال الترميم قال المغني quot; رُممت المساجد المحيطة بسوق الزاوية مثل المسجد العمري ومسجد السيد هاشم أما سوق الزاوية لم يتم ترميمه لأنه عبارة عن تقاطع شوارع، ولكن قامت بلدية غزة بتصليح بعض شبكات المياه والصرف الصحي وغيرهاquot;.

ممدوح زين الدين صاحب محل تجاري لبيع الأعشاب والتوابل في سوق الزاوية قال لـquot;إيلافquot;: هناك إقبال ملحوظ من قِبل السيّاح الأجانب وإن كان قليل بسبب الحصار إلا أنه يأتي السياح لشراء حاجياتهم منه والتقاط الصور في سوق الزاوية كمكان يحضن حضارة وفيه عبق التاريخ وأجواء جميلة تُلفت النظر، أما عن سكان قطاع غزة فيأتون من مختلف المدن والأحياء الغزية إما لشراء حاجياتهم أو كنوع من الترفيه وإعادة ذاكرتهم إلى ما قبل الثلاثينات.

أما خالد مسعود وهو صاحب محل عطارة يقول أن الغزيون يقبلون لشراء حاجياتهم من سوق الزاوية لأنه يتميز بأسعاره المناسبة جداً لكل الطبقات، وإضافة لأسعاره المناسبة هو أنه يأخذك كل شيء في المكان لذلك الزمن الجميل من حيث رائحة المكان والضجيج الممتع والموسيقى والأغاني القديمة ؛

قاطعه شقيقه علاء قائلاً quot;الذي زاد رغبة الناس للشراء والتسوق من هنا هو أن الأسعار منخفضة وكما هي في ظل موجة ارتفاع الأسعار التي ضربت قطاع غزة، وأضاف quot; سبب تسمية سوق الزاوية بهذا الاسم هو أنه كان هنا في هذا السوق زاوية يصلي بها الهنود وتم إقامة مسجد في نفس الزاوية أطلق عليها اسم مسجد الزاوية إلى حين أقيم سوق كامل في نفس المكان أطلق عليه اسم سوق الزاوية.

وأشار علاء إلى رغبة السياح الأجانب والعرب لزيارة هذا السوق نظراً لأجوائه الشامية الجميلة وأنه من أكبر وأقدم الأسواق في قطاع غزة فيرغبوا بشراء حاجياتهم منه رغم توفرها في أسواقهم وباقي أسواق العالم وبجودة أعلى من المنتج الموجود هنا إلا أنهم يقبلون على منتج سوق الزاوية لأنه أثري وله نكهة عربية وفلسطينية خاصة.