نصر المجالي: خرج خبير بريطاني بارز، بنظرية محتملة عن أن الفيروس التاجي كان يمكن أن يكون كامنًا في جميع أنحاء العالم حتى تم "إطلاقه" بسبب الظروف البيئية المواتية، بدلاً من الكلام عن نشأته في الصين.

وأشار البروفيسور توم جيفرسون، من مركز الطب المبني على البراهين (CEBM) في جامعة أكسفورد البريطانية، إلى سلسلة من الاكتشافات الأخيرة لوجود العدوى حول العالم قبل ظهورها في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019.

وقال في جيفرسون في مقابلة مع صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية إنه كان تم العثور على آثار فيروس كورونا Covid-19 في عينات الصرف الصحي من إسبانيا وإيطاليا والبرازيل التي سبق تاريخ اكتشافها في الصين.

وأضاف في حديثه عن احتمال أن الفيروس لم ينشأ في الصين: "حدثت أشياء غريبة مثل هذا مع الإنفلونزا الإسبانية، ففي عام 1918 توفي حوالي 30 في المائة من سكان ساموا الغربية بسبب الإنفلونزا الإسبانية، ولم يكن لديهم أي اتصال بالعالم الخارجي".

ساموا الغربية

وقال العالم جيفرسون: "تفسير ذلك يمكن أن يكون فقط أن هؤلاء المصابين في ساموا الغربية لا يأتون أو يذهبون إلى أي مكان. إنهم موجودون دائمًا هنا وهناك وربما أطلق فيروس الانفلونزا عندهم ربما الكثافة البشرية أو الظروف البيئية، وهذا ما يجب أن نبحث عنه".

وقال البروفيسور جيفرسون للصحيفة إنه يعتقد أن الفيروس قد ينتقل عن طريق نظام الصرف الصحي أو مراحيض مشتركة، كما يعتقد أن الفيروس - المسمى SARS-CoV-2 - ينتشر بشكل أساسي من خلال قطرات تطرد بالحديث والسعال والعطس.

يذكر أن علماء الفيروسات في إسبانيا كانوا زعموا في الأسبوع الماضي أنهم عثروا على آثار للمرض في عينات من مياه الصرف الصحي اعتبارًا من مارس 2019، قبل عام تقريبًا من إصابة أوروبا.

واقترح العلماء أن الفيروس غاب من تحت الرادار في ذلك الوقت "لأنه كان موسم الإنفلونزا ولم يكن أحد يبحث عنه". لكن خبراء آخرين تساءلوا عن كيفية وجود الفيروس، المعروف بأنه معدٍ، في مستويات يمكن اكتشافها ولكن لا يسبب تفشي المرض.

إيطاليا والبرازيل

كما كان رؤساء الصحة الإيطاليون كشفوا أن مياه الصرف الصحي كانت ملوثة بالفيروس في مدينتي ميلان وتورين في ديسمبر 2019. وزعم باحثون برازيليون أنهم عثروا على آثار للفيروس عندما قاموا بتحليل عينات مياه الصرف المأخوذة من فلوريانوبوليس في نوفمبر 2019.
وتقول (ديلي تلغراف): "ولا يزال العلماء في حيرة بشأن كيفية انتقال الفيروس إلى البشر. وكان قد تم ربطه بالخفافيش والبنغولين والثعابين. وادعى الخبراء مرارًا وتكرارًا أن الفيروس التاجي ربما كان يتربص بالحيوانات لعقود قبل أن يتكيف ليتمكن من ضرب البشر".

كورونا انتشر في البرازيل بفعل مياه الصرف

وعلى صلة، يشار إلى أن السير جيرمي فارار، مدير مؤسسة ويلكوم الخيرية الصحية العالمية ومقرها المملكة المتحدة ، لصحيفة (ديلي ميل) في يناير 2020: "هذا ليس فيروسًا (كورونا) جديدًا تمامًا. سيكون هذا منتشرًا في الحيوانات في الصين وربما في أجزاء أخرى من آسيا، ربما لسنوات ... إن لم يكن عقودًا."
وأضاف السير جيرمي في حينه قائلا: أنه ربما لم يكن له تأثير على البشر حتى الآن، أو تسبب في إصابات خفيفة لم يزعجها أحد. لكنه قال إن "شيئًا ما تغير"، مدعيا أن الفيروس ربما تكيف مع الحيوانات أو تحور ليصبح معديا للبشر.

رقم قياسي

ويشار إلى أن هذه النظريات انطلقت تزامنا مع تسجيل رقم قياسي بلغ 212،326 حالة إصابة جديدة بفيروس (كورونا) في جميع أنحاء العالم يوم السبت، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وكان الرقم المذهل، مدفوعًا بشكل رئيسي بالولايات المتحدة والبرازيل، حيث هناك زيادة بنسبة 11 في المائة عن الرقم القياسي السابق البالغ 190،566 ، الذي تم تحديده في 28 يونيو. وكان شهر يونيو هو الشهر الأكثر تدميرا للوباء العالمي وشهدت الحالات أعلى من 10 مليون حالة وفاة وتجاوزت 500000.

وتم تحقيق الرقم القياسي البالغ 10 ملايين في الأسبوع الماضي فقط وارتفع الإجمالي منذ ذلك الحين إلى 11.4 مليون، مما يعني أنه تم تشخيص أكثر من 1.4 مليون شخص في سبعة أيام.

وعلى الرغم من أن العديد من البلدان في أوروبا تخرج ببطء الآن من أسوأ أيام الأزمة العالمية، فإن الوباء لا يزال محتدماً في الأميركتين وآسيا.