"إيلاف": لم يكن يتصور كثيرون أن فترة الحجر المنزلي الناتجة عن تفشي فيروس كورونا ستطول على هذا النحو، أو بمعنى أدق، لم يكونوا يتخيلون أن يكون لهذا الحجر تلك التداعيات التي ستؤثر على صحتهم من الناحيتين البدنية والنفسية، كما هو حاصل الآن. في وقت حذر باحثون من خطر الاصابة بمتلازمة " أهل الكهف ".
وبينما يحاول البعض أن يستغل ذلك الحجر في نشاطات تعود عليه بالنفع، لكنه قد يكون تجربة شاقة أو متعبة بالنسبة للبعض الآخر، لكونها تنطوي على قدر كبير من القلق، التوتر، الريبة والتفكير الزائد. وكشف باحثون بهذا الصدد عن ظهور عَرَض جديد مرتبط بأجواء الحجر يعرف بـ "تعب الحجر الصحي" المرتبط بفيروس كورونا.

وقالوا إن من تأثيرات ذلك التعب ما يلي:
- سرعة الانفعال
- التوتر والضغط العصبي
- القلق
- كثرة تناول الطعام
- قلة تناول الطعام
- عدم القدرة على النوم
- غياب الحافز أو قلة الإنتاج
- تسارع الأفكار
- الشعور بالوقوف على الحافة

وعلقت على ذلك جين بيرنوتو إيرمان، مُعالِجة الصحة السلوكية ومدربة العقل والجسد، بقولها "هذا جزء من التوتر الناجم عن المشهد ككل. الأمر صعب، وجزء من هذا التعب ناتج عن الريبة، عدم القدرة على التنبؤ والأشياء المجهولة وسط هذا كله".
كما نوهت إيرمان إلى تأثير الأخبار المتعلقة بتداعيات فيروس كورونا طوال هذه الفترة الماضية، وعلى هذا النحو المتلاحق، ودوره في زيادة أجواء التوتر والإحباط.
وواصلت إيرمان بقولها "يتسبب هذا النوع من التعب في استنزاف الحوافز والدوافع لدينا. وكل ما نحن بحاجة إليه هو أن نستلقي على الأريكة ولا نفعل أي شيء. وبسبب هذه المواقف الصعبة، فنحن الآن في حالة صدمة ولا ندري ماذا نفعل".
وواصلت إيرمان بتأكيدها أن أفضل شيء يمكن فعله في الوقت الراهن هو إعادة الشحن والتركيز على صحتنا، حيث أن الإهمال في النفس أمر يؤدي بلا شك إلى تداعيات سلبية تطال الصحة، تُدَمِّر النفسية وتلحق الضرر بالجهاز المناعي بشكل كبير.
وأوصت إيرمان بإمكانية ممارسة سبل الرعاية الذاتية، كما اليوغا، التأمل، القراءة، الاستحمام، الخروج إلى الطبيعة أو حتى مشاهدة نوعية الأفلام المضحكة، حيث ثبت أن كل هذه الوسائل تعد وسائل رائعة لدورها في تعزيز راحة الدماغ واسترخائه.
وفي نفس السياق، أورد موقع "فيري ويل مايند" عن باحثين تحذيرهم من وجود مرض نفسي يعرف ب "متلازمة أهل الكهف"، قد يصيب بعض الناس بسبب العزلة حال تم إجبارهم على البقاء في منازلهم لفترات طويلة، خاصة في المناطق الموبوءة، التي تتزايد بها معدلات انتشار فيروس كورونا المستجد على نطاق واسع.
كما تحدث الباحثون عن تداعيات أخرى ستنتج عن أزمة كورونا، منها شعور سكان العالم بحالة من الصدمة، حيث سيعاني أغلبهم من أعراض ما بعد الصدمة بعد انتهاء الوباء، حيث يتوقع أن يعاني البعض من اضطراب نفسي يجعلهم أكثر ميلاً للانعزال وصعوبة الخروج من المنزل حتى بعد انتهاء الوباء، حيث يتوقع أن يصاحب ذلك شعور بالخمول، الاكتئاب، الحزن، سرعة الانفعال، القلق وربما اليأس.

ولمواجهة ذلك، نصح الباحثون في الأخير بإمكانية إتباع ما يلي:
- تغيير نمط التفكير والنظرة للأمور بشكل مختلف
- منح النفس مهلة وتمكينها من التقاط أنفاسها بعيداً عن أي توتر أو قلق
- التركيز على المستقبل بطرق أكثر ايجابية
- عدم التركيز على السيناريوهات أو الاحتمالات الأسوأ
- الابتعاد عن القلق والتفكير في الحلول المحتملة
- ترك الأمور تسير كما هي مقدر لها


أعدت "إيلاف" المادة بتصرف عن مؤسسة "كليفلاند كلينك"، الرابط الأصلي أدناه:
https://health.clevelandclinic.org/are-you-experiencing-coronavirus-quarantine-fatigue/