لندن: حدد خبراء الأثار والحفريات وعلوم الوراثة فكرة جديدة تتحدث عن مكان تطور الإنسان العاقل الأول، والتي نسبوها إلى عدة أماكن في القارة الأفريقية.

وبحسب الدراسات الحديثة، فإن الأنسان تطور على مدى نصف مليون عام، في عدة أماكن متفرقة من القارة الأفريقية، والتي تعتبر مهد للبشرية الحديثة.

وتنقل صحيفة الغارديان البريطانية عن الباحث من متحف التاريخ الطبيعي في لندن، كريس سترينجر، قوله إنّ "السلف المباشر للبشر المعاصرين ربما نشأ في أفريقيا منذ حوالي 500 مليون سنة وتطوروا إلى مجموعات منفصلة".

وأشار الباحث إلى أن البشر ناضلوا للبقاء في بعض الجيوب المنعزلة هروبا من قسوة الطبيعة وشح الصحراء، والكثير منهم قد انقرض أيضا نتيجة لذلك.

وأضاف الباحث أن البشرية توسعت بعد أن تحسنت الأوضاع المناخية وانتشرت المساحات الخضراء، ما أدى لتواصلهم مع بعضهم البعض، وتبادلوا الأفكار والجينات "الزواج".

ويضيف سترينجر: "لقد حدث هذا مرارا وتكرارا في أماكن مختلفة لأسباب مختلفة على مدار 400000 عام". "كان المنتج النهائي هو الإنسان العاقل، وهو النوع الذي يشبه إلى حد ما نسخة من الإنسانية الحديثة التي تعيش الآن في كل قارة على الأرض".

حسب الغارديان دائما، قامت ألان ويلسون من جامعة بيركلي في كاليفورنيا عام 1987 باستخدام تحليل الجينات لدراسة الحمض النووي "للميتوكوندريا" وهو نوع من المواد الوراثية التي ورثتها الأمهات فقط.

ومن خلال مقارنة الاختلافات في الحمض النووي لأفراد تم اختيارهم من جميع أنحاء العالم، تمكنت ويلسون من إنشاء شجرة عائلة عملاقة للإنسانية، التي وضعت جذورها في أفريقيا. ومع ذلك، ذهب ويلسون أبعد من ذلك، فقد جادلت بأن هذه الشجرة الوراثية يمكن تتبعها، ليس فقط لمجموعة واحدة، ولكن لأم عزباء، أم واحدة "الماتريوندية" التي أدت إلى ظهور جنسنا بأكمله.

بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على أقدم جمجمة مستديرة وحديثة تشبه الإنسان في إثيوبيا، في الوقت نفسه، يوجد أقدم تعبير رمزي من حيث النقش والفن في كهف "Blombas" في جنوب أفريقيا.

بينما توجد أقدم المدافن في العالم في الطرف الآخر من القارة ، خارج أفريقيا في فلسطين ، حيث تم العثور على قبر عمره 100000 عام يحتوي على جثة، بحسب "الغارديان".