لندن: قال مارك زوكربرغ مؤسس الموقع الاجتماعي quot;فايس بوكquot; إن تزايد حجم التواصل الاجتماعي بشكل كبير دليل على أن الناس لا يهتمون بـ quot;الخصوصيةquot; كثيرا مثلما كان الحال في السابق.

وجاء حديث زوكربرغ أثناء حفل توزيع جوائز كرانتشي في سان فرانسيسكو خلال عطلة نهاية الاسبوع الاخيرة، حيث قال مؤسس أكثر موقع اجتماعي شعبية في العالم والبالغ من العمر الخامسة والعشرين إن quot;الخصوصية ما عادت معيارا اجتماعيا سائدا. فالناس أصبحوا أكثر ارتياحا لا في مشاركة مختلف المعلومات مع الآخرين فقط بل أصبحوا اكثر انفتاحا مع عدد أكبر من الناس. وهذا يعني أن معيار الخصوصية هو شيء يتطور مع مرور الوقتquot;.

وحسبما ذكرت صحيفة الغارديان اللندنية الصادرة اليوم فإن زوكربرغ قد اعتبر في خطابه أن تزايد التواصل الاجتماعي على الانترنت يعكس تغيرا في السلوكيات بين الناس العاديين مضيفا أن التحول الراديكالي قد حدث خلال السنوات الاخيرة فقط.وقال زوكربرغ: quot;حينما بدأت في غرفتي بالقسم الداخلي في جامعة هارفارد كان السؤال الذي يردده الكثير من الأشخاص: لماذا أريد أن أضع أي معلومات على الانترنت؟ لماذا أريد أن يكون لدي موقع ويب؟ لكن بعد 5 أو 6 سنوات انطلقت مواقع المدونات بشكل واسع وكل تلك الخدمات التي يشترك الناس في كل هذه المعلوماتquot;.ويأتي تصريح زوكربرغ في وقت قررت شركته quot;فايس بوكquot; تبديل ترتيبات الخصوصية لمستخدمي الموقع الاجتماعي والبالغ عددهم 350 مليون شخص.

وكانت هذه الشبكة الاجتماعية قد بدأت نشاطها عام 2004 محصورة فقط على اتحاد طلبة آيفي لأنها تسمح للناس من التعامل بشكل خصوصي، أو على الأقل بالنسبة لعدد قليل من الأصدقاء. وأدى الاحتكاك المستمر ما بين المعلومات العامة والخاصة إلى سلسلة من الحوادث المحرجة حينما نشر أفراد معلومات على الانترنت ظنا منهم أنها خاصة حتى وصولها إلى جمهور أوسع.

وكانت هذه الحوادث وراء استخدام الناس لـ quot;فايس بوكquot; التي غيرت خدماتها في عدة مناسبات خلال السنوات الأخيرة. وفي كل مرة كان الموقع يجلب معلومات جديدة إلى المجال العام وفي كل يواجه سلسلة من الاحتجاجات وردود الفعل السلبية من المستخدمين للموقع.في الوقت نفسه، هناك الكثير ممن رفضوا فكرة أن الشباب بشكل خاص غير مهتمين كثيرا بالخصوصية ففي الشهر الماضي قالت دانا بويد الخبيرة في الشبكات الاجتماعية لصحيفة الغارديان إن افتراضات من هذا النوع لا تفهم أسباب وضع الناس لمعلومات خاصة على الانترنت.

وقالت إن quot;الاطفال دائما مهتمون بالخصوصية لكن تصورهم للخصوصية يختلف عن تصور الكبارquot;. فبالنسبة للكبار quot;نحن نظن أننا نرى بيتنا كمكان خاص جدا بينما بالنسبة للشباب هو ليس مكانا خاص. فهم لا يمتلكون قدرة على التحكم بمن يأتي ومن لا يأتي إلى غرفهم أو إلى بيوتهم ونتيجة لذلك فإن عالم الانترنت يبدو أكثر خصوصية ويمنح قدرة للتحكم أكثر من المساكن الجامعيةquot;.