قال قراصنة ومسؤولون بحريون يوم الثلاثاء ان قراصنة صوماليين خطفوا ناقلة مواد كيماوية وسفينة شحن يوم الاثنين مما يؤكد استمرار المخاطر للملاحة في بعض من اكثر الطرق التجارية البحرية ازدحاما في العالم.

مقديشو: تعم الفوضى الصومال الذي يعيش دون حكومة مركزية منذ 1991 وازدهرت عصابات القرصنة التي تعمل من ساحل الدولة الواقعة في القرن الافريقي على مدى السنوات القليلة الماضية. وجمع القراصنة فدى قيمتها عشرات الملايين من الدولارات من خلال خطف السفن التجارية في خليج عدن الذي يربط اوروبا باسيا كما انهم يتوغلون ايضا على مسافات ابعد في المحيط الهندي لتجنب القوات البحرية الدولية التي ارسلت لحماية الملاحة التجارية.

وقال مسؤولون بحريون ان قراصنة صوماليين خطفوا يوم الاثنين ناقلة المواد الكيماوية البريطانية سانت جيمس بارك التي ترفع العلم البريطاني في خليج عدن كما خطفوا نافيوس ابولون سفينة المواد الصب المسجلة في بنما ليزيد عدد السفن التي يحتجزونها الى اكثر من عشر.

وفي نفس اليوم افرج القراصنة عن سفينة الحاويات كوتا واجار التي ترفع علم سنغافورة قائلين انهم تلقوا اربعة ملايين دولار فدية للسفينة التي اختطفوها في اكتوبر تشرين الاول بعيدا في المحيط الهندي قرب ارخبيل سيشل. وقال مسؤول في شركة نافيوس شيب مانجمينت التي تقوم بتشغيل السفينة نافيوس ابولون ان السفنية خطفت على بعد 1280 كيلومترا قبالة ساحل الصومال شمالي سيشل. وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته انه لايوجد اتصال بالسفينة منذ ذلك الحين.

وتعهدت حكومة الصومال المدعومة من الغرب بان تكافح القرصنة لكنها لا تسيطر على اكثر من بضعة مبان في العاصمة مقديشو وتجذب الفدى الضخمة المستثمرين في القرصنة من داخل الصومال وخارجه. ويقول محللون انه لايوجد امل كبير في القضاء على القرصنة مالم يتم تحقيق نوع من النظام في الصومال وهو احتمال غير مرجح حيث تسيطر الجماعات المتمردة على جانب كبير من البلاد كما ان القراصنة متحصنون في اقطاعياتهم.

وهناك بحريات اجنبية تنتشر في خليج عدن وتقوم بتنظيم قوافل كما تراقب ممرات السفن في الاماكن المعرضة للاخطار. وقوة الاتحاد الاوروبي التي يبلغ عدد سفنها سبعة الان هي من بين البحريات التي لها سفن حربية في خليج عدن. غير ان القوة تعاني من اتساع رقعة المياه التي تشمل المحيط الهندي مما يجعل السفن عرضة للخطر. ويقول مكتب الملاحة الدولية ان هجمات القراصنة في شتى انحاء العالم زادت بحدة خلال العام الجاري. ويقف تزايد نشاط وعدد القراصنة الصوماليين خلف هذه الزيادة.

ومنذ بداية العام حتى 20 اكتوبر تشرين الاول وقع 324 هجوما في شتى انحاء العالم كان القراصنة الصوماليون مسؤولين عن 174 هجوما منها - بزيادة عن 194 حادثا في نفس الفترة من عام 2008. ومن بين 37 سفينة تم خطفها كان القراصنة الصوماليون مسؤولين عن 35 سفينة واحتجزوا 587 من افراد الطاقم رهائن.

ورفعت الهجمات التي يقوم بها رجال مدججون بالاسلحة في قوارب سريعة تكلفة التأمين البحري واجبرت بعض السفن على تغيير مساراتها في محاولة لتجنب عصابات البحر. وقال أندرو موانجورا المسؤول ببرنامج مساعدة ملاحي شرق افريقيا ومقره كينيا ان ناقلة المواد الكيماوية التي تقل طاقما مؤلفا من 26 شخصا كانت تبحر من اسبانيا الى تايلاند محملة بمواد كيماوية تستخدم في صنع البلاستيك عندما أرسلت اشارة استغاثة من خليج عدن.

وقال ان افراد الطاقم على متن السفنية ينتمون الى بلغاريا وجورجيا والهند والفلبين وبولندا ورومانيا وروسيا وتركيا واوكرانيا. وكانت سفينة الصب التي تحمل علم بنما تبحر من الولايات المتحدة الى الهند بحمولة من الاسمدة عندما اختطفت. واكدت الشركة اليونانية التي تقوم بتشغيل السفينة ان على متنها 19 من افراد الطاقم. وذكرت جماعة ايكوتيرا انترناشونال التي تراقب حركة الملاحة قبالة سواحل الصومال أن القراصنة كانوا يحتجزون ما لا يقل عن عشر سفن و228 ملاحا قرب الصومال قبل عملية الخطف الاخيرة.