دمّرت إسرائيل في حربها على قطاع غزة 45 مسجدًا بشكل كلي، و55 لحقت بها أضرارًا جزئية، ولم يجد سكان غزة سوى الخيام لأداء العبادات. فيما يؤكد وزير الأوقاف في حكومة حماس المقالة لـquot;إيلافquot; أن إسرائيل لم تحقق أهدافها بقصف المساجد وإنما زاد تمسك الفلسطينيين بها، وباتوا يقبلون على الخيام البديلة بشكل مكثف.


مسجد السلام واحد من المساجد التي دُمرت كليًّا في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وأقيمت على أنقاضه خيمة من النايلون ونُصبت مآذن على بابها، بحيث يتوافد إلى تلك الخيمة عشرات المصلين خمس مرات يوميًّا بعد أن بقي مسجدهم دون إعادة بناء على الرغم من مرور عام كامل على الحرب،والتي دمرت إسرائيل (45) مسجدًا بشكل كامل، و (55) بشكل جزئي وعشرات المساجد الأخرى بدرجات متفاوتة، وبعضها لا يمكن الصلاة فيه ، كما قصفت إسرائيل خلال حربها على قطاع غزة بعض المساجد في وجود المصلين داخلها أو على أبوابها بدعوى تخزين السلاح في تلك الأماكن.

عند أنقاض مسجد الإيمان في عزبة عبد ربه الذي تحول إلى كومة من الركام لم يجد المصلون سوى باحة خالية بعيدة نسبيًّا من المسجد لأداء صلاة الجمعة فيها , كما حاول المصلون في مسجد أبو بكر الصديق التغلب على الدمار والركام الذي تناثر في المكان بعد استهداف مئذنته وبعض الجدران لأداء الصلاة.

واعتبر الدكتور طالب أبو شعر وزير الأوقاف والشؤون الدينية بالحكومة المقالة أن الإقبال الكبير للمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة على المساجد أكد quot;فشل الحرب الإسرائيلية على غزة في تحقيق أحد أهم أهدافها وهو فض الناس عن المساجد بعد تدمير العشرات من المساجدquot;.

وقال أبو شعر لـ quot;إيلافquot; quot;الحمد لله مجتمعنا مجتمع مسلم محافظ متدين، والناس كلها تقبل على الله , ولا يفكرون إلا بالهدف الذي جاؤوا إليه quot;

ولأن مسجد الشفاء quot;البورنوquot; يقع بالقرب من مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة فقد ألحقت عملية القصف أضرارًا كبيرة بالمشفى حيث تطايرت شظايا الصواريخ داخل المشفى المكتظ بمئات الجرحى والشهداء وتحطمت نوافذه، فيما تحول المسجد إلى كومة من الركام.

وحاول المواطنون المقيمون بالقرب من المساجد المدمرة التبرع بالمعدات والسجاد اللازم لأداء الصلاة في الشوارع القريبة من هذه المساجد لتمكين المصلين من أداء شعائرهم الدينية، وبالفعل أقيمت خيمة من البلاستيك وأصبح هناك إقبال شديد من قبل المصلين كباقي المساجد المدمرة جزئيًّا وكليًّا.


وقال الشيخ حسام اليازجي إمام مسجد الشفاء إنهم فوجئوا بهذا العدد الكبير للمصلين في المصلى الذي تم إقامته على أنقاض المسجد المدمر، مشيرًا إلى أن المصلى لا يتسع للمصلين في صلاتي الفجر والجمعة ، وأن المصلين يصلون في الشارع كذلك.

الشاب عز الدين أحمد أحد المصلين في المسجد قال إنه ترك مسجدًا بجوار منزله فيه من التكييف والأمور التي ترغب في الصلاة فيه وجاء إلى مصلى الشفاء ليصلي على الحصير والسجاد القديم ليجد طعم آخر للعبادة في هذا المسجد، حسب قوله.

واعتبر راضي أبو حصيرة أحد رواد المسجد أن الإقبال الكبير للمصلين على هذا المسجد بعد قصفه هو تحد لإسرائيل التي رأت في المساجد خطرًا كبيرًا عليها.

أما إيهاب الخالدي أحد المصلين في المسجد فقال quot;إن لهذا المسجد طابعًا خاصًا وللعبادة فيه نكهة خاصة تختلف عن بقية المساجد وقال إنه لو دمُرت كل مساجد غزة سنواصل صلاتنا في الخيام البلاستيكية إن وجدت وإن لم تكن فصلاتنا في العراءquot;.