إيلاف من بيروت: أظهرت دراستان جديدتان، أنّ النساء الحوامل اللّواتي يصبنَ بمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا المستجد معرّضات لمضاعفات طارئة ومشاكل أخرى خلال حملهنَّ، قد تعرّض الأجنّة للخطر، وفقًا لما ذكرت شبكة "سي أن أن" الإخبارية.

وأوضحت الدراسة الأولى أنّ النساء الحوامل المصابات بالمرض لديهنّ نسبة أعلى من المضاعفات الطارئة، مقارنة باللواتي ثبتت إصابتهنّ بدون أن تظهر عليهنّ أي أعراض، علمًا أنّ هذه الدراسة قُدّمت إلى الإجتماع السنوي لطب التخدير خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وشملت دراسة 100 امرأة مصابات بفيروس كورونا وأنجبنَ بين أذار/مارس وأيلول/سبتمبر من العام الماضي، في مستشفى واحد بولاية تكساس الأميركية.

وأوضحت الدراسة أنّ 58 بالمئة من السيدات اللواتي عانَيْنَ أعراض المرض، قد أنجبن في غرف حالات الطوارئ، مشيرة إلى أنّ هؤلاء النسوة كنَّ أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات طارئة تشكّل خطر على حياة الطفل.

وبحسب الدراسة، كانت الأمهات المصابات بأعراض المرض أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات طارئة تشكّل خطراً على الطفل، وأنّ الكثير من الأطفال وُلدوا بحالة "الوضع المقعدي" ممّا يعني اللّجوء إلى عمليات قيصرية، بالإضافة إلى وجود حالات لتراجع حركة الجنين، فيما عانت بعض السيدات من قلة السائل الأمنيوسي، وهو سائل غذائي يوفّر الحماية للجنين ويُوجد داخل الكيس الأمينوسي برحم المرأة.

ووجدت الدراسة أيضًا أنّ الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بأعراض واضحة لمرض كوفيد-19 كانوا أكثر حاجة إلى أجهزة الأوكسجين وأكثر عرضة للدخول إلى غرف العناية المركزة.

تأثيرات شديدة

وقالت كريستين لين، طالبة الطب في فرع الطب بجامعة تكساس في غالفستون بولاية تكساس، والتي شاركت في إعداد الدراسة: "إنّ لفيروس كورونا تأثيرات شديدة على النساء الحوامل وخاصة اللّاتي تظهر عليهنّ أعراض المرض.

ونوّهت إلى أنّ الأطباء الذين يعتنون بالنساء الحوامل اللواتي تظهر عليهنّ الأعراض كانوا حذرين بسبب الفيروس وغالبًا ما كانوا يوصون بشكل استباقي بالولادة القيصرية.

وأوضح الطبيب، جيل مور، اختصاصي المناعة التناسلية الذي لم يشارك في الدراسة ولكنّه راجعها ، إنه من الممكن أيضًا أن تكون المشاكل مرتبطة بالإلتهاب المزمن الناجم عن كوفيد-19، مؤكّدًا أنّ تلك"الالتهابات تكون خطيرة للغاية على كل من الأم ونمو الجنين".

وتابع: "الإلتهاب المزمن قد يعني معركة من أجل بقاء الأم والجنين على قيد الحياة، وخلال هذه المعركة قد يكون هناك أثمانًا تدفعها المرأة وجنينها.. ولذلك نحن بحاجة إلى عمل كل ما يمكن من أجل منع حدوث الإلتهاب المزمن".

مشكلات صحية أكبر

وفي الدراسة الثانية التي نُشرت في مجلة " طب الأم والجنين وحديثي الولادة" فحص الخبراء والأطباء سجلات أكثر من 2400 امرأة في مستشفى واحد في إسرائيل بين أذار/ مارس وأيلول/ سبتمبر من العام الماضي.

ووجد، الطبيب، إليور إلياسي من مركز Mayanei Hayeshua الطبي وزملاؤه أنّ النساء الحوامل المصابات بأعراض كوفيد واجهن مشكلات صحية أكبر إذ كان لديهنَّ معدّلات أعلى من سكري الحمل، وانخفاض عدد خلايا الدم البيضاء، ونزيف حاد أثناء الولادة، وليس انتهاء بظهور مشاكل تنفّس لدى أطفالهنّ.

وكانت الأخطار أعلى بنسبة 20٪ تقريبًا بالنسبة للنساء اللّواتي لديهن أعراض مرض كوفيد-19، وأعلى بنسبة 14٪ للمصابات بالمرض دون أن تظهر عليهنّ الأعراض.

وعلى عكس الأبحاث الأخرى، لم تجد هذه الدراسة أنّ النساء المصابات بالأعراض كنّ أكثر عرضة للولادة في وقت مبكر، ولكن ينظر إلى هذا الدراسة بحذر لأنها جرت في مستشفى واحد.

وتضيف الدراستان الجديدتان مجموعة متزايدة من الأدلة على أنّ مرض كوفيد-19 وخاصة المصحوب بالأعراض، يمثّل تهديدًا حقيقيًا للنساء الحوامل وأنّ مخاطر ذلك المرض تزيد من التداعيات والمضاعفات التي يمكن لتلك النساء أن تتعرّض لها في الأحوال العادية خلال فترة الحمل.

تطعيم الحوامل

من جانبه يرى الطبيب، دينيس جاميسون، رئيس قسم أمراض النساء والتوليد في كلية الطب بجامعة إيموري وعضو الكلية الأميركية لأمراض النساء والتوليد، ضرورة أن يحث الأطباء النساء الحوامل على التطعيم باللقاحات المضادة لفيروس كورونا في أسرع وقت ممكن.

وزاد: "أعلم أنّ النساء الحوامل قد يتردّدن في تناول الأدوية أو تلقّي اللقاحات أثناء الحمل وأنهنَّ يرغبن حقًا في بذل كل ما في وسعهنَّ لحماية أطفالهنَّ، ويقدّمن الكثير من التضحيات في سبيل ذلك، لكنّني أعتقد أنه يجب موازنة ذلك مع مخاطر عدم الحصول على التطعيم ".

وخلص إلى أنّه "من المهم أن يتم تطعيم جميع الناس، ولكن بشكل خاص ينبغي تطعيم الحوامل من أجل حماية أنفسهنَّ وحماية أطفالهنَّ".