حذرت منظمة الصحة العالمية من الاطمئنان للمعلومات الطبية التي تتناقلها وسائل الاعلام حول فقدان فيروس كورونا لقوته بعد أشهر من الفتك والانتشار.
وأكدت المنظمة أهمية عدم الانجرار وراء تلك النظريات غير المؤكدة بعد. وشددت على ان الأبحاث لم تثبت الى اليوم أي تغيير في مدى حدة أو انتشار الفيروس، وقالت ماريا فان كيرخوفي، المتخصصة في علم الأوبئة في المنظمة، «فيما يتعلق بإمكانية انتقاله، لم يحدث أي تغيير، كما لم يحدث تغيير في شدته».

وفي الاطار نفسه قال مارتن هيبرد، أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في كلية لندن للنظافة والطب الاستوائي، أن الدراسات الكبيرة التي تبحث في التغيرات الجينية في فيروس سارس-كوف-2 المسبب لكوفيد-19 لا تدعم بأي شكل فكرة أنه يصبح أقل قوة أو يضعف.

وأكد الموقف نفسه أوسكار ماكلين وهو خبير في مركز البحوث الفيروسية في جامعة جلاسجو أن الافتراضات القائلة إن الفيروس يضعف «لا يدعمها أي شيء في الأدبيات العلمية وتبدو أيضا غير قابلة للتصديق على أسس جينية».

وتأتي المواقف المحذرة تلك بعد أن أعلن مستشفى في إيطاليا ان الفيروس لم يعد موجودا إكلينيكيا. وكشف البروفيسور ألبرتو زانجريلو رئيس العناية المركزة في مستشفى سان رفاييل في ميلانو بمنطقة لومباردي في شمال إيطاليا الذي تحمل العبء الأكبر لعدوى فيروس كورونا في إيطاليا في حديث للتلفزيون الرسمي الإيطالي قبل يومين أن الفيروس «لم يعد موجودا إكلينيكيا» في إيطاليا.

وقال زانجريلو المعروف في إيطاليا بأنه طبيب رئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلسكوني إن تصريحاته تدعمها دراسة أجراها زميله العالم ماسيمو كليمنتي وستنشر الأسبوع المقبل.

التفاعل بين الفيروس وحامله
كما أضاف في تصريح لرويترز «لم نقل أبدا إن الفيروس تغير، قلنا إن التفاعل بين الفيروس وحامله تغير بالتأكيد». وأوضح أن ذلك يمكن أن يكون بسبب الخصائص المختلفة للفيروس التي قال إنها لم يتم تحديدها إلى الآن أو الخصائص المختلفة لمن أصيبوا.

وتقارن دراسة كليمنتي الذي يشغل منصب مدير معمل الأحياء المجهري والفيروسي في مستشفى سان رفاييل عينات فيروسية من مرضى بكوفيد-19 في المستشفى الموجود في ميلانو في مارس بعينات من مرضى بكوفيد-19 في مايو.

وتعليقا على تلك المقارنة أو الدراسة، قال زانجريلو «النتيجة كانت خالية من الغموض: كان هناك فرق كبير للغاية بين المسحات التي أُخذت من مرضى دخلوا المستشفى في مارس آذار والعينات التي أخذت في الشهر الماضي».