كشفت صحيفة التايمز في تقرير نشرته اليوم أن أكبر هيئتين استشاريتين حول التغيير المناخي تعتزمان تكليف جهات مستقلة بمراجعة ابحاثهما في محاولة لاستعادة ثقة الرأي العام بعد الكشف عن ارتكاب اخطاء واخفاء بيانات.

وقرّرت اللجنة الدولية للتغير المناخي تعيين فريق مستقل ينظر في طرقها الاجرائية بعد الاعتراف بارتكاب اخطاء ضخّمت شدة تأثير الاحتباس الحراري. واقترح مكتب الارصاد، الذي يمد اللجنة الدولية باتجاهات تغيّر الحرارة في العالم، ان يراجع فريق دولي من العلماء المعلومات المتعلقة بالحرارة خلال الـ 160 عامًا الأخيرة. وقالت صحيفة التايمز في تقريرها ان مقترح مكتب الارصاد يُعد اعترافًا ضمنيًّا بأن تقاريره السابقة عن مثل هذه الاتجاهات تأثرت بالاعتماد على تحليل وحدة الأبحاث المناخية في جامعة ايست انغليا البريطانية.

ويجري الآن تحقيقان منفصلان في اتهامات بأن وحدة الأبحاث حاولت التستر عن معلومات خام واخفاءها عمن يختلفون معها وتضخيم حجم الاحتباس الحراري وارتفاع حرارة الأرض. وقال مكتب الارصاد في مقترحه الداعي الى اجراء تحليل دولي جديد للمعلومات المتعلقة بحرارة الهواء على سطح الأرض، ان الوقت مناسب الآن للدعوة الى مجهود دولي هدفه اعادة تحليل هذه المعلومات والبيانات بالتعاون مع منظمة الارصاد العالمية.

سيركز التحليل الجديد على اختبار الاستنتاج الذي توصلت اليه اللجنة الدولية للتغير المناخي بأن ارتفاع حرارة المنظومة المناخية ظاهرة quot;لا تقبل اللبسquot;. وكان افدح خطأ ارتكبته اللجنة الدولية، بحسب التايمز، ان الكتل الجليدية في جبال الهملايا ستختفي بحلول عام 2035 في حين يعتقد غالبية الجيولوجيين ان 300 عام أخرى ستمر قبل ان تذوب هذه الكتل بالمعدلات الحالية.

ويُعتقد ان الاتهامات التي وجهت الى علماء المناخ أسهمت في تعميق شكوك الرأي العام بشأن التغير المناخي. واظهر استطلاع للرأي أُجري هذا الشهر ان نسبة الذين يعتقدون ان التغير المناخي حقيقة ثابتة ومن صنع الانسان اساسا، انخفضت من 41 في المئة في تشرين الثاني/نوفمبر الى 26 في المئة.

تؤكد دراسة مكتب الارصاد ان المراجعة ستكون مستقلة وتستند الى بيانات متوفرة للجمهور. وتشير الى ان quot;النشاط المقترح سيوفر مجموعة من التقييمات المستقلة لحرارة سطح الأرض تجريها مجموعات مستقلة باستخدام طرق مستقلةquot;.

وكان مكتب الارصاد قداقترح المراجعة بعيدًا من الأضواء في كانون الأول/ديسمبر الماضي بعدما اثار تسريب أكثر من الف رسالة الكترونية شكوكا في نزاهة بعض العلماء العاملين في وحدة الأبحاث المناخية. وكشفت صحيفة التايمز في حينه ان وزارة الطاقة والتغير المناخي البريطانية منعت مكتب الارصاد من اعلان اعادة التقييم خشية تلقفها واستخدامها دليلاً على الضعف عشية القمة المناخية في كوبنهاغن.

ستراجع عملية اعادة التقييم البيانات المتاحة بتمحيص ادق من السابق وتقديم مزيد من المعلومات عن المناطق والأقاليم التي تتعرض الى موجات حرارية شديدة والمعدلات العظمى للتغيرات المناخية. وقال مكتب الارصاد ان هذا سيتيح توجيه مصادر التمويل الدولية نحو المناطق الأشد حاجة اليها.