باريس: من أعمال شغب لمجموعات مناهضة للقاحات ومخاوف بشأن سلامتها، وصولاً إلى تأخر إيصال الجرعات والتنافس المحموم للحصول عليها.. في ما يلي لمحة عن عام من الجدل المرتبط بالتطعيم:

منذ انطلاق حملة التطعيم في العالم، اتُّهمت الدول الثرية بتجميع الإمدادات في إطار ما وصفه مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بنزعات التطعيم "القومية".

وقال في كانون الثاني/يناير "تطلق الدول الثرية اللقاحات فيما تتفرّج الدول الأقل نموا في العالم وتنتظر".

وأضاف "كل يوم يمر، يزداد الانقسام بين ميسوري الحال والمحرومين".

وارتفعت الأصوات في أفريقيا التي تفتقد للقاحات، حيث اتّهم رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا الدول الثرية بشراء اللقاحات بكميات كبيرة وتخزينها.

آلية "كوفاكس"

وتعطّل عمل آلية "كوفاكس"، التي تديرها منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والتحصين "غافي" وتحالف ابتكارات التأهّب الوبائي، الهادفة إلى ضمان الوصول العادل إلى اللقاحات، جرّاء نقص التمويل.

وأفاد تيدروس أنّ استعداد الدول الغنية لدفع مبالغ طائلة لتجنّب الانتظار لم يساعد.

عندما كانت إمدادات اللقاحات ضئيلة مطلع العام 2021، اندلع خلاف بين الإتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على لقاح أسترازينيكا/أكسفورد، إذ اتّهم التكتّل بريطانيا بمنع الصادرات وهدد بدوره بمنع إيصال الشحنات المصنوعة في الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المتحدة.

ورفعت المفوضية الأوروبية دعوى قضائية ضد أسترازينيكا على خلفية تأخّر الشحنات، قبل التوصّل إلى اتفاق لحل المسألة في أيلول/سبتمبر.

كما اتُّهمت الولايات المتحدة والهند بمنع تصدير اللقاحات المصنّعة في معامل على أراضيها.

خيّم على حملة التطعيم الجدل بشأن الأعراض الجانبية المحتملة للقاحات التي تم تطويرها في مدة زمنية قياسية وبالتالي شكّك فيها البعض.

تم تعليق استخدام لقاح أسترازينيكا/أكسفورد في العديد من الدول في آذار/مارس بعدما تم تسجيل حالات نادرة لتجلط الدم.

ورغم أنّ بضعة دول بينها الدنمارك والنروج تخلّت عن استخدام اللقاح بالكامل، إلّا أنّ معظم الدول سرعان ما استأنفت استخدامها، لكن بشكل اقتصر في كثير من الأحيان على كبار السن. إلّا أنّ القلق المرتبط دفع كثيرين لعدم تلقّي اللقاح في دول عدة.

الشهادات الصحية

كما ارتبط لقاحا فايزر/بايونتك وموديرنا القائمين على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (الرنا) بزيادة خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب. ونصحت دول عدة بعدم استخدام لقاح موديرنا للشباب.

اندلعت احتجاجات تخلّلها العنف أحياناً في العديد من الدول خلال الأشهر الستة الماضية على خلفية اشتراط الحصول على الشهادات الصحية للسفر أو دخول الحانات والمتاجر والمطاعم والمجمّعات الترفيهية، والتي تظهر بأنّ حامليها تلقّوا اللقاحات أو تعافوا أو خضعوا لفحص كوفيد جاءت نتيجته سلبية.

كما رفض سكان دول عديدة التطعيم الإلزامي خصوصاً للعاملين في مجال الصحة.