لندن: تؤمن فيدهيا رامالنغام أن التغيير ممكن دائماً حتى للأشخاص المنغمسين جدا في عالم "الجهاديين" الالكتروني الغامض والتطرف اليميني.&

ولدى شركتها "مونشوت سي في اي" هدف طموح يتمثل في محاولة إعادة أي شخص تم اجتذابه لارتكاب عمل عنف للعودة إلى الصواب.&

وخلال السنوات الأربع الماضية، نمت شركتها الناشئة التي مقرها لندن بهدوء، بدليل اتفاق الشراكة الذي أبرمته مؤخرا مع شركة فايسبوك.&

عملت رامالنغام التي تحمل الجنسية الأميركية، وروس فرينيت المشارك في تأسيس الشركة سابقا كباحثين في التطرف. وتعتقد أن الجماعات الإرهابية غالباً ما تكون سبّاقة بخطوة واحدة في مجال التكنولوجيا.&

وصرحت في مقابلة مع وكالة فرانس برس "هناك اعتراف واسع بأن الإرهابيين يستخدمون الانترنت بطرق مبتكرة وأنهم يصلون الى الشباب وقادرون على الابتكار".&

وتابعت "ولكن من حاول منا أن يواجههم كان يتحرك ببطء وكان يواجه العديد من العوائق في سعيه للجوء إلى الطرق نفسها لمكافحة الارهاب".&

وأدى ذلك إلى فكرة تأسيس شركة تكنولوجيا ناشئة تكون قادرة على المواكبة والقتال ضد جميع أشكال التطرف العنيف سواء من "الجهاديين"، النازيين الجدد أو القوميين.

إلا أن عمل الشركة العلني أجبرها على اتخاذ مزيد من الاجراءات الأمنية بسبب الطبيعة الحساسة لعملها واحتال تعرضها للعنف من الأشخاص الذين ترصدهم.&

عنوان سري

تحتفظ شركة "مونشوت سي في اي" بعنوان مكاتبها في لندن سرا، كما أن معظم موظفيها ليس لهم وجود ظاهر على الانترنت.&

ويتعين على زوار مكاتب الشركة الواقعة في مبنى لا يلفت الأنظار، المرور من ابواب شبه مصفحة والخضوع لتفتيش أمني.&

وقالت رامالنغام "نحن نتخذ اجراءات احترازية. ونعمل على قضايا عالية المخاطر".&

ويشير اسم الشركة إلى إطلاق صاروخ إلى القمر، وهو ما يدل على طموحها العالي. أما الأحرف "سي في اي" فإنها تعني مكافحة التطرف العنيف.&

توظف الشركة 40 شخصا يعملون ب15 لغة بينها الانكليزية والفرنسية والعربية. وتعمل على 76 مشروعا في 28 بلدا. اما زبائنها فمتعددون بينهم حكومات وشركات تكنولوجيا.&

وبين المشاريع التعاون مع الحكومة الكندية ضد التيار الجهادي واليميني المتطرف. وتعمل الشركة في مشروع آخر مع الأمم المتحدة لرصد المحتوى الإسلامي في آسيا.&

وعلى مدى السنوات الماضية عقدت الشركة شراكة مع غوغل قامت من خلالها بالاعلان لاستهداف الأشخاص الذين يبحثون عن محتوى التطرف العنيف على الانترنت.&

أما عقد الشركة مع فيسبوك فيتطلب منها تحليل فعالية شبكات التواصل الاجتماعي في اقناع المستخدمين الذي يبحثون عن محتوى متطرف، بالعدول عن التطرف.&

تصنف الشركة أنها "مشروع اجتماعي" لأنها تعيد استثمار معظم أربحاها في مشاريع تطورها وكذلك في التكنولوجيا بما يضمن لها استقلالها.&

وقد طورت الشركة "طريقة اعادة التوجيه" والتي تتلخص في تحديد الافراد المقتنعين بالتطرف العنيف ومحاولة تغيير نظرتهم للأمور.&

ويتضمن ذلك تحديد الاشخاص الذي يبحثون عن هذا المحتوى على الانترنت، ومعرفة طريقة قيامهم بذلك، وما الأفكار التي يبحثون عنها قبل التدخل.&

وقد ينطوي ذلك على اتصال مباشر يقوم به مختصون اجتماعيون أو مختصون في الصحة العقلية ممن يعملون في "العالم الحقيقي".&

نشطاء سلام

تُعرف شبكات "الجهاديين" على الانترنت بصعوبة اختراقها، لأنها غالبا ما تستخدم برنامج كمبيوتر مشفّرة يصعُب الدخول إليها مثل تطبيق تلغرام للرسائل وغيرها من المنصات&

وفي الجهة الاخرى فإن المتطرفين من اليمين المتطرف والمؤمنين بتفوق العرق الأبيض يميلون في الغالب إلى الاعلان عن آرائهم ما يجعل العثور عليهم أكثر سهولة، بحسب رامالنغام.&

وتقول "إذا اعتقدنا أن شخصا يشكل تهديدا وشيكا، فإن الأمر يتخطى صلاحيات شركتنا .. وفي حالات نادرة نبلغ الجهات الأمنية بهذا".&

منذ 2015 &جمعت الشركة كميات هائلة من البيانات واكتسبت قدرا كبيرا من الخبرة. وتؤكد رامالنغام أن الرسائل النصية التي ترسلها الشركة للمستخدمين وتعرض فيها المساعدة حققت نجاحاً كبيراً.&

وتوضح "لقد عملت مع العديد من الأفراد الذين كانوا منغمسين جدا في هذه الجماعات .. وقد تركوا تلك الجماعات وغيروا حياتهم وأصبح بعضهم من نشطاء السلام".&

وتقول "لقد كان ذلك تحولا كبيرا. بالنسبة لي فإن التغيير ممكن دائما لأنني رأيت ذلك بأم عيني. يجب أن تكون نظرتك متفائلة".&