واشنطن: أعلنت السلطات الصحية في الولايات المتحدة الثلاثاء أن على الأميركيين الملقحين أن يضعوا الكمامة مجددا في الاماكن الداخلية العالية الخطورة.

وتأتي التوصيات الجديدة في وقت تتزايد فيه الإصابات جراء تفشي المتحوّرة دلتا الأكثر عدوى، وقد رصدت بؤر في عدد من المناطق مما أبطا وتيرة حملة التلقيح.

وقالت روشيل والنسكي مديرة مراكز الوقاية من الامراض ومكافحتها "في المناطق حيث انتقال عدوى (كوفيد-19) كبير، توصي السلطات الصحية الافراد الملقحين بالكامل بوضع كمامات في الأماكن العامة الداخلية"، موضحة أن هذه التعليمات الجديدة باتت ضرورية في ضوء التفشي السريع للمتحورة دلتا في الولايات المتحدة.

وقالت والنسكي إن فاعلية اللقاحات كبيرة ضد المتحوّرة دلتا، إلا أن بيانات جديدة "تشير إلى أنه في حالات نادرة، قد يكون بعض من الملقحين ناقلين للعدوى ومسببين لانتقال الفيروس إلى آخرين".

ووصفت هذه البيانات الجديدة بأنها "مثيرة للقلق وتفرض تحديث توصياتنا".

وبحسب أحدث بيانات مراكز الوقاية من الامراض ومكافحتها، تسجل غالبية المناطق الجنوبية في الولايات المتحدة تفشيا ثابتا أو كبيرا، فيما تشهد المناطق الشمالية الشرقية حيث نسب الملقّحين أعلى معدلات تفش متوسطة.

والمقصود بالتفشي الثابت تسجيل ما بين 50 ومئة إصابة لكل مئة ألف نسمة كمعدل أسبوعي، في حين يقصد بالتفشي الكبير تسجيل أكثر من مئة إصابة لكل مئة ألف نسمة كمعدل أسبوعي.

وقالت والنسكي إن مراكز الوقاية من الامراض ومكافحتها ستوصي بفرض إلزامية الكمامات في المدارس على الأساتذة والموظفين والتلامذة والزوار بغض النظر عن الوضع اللقاحي للأشخاص.

ومؤخراً دافعت مراكز الوقاية من الامراض ومكافحتها عن توصية أصدرتها في أيار/مايو اعتبرت فيها أنّ الملقحين غير مجبرين على وضع الكمامات في الأماكن المغلقة في أغلب الحالات، مع استثناءات محددة تشمل النقل المشترك والمستشفيات.

لكنّ أعداد الإصابات تتزايد حاليا بسبب المتحورة دلتا التي باتت تشكل نحو 90 بالمئة من الإصابات.

ويتخطى المعدّل الأسبوعي الأخير للإصابات اليومية 56 ألف إصابة، وهو مماثل لما سجّل في نيسان/أبريل.

وبات 49 بالمئة من سكان الولايات المتحدة محصّنين بالكامل، لكنّ حملة التلقيح تشهد تفاوتا كبيرا بحسب التوجهات السياسية للمناطق خصوصا بين تلك الليبرالية والمحافظة.

وقال إريك سايو-بينا مدير الصحة العامة في شبكة "نورثويل" لوكالة فرانس برس إن التلقيح هو "حلّ لمشكلة سببها وجود أعداد كبيرة من السكان غير الملقّحين".

وأظهرت دراسة نشرتها مؤخّراً مجلة "فايرولوجيكال" أنّ الحمل الفيروسي الذي بيّنته الفحوص الأولى للمصابين بالمتحورة دلتا أعلى ألف مرة مقارنة بالفحوص الأولى التي أجريت إبّان الموجة الأولى في العام 2020.

وبالتالي فإن المتحورة تتكاثر سريعاً داخل جسم المصاب، والمصابون بها ينشرون كميات أكبر بكثير من الفيروس مما يزيد احتمالات انتقال العدوى.

والشهر الماضي أعادت إسرائيل فرض إلزامية وضع الكمامات بعد عشرة أيام فقط على إلغائها، وذلك بسبب المتحوّرة دلتا، وهي الخطوات نفسها التي اتّخذتها سلطات محلية أميركية من بينها مقاطعة لوس أنجليس.