واشنطن : فرضت إجراءات حجر جديدة الجمعة في مدينة ملبورن الاسترالية التي ستضطر لتنظيم بطولة التنس المفتوحة بلا حضور، بينما تتسارع حملة التطعيم في الولايات المتحدة البلد الأكثر تضررا من وباء كوفيد-19 مع إمكانية تلقي الأميركيين جرعة من اللقاح في آلاف الصيدليات عبر البلاد.

وأعلن رئيس حكومة ولاية فكتوريا دانيال أندروز أن فرض إجراءات عزل لمدة خمسة أيام كان ضروريا لوقف طفرة "شديدة العدوى" رصدت لدى مصابين بالنسخة البريطانية من الفيروس في أحد الفنادق المستخدمة في الحجر الصحي للعديد من اللاعبين والمشاركين في بطولة استراليا المفتوحة.

وأصيب حتى الآن 13 شخصا من موظفي الفندق وعائلاتهم. وستقام بقية البطولة التي بدأت الاثنين وتضم معظم أفضل اللاعبين في العالم، خلف أبواب مغلقة على الأقل حتى الأربعاء.

وقال مدير البطولة كريغ تايلي أنه سيفرض "فقاعة صحية"، موضحا أنه سيتم "السماح فقط للاعبين وفرقهم وكذلك الموظفين الذين لن يتمكنوا من القيام بعملهم من المنزل ، بالتواجد في الموقع". وكان تم السماح لبطولة أستراليا المفتوحة باستقبا بين 25 وثلاثن ألف متفرج يوميا.

في واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي جو بادين الخميس شراء مئتي مليون جرعة إضافية من اللقاح ضد كوفيد-19 ستسمح للولايات المتحدة بتأمين جرعات حتى نهاية يوليو لتلقيح غالبية السكان.

وتضاف هذه الجرعات الإضافية - مئة مليون من موديرنا ومئة مليون من فايزر - الى مئتي مليون جرعة سبق أن تم شراؤها من كل من الشركتين.

وأعلن بايدن الخميس "بات لدينا ما يكفي من الجرعات ل300 مليون أميركي بحلول نهاية يوليو"، وهو رقم يوازي عدد السكان الأميركيين الراشدين.

يضاف إلى ذلك توزيع جرعات لقاح الخميس على 6500 صيدلية في البلاد حيث اعتاد الأميركيون الحصول على اللقاح ضد الإنفلونزا.

ستبدأ حملة التلقيح الجمعة في الصيدليات وستنضم أربعون ألفا منها إلى هذا البرنامج. كما سارعت الحكومة لإنتاج اللقاحات وفتحت مراكز تلقيح إضافية وأطلقت حملة للأشخاص المعدمين كالمشردين.

وبعد بدايات عشوائية في ديسمبر رفعت الولايات المتحدة من وتيرة التلقيح مع استخدام 44,8 مليون جرعة وتلقي 33,8 مليون شخص على الأقل جرعة أو جرعتين أي 10% من السكان.

والولايات المتحدة هي البلد الأكثر تضررا من الوباء من حيث عدد الحالات والوفيات مع أكثر من 475 ألف وفاة لأكثر من 27,3 مليون إصابة وفقا لآخر احصاء من جامعة جون هوبكينز.

لكن منذ الذروة التي سجلت في الثامن من يناير، يسجل عدد الحالات والمرضى الذين ينقلون إلى المستشفيات والوفيات تراجعا مستمرا.

لكن الوضع أكثر دقة في اوروبا، القارة الأكثر تضررا بالوباء مع أكثر من 790287 وفاة (لنحو 35 مليون حالة) وفقا للأرقام الرسمية التي جمعتها فرانس برس.

وأعلن هانس هنري كلوغ مدير منظمة الصحة العالمية لأوروبا أن "الغالبية العظمى للدول الأوروبية تبقى في وضع دقيق"، موضحا أنه "في الوقت الراهن الخط رفيع بين الأمل" الذي تعطيه اللقاحات "والشعور الزائف بالأمان".

وتنسف مسألة النسخ المتحورة للفيروس التفاؤل الذي منحه اللقاح وتؤدي إلى فرض قيود جديدة.

وخوفا من هذه النسخ المتحورة قررت ألمانيا الخميس إغلاق حدودها مع تشيكيا ومنطقة تيرول النمساوية. واعلن وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر أن هذا الاجراء سيدخل حيز التنفيذ مساء الأحد وأن منطقة تيرول والمناطق التشيكية على الحدود مع ألمانيا ستوضع على لائحة الأراضي الأكثر تضررا بالنسخ المتحورة من الفيروس.

تضم هذه اللائحة دول عدو كبريطانيا وجنوب افريقيا والبرازيل والبرتغال، وحظرت ألمانيا نهاية كانون الثاني/يناير السفر إليها.

وأعلنت الحكومة التشيكية الخميس عزل ثلاثة كانتونات منها إثنان على الحدود مع ألمانيا بسبب انتشار المتحورة البريطانية لكورونا. واعلنت براغ أنه يحظر على السكان مغاردة هذه المناطق ولا يمكن لأحد الدخول إليها إلا في الحالات الإستثنائية.

ومن ناحية القيود أعلنت المستشارة الألمانية مساء الأربعاء تمديد حتى السابع من مارس معظم الاجراءات السارية. وشددت اليونان الخميس تدابير العزل في البلاد ومددت إيرلندا ترتيباتها حتى بداية أبريل وعلى الأرجح حتى عيد الفصح.

والاتحاد الأوروبي الذي تجاوز الثلاثاء عتبة الـ 500 ألف وفاة، سجل تحسنا منذ بضعة أيام مع تراجع طفيف في عدد الإصابات والوفيات اليومية.

لكن الدول المستعدة لتخفيف القيود لا تزال نادرة في الوقت الذي يطرأ تأخير على حملات التلقيح.

من جهتها أعادت بولندا الجمعة فتح المسارح والفنادق والمسابح بعد إعادة فتح المتاحف والمكاتب الوطنية والمعارض الفنية والمراكز التجارية. وستبقى معظم المدارس مغلقة حتى مارس على الأقل كما اعلن وزير الصحة آدم نيدزيلسكي.

في الاتحاد الاوروبي لم يتلق سوى 3% من السكان جرعة واحدة على الأقل من لقاح ضد كوفيد-19 وفقا لأرقام لفرانس برس الخميس. وأكد الاتحاد الاوروبي أنه يريد زيادة وتيرة انتاج اللقاحات مقرا بأنه "وثق كثيرا بتسليم اللقاحات المطلوبة في الوقت المحدد" وفقا لرئيسة المفوضية الاوروبية اورسولا فون دير لاين.

وفي العالم تم استخدام أكثر من 155,7 مليون جرعة في 91 بلدا او منطقة. وتأتي اسرائيل في المرتبة الاولى لجهة عدد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح مقارنة مع عدد سكانها (42%).

وتحصل الدول الغنية في العالم على نحو ست جرعات من أصل 10 مستخدمة (59%) في حين أن إجمالي عدد سكانها لا يتجاوز 16%.

والخميس جددت منظمة الصحة تحذيراتها بالقول أن توزيع اللقاحات غير المنصف قد ينعكس سلبا علينا". وأضافت "كلما استمر الفيروس في التفشي كلما زاد خطر ظهور نسخ متحورة".

وتجتمع دول مجموعة السبع الجمعة في قمة افتراضية للبحث في "الوضع الصحي" و"وضع الدول ذات الدخل المحدود" وإمكانية الحصول على مساعدة من صندوق النقد الدولي.