بومباي: من بومباي إلى بوغوتا يخضع ملايين الأشخاص في عطلة نهاية الأسبوع الحالية لإجراءات حجر جديدة وحظر تجول في حين أن حملات التلقيح ضد فيروس كورونا في أوروبا المتعثرة أصلا باتت تصطدم بنقص في الجرعات المتوافرة والخشية من آثار جانبية.

وفي حين يسجل أرتفاع كبير في الإصابات في الهند زاد عن 132 ألفا في غضون 24 ساعة، تبدأ ولاية ماهاراشترا أكثر ولايات البلاد تضررا من الموجة الثانية من الفيروس، حجرا السبت يستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع في إجراء يطال 125 مليون شخص وسيتكرر أسبوعيا طوال شهر نيسان/أبريل.

وقال نيها تياغي (27 عاما) في بومباي "أنا لا أؤيد أبدا الاغلاق لكن لا أظن أن أمام الحكومة خيارا آخر" معربا عن أسفه لكون السكان "لا يأخذون الفيروس على محمل الجد".

واضطرت مستشفيات الولاية الجمعة إلى وقف عمليات التعطيم بسبب نقص في الجرعات.

ويخضع سكان بوغوتا عاصمة كولومبيا البالغ عددهم ثمانية ملايين شخص، للحجر خلال عطلة نهاية الأسبوع أيضا على ما أعلن رئيس بلديتها كلاوديو لوبيس. وتعتبر كولومبيا ثاني دول أميركا اللاتينية تضررا جراء الوباء وراء البرازيل مع نحو 2,5 ملايين حالة.

أما الأرجنتين التي تسجل ارتفاعا مطردا في الحالات، فقد فرضت اعتبارا من الجمعة حظر تجول لمدة ثلاثة أسابيع.

وقال الرئيس البرتو فرنانديز "خلال الأيام السبعة الأخيرة فقط زادت الحالات بنسبة 36 % في منطقة بوينوس أيريس".

في أوروبا حيث تضرب الموجة الثالثة من الوباء دولا عدة في الصميم، باتت حملة التطعيم البطيئة أصلا تصطدم بتساؤلات جديدة حول الآثار الجانبية المحتملة المرتبطة بلقاح جونسون أند جونسون وأسترازينيكا.

وأعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية الجمعة أنها تدرس رابطا محتملا بين لقاح جونسون أند جونسون وحالات تجلط دموي وتوسع تحقيقها بشأن لقاح أسترازينيكا المتهم بالتسبب بتجلطات دموية، ليشمل مشاكل وعائية.

وكانت الوكالة أقرت الأربعاء أن التجلطات الدموية يجب أن تصنف على أنها آثار جانبية "نادرة للغاية" لكنها خطرة خصوصا لدى الشباب.

وأشارت إلى أنها باشرت الجمعة دراسة حول لقاح جونسون أند جونسون بشأن أعراض جانبية محتملة شبيهة بعد التبليغ عن أربع حالات بينها واحدة أفضت إلى الوفاة. وسمح الاتحاد الأوروبي بهذا اللقاح لكن لم يبدأ استعماله بعد.

وتحقق الوكالة الأوروبية كذلك بشأن روابط محتملة بين لقاح أسترازينيكا ومشاكل وعائية. فقد أعلنت الجمعة أنها تدرس خمس حالات تتمثل "بتسرب في الأوعية الدموية ما يؤدي إلى انتفاخ في الأنسجة وانخفاض في ضغط الدم".

وأعلنت وكالة الأدوية والعقاقير الأميركية من جهتها الجمعة أنها لم تتوصل إلى "أي رابط سببي "في هذه المرحلة بين تشكل تجلطات دموية وتلقي لقاح جونسون أند جونسون. وأكدت "سنبلغ المواطنين عندما تتوافر لنا معلومات أكثر".

ويستخدم لقاحا جونسون أند جونسون وأسترازينيكا التنكولوجيا نفسها التي تستعين بالفيروس الغدي كناقل.

وحتى الآن دفع الحذر والتشكيك حيال لقاج استرازينيكا الكثير من الدول إلى تحديد أعمار معينة لتقليه أو علقت استخدامه.

في منطقة كاستيا إي ليون الإسبانية وفي الدنمارك أوقف استخدام هذا اللقاح بالكامل فيما علقت هونغ كونغ الجمعة طلبيتها من لقاحات أسترازينيكا "تجنبا لأي تبذير"، وخشية من الآثار الجانبية وعدم فاعليته حيال المتحورات الجديدة للفيروس.

والجمعة وقبل إعلانات وكالة الأدوية الأوروبية، قالت السلطات الفرنسية إن 533 ألف شخص تقل أعمارهم عن 55 عاما تلقوا جرعة أولى من أسترازيناك سيعرض عليهم للجرعة الثانية لقاحا مختلفا يعتمد تقنية الحمض النووي المرسال مثل فايزر/بايونتيك وموديرنا.

لكن منظمة الصحة العالمية عادت لتؤكد بعد ذلك أنه لا يمكنها التوصية بتغير اللقاح في الجرعة الثانية بسبب "غياب البيانات المناسبة" في هذه المرحلة.

وتطرح تساؤلات أيضا حول فاعلية اللقاحات حيال متحورات الفيروس.

وبغية استباق هذه المشكلة، سيباشر الاتحاد الأوروبي التفاوض لطلب 1,8 مليار جرعة إضافية من لقاحات "الجيل الثاني" مع جدول تسليم ملزم على ما أفاد مصدر في المفوضية الأوروبية وكالة فرانس برس.

ويبدو هذا الأمر ضروريا خصوصا وأن مختبر أسترازينيكا الذي يواجه أصلا مشاكل مع الاتحاد الأوروبي بسبب تأخره في تسليم الجرعات، أعلن الجمعة انه سيتأخر في تسليم اللقاحات للاتحاد الأوروبي خلال الأسبوع الراهن.

في المقابل اجتاز تحالف فايزر/بايونتيك مرحلة جديدة بتقدمه بطلب الحصول على ترخيص في الولايات المتحدة للقاحه المضاد لفيروس كورونا لمراهقين بين سن الثانية عشرة والخامسة عشرة.

في ألمانيا، ستشدد الحكومة خلال الأسبوع المقبل تشريعها لمحاربة الوباء لتتمكن من فرض قيود في سائر أنحاء البلاد.

في كندا، اعتبر رئيس الوزراء الكندي انتشار الموجة الثالثة من الوباء "مقلقا" داعيا "إلى إجراءات أكثر صرامة "في مناطق عدة في البلاد.

في البرازيل التي بات الوضع "حرجا" في مستشفياتها بسبب تدفق المصابين، امرت المحكمة العليا مجلس الشيوخ بتشكيل لجنة تحقيق مكلفة تقييم إدارة الجائحة من قبل حكومة الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو.

وتسبب فيروس كورونا بوفاة 2,903,907 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة.

وتأكدت إصابة أكثر من 133,908,150 شخصا بالفيروس منذ ظهوره. وتعافت الغالبية العظمى من المصابين رغم أن البعض استمر في الشعور بالأعراض بعد أسابيع أو حتى أشهر.