لاهاي: أعرب المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ جون كيري عن أسفه لغياب بلاده عن مكافحة التغير المناخي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك خلال قمة عبر الانترنت شارك فيها قادة كبار من العالم الإثنين.

وأعلن كيري التزام بلاده ببذل جهود لجعل المجتمعات أكثر مرونة في مواجهة آثار هذا التغير، وهو محور "قمة التكيف مع تغير المناخ" التي استضافتها هولندا.

كما تعهدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال القمة بدعم هذه القضية.

وقال كيري في كلمة عبر الفيديو "قبل ثلاث سنوات حذرنا العلماء بشكل صارخ و قالوا إن أمامنا 12 عاما لتجنب العواقب الأسوأ لتغير المناخ".

وأضاف "بقي أمامنا الآن تسع سنوات، وانا اشعر بالأسف لأن بلدي غاب لثلاث سنوات".

وكان ترامب قد سحب الولايات المتحدة خلال ولايته من اتفاق باريس للمناخ، لكن بايدن أعادها فور تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير.

وقال وزير الخارجية الاسبق كيري "الرئيس بايدن جعل مكافحة تغير المناخ أولوية قصوى لإدارته. لدينا رئيس الآن ونشكر لله على ذلك يقود ويقول الحقيقة، وهذه القضية في صلب اهتماماته".

وأضاف "لذلك نحن فخورون بالعودة (...) أريدكم أن تعرفوا بتواضع اننا سنبذل ما بوسعنا لتعويض غياب السنوات الأربع الماضية".

وتهدف القمة الأولى من نوعها التي تركز على التعامل مع آثار تغير المناخ بدلا من أسبابه الى إنتاج "جدول أعمال للتكيف".

وسيساعد هذا المجتمعات ولا سيما الأكثر فقرا وضعفا على التعامل بشكل أفضل مع تداعيات التغير المناخي، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر والطقس السيء وفشل المحاصيل.

وأعلن جونسون عن إطلاق مبادرة "تحالف العمل من أجل التكيف" الدولية التي تضم بريطانيا ومصر وبنغلادش وملاوي وهولندا وسانتا لوتشيا والأمم المتحدة.

وأضاف "لا يمكن إنكار أن تغير المناخ بدأ يلقي بثقله علينا ويؤدي بالفعل الى تدمير الحياة والاقتصاد"، مضيفا "يجب أن نتكيف مع مناخنا المتغير، وعلينا أن نفعل ذلك الآن".

لكن كيري حذر من أن مجرد التعامل مع التأثيرات غير كاف، قائلا إن "أفضل تكيف" هو بذل المزيد من الجهد لابقاء ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1,5 درجة مئوية.

وأشار كيري الى أن ارتفاعا من 3,7 الى 4,5 درجات، وهو السيناريو المرجح في حال لم يتم اتخاذ اجراءات تحد من الانبعاثات، يخلق "ظروفا غير قابلة للعيش" للجميع ما عدا الأماكن الأكثر ثراء على الكوكب.

ورحب الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون بعودة الولايات المتحدة الى اتفاق باريس.

وقال "أود اغتنام هذه الفرصة لأثني بشدة على قيادة الرئيس الأميركي جو بايدن الحكيمة لتحركه الحاسم في الانضمام مجددا الى اتفاق باريس بشأن تغير المناخ كأول قرار في ولايته الرئاسية".

وأضاف "هذا يعني أن التعددية التي كانت في حالة من الفوضى خلال السنوات الأربع الماضية قد عادت الآن".

وتُعقد كل فعاليات القمة تقريبا عبر الإنترنت بسبب جائحة كوفيد-19.

ولفت رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إلى أن بلاده التي يقع ثلث أراضيها تحت مستوى سطح البحر، لديها خبرة تعود إلى قرون في حماية اليابسة من المياه وأنه يأمل في مشاركتها مع الآخرين.

وقال في خطاب عبر الفيديو "إذا لم نتعلم كيف نتعامل مع العواقب، وإذا لم نتمكن من التكيف، فسيكون تأثير (الاحترار المناخي) كارثيا. بالتعاون مع الكثير من قادة العالم، سأطلق خطة عمل مفصلة في هذا الشأن".

ولفت المنظمون الى إن الخطط قيد المناقشة في القمة يمكن أن تشمل تعزيز الدفاعات البحرية وايضا الاستفادة من مواسم أطول لنمو المحاصيل ومن مناطق جديدة للزراعة.