دبي: مرتديا بذلة الفضاء الزرقاء، بعلم إماراتي ضخم على ذارعه اليسرى ورسم لمركبة فضائية يمينا، قال أول رائد فضاء إماراتي انّه يحمل رسالة من مهمّته الخارجية عنوانها إنقاذ الأرض من تبعات التغير المناخي.

وأمضى هزّاع المنصوري بين 25 آب/أغسطس وثلاث من تشرين الأول/اكتوبر ثمانية أيام في الفضاء، في أول رحلة لرائد عربي إلى محطة الفضاء الدولية.

واستُقبل المنصوري لدى عودته استقبال الأبطال، وبات بمثابة رمز قومي في الدولة الخليجية النفطية الساعية لتعزيز استراتيجية القوة الناعمة التي تتبعها عبر محاولة ترسيخ صورتها كدولة صاحبة نفوذ ومؤثّرة.

وفي قاعة في دبي غصّت بالصحافيين الثلاثاء، شرح المنصوري للمرة الاولى تفاصيل رحلته.

وقال "رؤية الأرض من الفضاء أمر مذهل ورائع. أمضيت الكثير من الوقت خلف النافذة (...) حتى أنني لم أكن أرغب بان أرقد إلى النوم".

لكنّه روى أنّ مشاهدته لكوكب الأرض من بعيد ألهمته للعودة محمّلا برسالة حازمة.

وقال "عندما تختبر الحياة في الفضاء تدرك أنك تعيش في نعمة على الأرض".

وأوضح متحدثا بنبرة حماسية محاولا عدم تحريك يديه اللتين ثبّتهما على فخذيه "لدي رسالة وهي أن الحياة في الفضاء صعبة جدا. عليك أن تعمل بجهد لتوفير الهواء والاوكسيجين والغذاء، بينما كل ذلك موجود مجانا على كوكب الأرض".

ودعا المنصوري إلى "تقدير الارض الحفاظ عليها، وأن ننفذها من أجل الأجيال القادمة. علينا أن نبحث عن أسباب التغير المناخي وأن نصحّحها".

وبحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإنّ العام 2019 بين أكثر خمس سنوات دفئا بسبب تأثير التغير المناخي.

وأعلنت هيئة كوبرنيكوس الأوروبية حول التغير المناخي الاسبوع الماضي أن تشرين الأول/أكتوبر كان الشهر الخامس على التوالي الذي يحطم الرقم القياسي أو يقترب منه.

وقال المنصوري "نحن محظوظون بالعيش هنا، لنحمي الأرض وغلافها الجوي".

واختير المنصوري، الطيار الحربي السابق والأب لأربعة أبناء بين 4022 مرشحا. وهو لم يبلّغ بمشاركته في هذه الرحلة إلا في أيلول/سبتمبر 2018. وفي المحطة، ارتدى اللباس التقليدي الإماراتي وشارك في تجارب خصوصا حول إدراك الوقت.

وذكر في المؤتمر الصحافي انه كان يشاهد يوميا 16 غروبا للشمس، و16 شروقا.&

وسمح المنصوري البالغ 35 عاما لبلاده بالانضمام إلى نادي الدول العربية القليلة التي أرسلت روادا إلى الفضاء. فقد سبقت الإمارات في هذا المجال كل من السعودية عام 1985 وسوريا العام 1987.

وشكّلت مهمة رائد الفضاء، رغم قصر مدتها، مصدر فخر في الإمارات التي دخلت قبل فترة القطاع الفضائي. وقد أعلنت نيتها إرسال مسبار إلى المريخ في تموز/يوليو 2020.

وقال مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء سالم المري في المؤتمر الصحافي في دبي "هذا العصر الذهبي لاستكشاف الفضاء في الإمارات".