تم التوصل الى اختبار جديد للعين يكشف عن مرض الزهايمر ويتميز بانه سريع ويتم بعيدًا عن التدخلات الجراحية.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: في تطور طبي جديد، يحمل بين طياته جوانب عدة تبعث على الأمل نحو توفير الحماية للأفراد وبخاصة كبار السن من الإصابة بمرض الزهايمر، تمكن باحثون بريطانيون من التوصل لاختبار جديد يُجرى على العين، ويمكنه الكشف باكرًا عن ذلك المرض الذي تتراجع فيه القدرات الخاصة بالذاكرة، ما يتيح الفرصة لعلاجه بصورة مبكرة أيضًا. وفي هذا الإطار، تقول صحيفة التلغراف البريطانية إن هذا الفريق البحثي نجح في تطوير تقنية من شـأنها أن تسلط الضوء على تلف الخلايا العصبية بشبكية العين، وقد أثبتوا أنها ترتبط على نحو صحيح بتلف الخلايا العصبية في الدماغ.

وأشاروا إلى أن هذا الاختبار السريع، وغير الجراحي، والرخيص، والذي يُجرى فقط باستخدام قطرات العين والتقاط صورة بوساطة كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء، بإمكانه أن يحدث طفرة في الكشف عن الخرف. وبمجرد أن يتم تشخيص الحالة، يمكن بدء العلاج على الفور. وهنا، تنقل الصحيفة عن البروفيسور فرانسيسكا كورديرو، المؤلف الرئيس للجهد البحثي الجديد في كلية لندن الجامعية، قوله :quot; قليلون هم من يعلمون أن شبكية العين هي امتداد مباشر، وإن كان رقيقا، للدماغ. وأنه قد بات ممكنًا للغاية أن تعمل الزيارة التي تقوم بها مستقبلاً لأخصائي العيون للاطمئنان إلى قدرتك البصرية كوسيلة أيضًا لفحص حالة دماغك الصحيةquot;.

وتلفت الصحيفة من جانبها، في هذا السياق، إلى أن تلك التقنية الجديدة، التي تم البدء في اختبارها على الإنسان والتي قد تتوافر في غضون عامين، تنطوي على تسليط الضوء على تلف الخلايا العصبية بالعين باستخدام علامة كيميائية تضيء حين تلحظ ذلك. وهو ما يمكن أن يتم إما في صورة حقن بالذراع أو قطرات للعين. حيث يقول الباحثون إنه وبمجرد أن يتم إدخال تلك المادة في الجسم، فإنها تلاحق الخلايا العصبية التي تموت وتحددها كيميائيًا. وكل ما يحتاج إليه الأطباء واختصاصيو العيون آنذاك هو أن يستعينوا بكاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء لالتقاط صورة للعين وإحصاء عدد النقاط التي تظهر في الصورة. وقد قدّر الباحثون أن أي صورة يزيد بها عدد النقاط عن عشرين يمكنها أن تكون مؤشرًا على بداية الإصابة بمرض الزهايمر.

ويعاود هنا البروفيسور كورديرو حديثه بالقول :quot; تعتبر وفاة الخلايا العصبية الحدث الرئيس في جميع الاضطرابات العصبيةndash; لكن إلى الآن، لم يكن من الممكن دراسة وفاة الخلايا في عين تنبض بالحياة. ويعتبر التشخيص المبكر للألزهايمر خطوة ضرورية لوقف وعكس اتجاه موت الخلايا قبل فوات الأوان. فبمجرد أن تموت الخلايا، لا تكون هناك من طريقة لإنعاشها. وإن تمكنت من الكشف بصورة مبكرة بما فيه الكفاية عن الزهايمر، فسيمكنك إبطاء انتشاره والعمل كذلك على تنشيط الخلاياquot;.

من جهتها، رحبت الجمعيات الخيرية المنوطة بمكافحة المرض بهذا الكشف الجديد، وقالوا إنه قد يغير من الطريقة التي يُدرس، ويُشخص، ويُراقب من خلالها المرض. وتنقل الصحيفة في هذا الشأن عن دكتور سوزان سورينسين، رئيسة قسم الأبحاث في جمعية الزهايمر الخيرية، قولها :quot; نعرف أنه مع بدء الإصابة بالزهايمر، تموت الخلايا الموجودة في الدماغ ويبدأ هو في الانكماش. وأعتقد أن هذا البحث مثير للغاية لأنه أتاح إمكانية مراقبة الخلايا الفردية في شبكية العين البشرية باستخدام إجراء غير جراحي نسبيًا. وقد يتم استخدام تلك التقنية على المدى البعيد في أغراض تشخيصية أو لمساعدة الباحثين على مراقبة تأثير العقاقير العلاجية التي يتم تطويرها. لكن يجب إجراء المزيد من الأبحاث قبل أن نعرف ما إن كان بمقدورنا بلوغ تلك المرحلة أم لاquot;.

أما ريبيكا وود، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الزهايمر ريسيرش ترست، فقالت :quot; رغم استعانة تلك الدراسة بالحيوانات، إلا أنه يُؤمل أن يتم تعديل تلك التقنية للاستخدام البشري. وتمتلك تلك الكشوفات القدرة على تحويل الطريقة التي نقوم من خلالها بتشخيص الزهايمر، الأمر الذي يمكنه تعزيز الجهود الرامية إلى تطوير طرق علاجية جديدة. وقد يتمكن العلماء ndash; بفضل تلك التقنية الجديدة ndash; من اجتياز العقبة التي لا يجدون فيها وسيلة تعينهم على تقييم استجابات الدماغ للعلاجات الجديدة في الوقت الحقيقيquot;. وتشير الصحيفة في النهاية إلى أن الزهايمر الذي يعتبر الشكل الأكثر شيوعًا للخرف، يصيب ما يقارب من 700 ألف شخص في المملكة المتحدة. ويتوقع أن يصاب مليون بريطاني بالخرف خلال العشرة أعوام المقبلة.