عمان: إتخذت الحكومة الأردنية الأحد سلسلة إجراءات تشمل منع التجمعات وزيارة المرضى في المستشفيات وتقليل عدد موظفي الدولة الى حده الأدنى وتشديد الرقابة على المساجد والكنائس والمطاعم والمقاهي بعد تسجيل عدد إصابات قياسي بفيروس كورونا المستجد.

وسجل الأردن الأحد حصيلة يومية قياسية للإصابات بلغت 252 إصابة بعدما كان يسجل أعدادا قليلة جدا قبل شهر واحد فقط بحيث سجلت إصابة واحدة في السادس من آب/اغسطس.

وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام أمجد العضايلة في إيجاز صحافي، مساء الأحد، إنه "في ضوء إرتفاع أعداد الإصابات لمستويات غير مسبوقة محليا (...) ومن أجل السيطرة على إنتشار الوباء والحد من تفاقمه إلى مستويات أكثر خطورة قررت الحكومة إتخاذ سلسلة من الإجراءات".

وأوضح العضايلة، وهو أيضا المتحدث الرسمي باسم الحكومة، إن هذه الإجراءات تتضمن "تشديد الإجراءات على التجمعات ومنعها تحت طائلة المسؤولية القانونية (...) والتعامل بحزم مع كل من يقيم المناسبات الإجتماعية كالأفراح والعزاء أو أي تجمعات أخرى والتي تزايدت وبكل أسف خلال الأيام الماضية".

وأضاف "تم التأكيد على الوزارات والمؤسسات العامة والدوائر الحكومية بتخفيض عدد الموظفين لديها إلى الحد الأدنى وبالحد الذي يضمن إستمرار تقديم الخدمات للمواطنين".

وأوضح أنه "تقرر كذلك منع الزيارات في المستشفيات حتى إشعار آخر (...) وتشديد إجراءات السلامة العامة في المطاعم والمقاهي واماكن التجمعات والمولات وجميع المنشأت الإقتصادية بالاضافة الى المساجد والكنائس وتكثيف الرقابة عليها".

وتابع "قد يتم خلال الايام القادمة إتخاذ قرارات جديدة تتضمن إيجاد آليات فاعلة تضمن سلامة الطلبة واعضاء الهيئات التدريسية والإدارية في الجامعات والمدارس".

وأكد العضايلة إنه تقرر كذلك "الإكتفاء بعقد الإجتماعات عن بعد وبأقل الأعداد بما في ذلك إجتماعات مجلس الوزراء بدءا من يوم الثلاثاء المقبل".

وقال رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز في وقت سابق الأحد إن المملكة تواجه "موجة جديدة" و"ارتفاعا مقلقا" في إصابات فيروس كورونا المستجد، داعيا مواطني بلاده إلى "الإلتزام بإجراءات الوقاية كي لا تحصل "إنتكاسة مؤلمة".

وقال الرزاز في كلمة بثها التلفزيون الأردني إن "الأردن ليس البلد الوحيد الذي يواجه هذه الموجة الجديدة في إصابات كورونا، العالم بأسره منخرط اليوم في نقاش ساخن حول أي السبل هو الأنجع في مواجهة كورونا: الإغلاق أم التعايش والتكيف؟".

وأضاف إن "العديد من دول العالم والإقليم تقف اليوم أمام لحظة فارقة.. هل تستمر في أسلوب التكيف مع الوباء أم تعود لفرض الإغلاقات؟".

وأوضح الرزاز "اليوم نشاهد ارتفاعا مقلقا في أعداد الإصابات؛ والأردن، كغيره من الدول، أمامه مساران: التكيف مع الوباء، أو العودة للإغلاقات والحظر".

وأشار إلى أن "وزارة الصحة وكوادرها وخبراء الأوبئة يراقبون عن كثب التسارع في عدد الإصابات، والانتشار لبؤر الإصابة بكورونا".

وأكد أن "الاستمرار بالوتيرة الحالية من تضاعف عدد الإصابات بشكل يومي ومتتال سوف ينقلنا وبشكل خاطف، من مستوى الانتشار في بؤر معزولة مسيطر عليها، لمستوى العدوى المجتمعية، وهي درجة تفش يصعب السيطرة عليها".

ودعا الرزاز مواطني بلاده إلى "الإلتزام الصادق بإجراءات الوقاية"، مشيرا إلى أن "عدم التزام خمسة بالمئة من المجتمع فقط كفيل بالتسبب بانتكاسة مؤلمة".

وقال إن "الأردن، وبشكل مبدئي ثابت، يرفض فكرة مناعة القطيع، فمناعة القطيع تعني البقاء للأقوى".

وخلص إلى أن "المرحلة الحالية في مواجهة الوباء حاسمة، ولا مجال فيها للتساهل أو الاستهتار".

ويأتي الإرتفاع في الإصابات بعد اسبوعين من فتح المدارس في الأردن وعودة نحو مليون ونصف مليون طالب وطالبة الى مقاعد الدراسة وبعد نحو خمسة ايام من إعادة الرحلات الدولية المنتظمة.

وسجلت المملكة حتى مساء الأحد 3314 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا و24 حالة وفاة، بحسب وزير الصحة الأردني سعد جابر.

وأكد جابر خلال المؤتمر الصحافي إن "إزدياد الإصابات هو نتيجة للتجمعات التي حصلت في المحافظات من أفراح وبيت عزاء وعدم الالتزام بالمعايير الصحية".

وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في بيان السبت تسجيل خمس إصابات في صفوف اللاجئين السوريين في مخيمي الزعتري والأزرق.

ويضم مخيم الزعتري للاجئين السوريين نحو 80 الف لاجىء فيما يضم مخيم الأزرق نحو 41 الفا.