إيلاف من تونس: خالفت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، رأيا علميا سائدا، يؤكد أنّ المصابين بكورونا دون أن تظهر عليهم أعراضه، يتسببون في العدوى وانتقاله إلى المحيطين بهم.

ولم تنف المنظمة احتمال العدوى تماما في هذه الحالة، لكنها شدّت على أنّ إمكانية انتقال فيروس كورونا من أشخاص حاملين للفيروس دون ظهور أعراض عليهم يعتبر أمرا "نادرا للغاية".

ومن المتوقع أن تثير الاستنتاجات الجديدة للصحة العالمية جدلا واسعا بين خبراء الأمراض المعدية حول مخاطر ما يسمى بـ(المصاب الصامت) لـ"كوفيد-19".

وخلال مؤتمر صحافي من جنيف، تابعت "إيلاف" تفاصيله، قالت رئيسة وحدة الأمراض الناشئة والحيوانية المنشأ في منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيرخوف: "من الواضح أنه من النادر أن ينقل مصاب بكورونا لم تظهر عليه أي أعراض الفيروس إلى شخص آخر".

وأوضحت كيرخوف أن هذه المعلومات "تعتمد على تقارير مفصلة من تتبع الاتصال في دول عدة"، كما شددت على الحاجة "للتركيز على تتبع الحالات التي تظهر عليها الأعراض".

وتقول كيرخوف: "إذا قمنا بتتبع جميع الحالات التي ظهرت عليها الأعراض، وعزلهم وتتبعنا اتصالاتهم وقمنا بوضعهم في الحجر الصحي، سنتمكن من تقليل احتمالات العدوى بشكل كبير".

وأوضحت أنه "لا تزال هناك حاجة لإجراء مزيد من البحث الدقيق لتأكيد دور ما يسمى بالحالات التي لا تظهر عليها الأعراض في نقل العدوى بين البشر".

وأثارت دراسات علمية سابقة مخاوف بشأن صعوبة احتواء انتشار الفيروس في ظل انتقال العدوى من الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أعراض الإصابة.

وحذرت تلك الدراسات من أن انتقال مرض "كوفيد-19" من الحالات التي لم تظهر عليها الأعراض يمثل عقبة في معركة السيطرة على الوباء ويهدد كل الجهود لمكافحة فيروس كورونا المستجدّ.

وكان تقرير نشر في تركيا قد خلص إلى أنّ البيانات في جميع أنحاء العالم، تشير إلى أن 30 بالمئة من الحالات في الدول قد لا تظهر عليهم أعراض، وهم يعتبرون من "الناقلين الأشباح".

وأضاف التقرير أنه إذا كان هناك ما يقارب الـ122 ألف حالة تم الكشف عنها في تركيا، فإن 36 ألفا آخرين هم "ناقلون للمرض" ولا تظهر عليهم الأعراض.

ولفت إلى أن آيسلندا، ونظرا لقلة عدد سكانها، قررت اختبار الجميع، وتبين أن ثلث سكانها يحملون المرض دون أي أعراض تظهر عليهم.

يشار إلى أنّ منظمة الصحة العالمية قد أشارت إلى أن الوباء "يتفاقم عالميا ولم يبلغ بعد ذروته في أميركا الوسطى"، وحثت دول العالم على مواصلة جهودها لاحتواء الفيروس.

وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في إفادة صحافية عبر الإنترنت "بعد مرور ما يزيد على ستة أشهر على تفشي الوباء، ليس هذا هو الوقت المناسب لأن تحد أي دولة من جهودها (لمكافحة الفيروس)".

وأُصيب ما يزيد على سبعة ملايين شخص بفيروس كورونا، الذي أودى بحياة ما يزيد على 400,000 شخص حول العالم.