لم يتوقف الحديث عن الاختلاط في السعودية منذ فترة طويلة بين مؤيد ومعارض، وتصاعدت ردود الفعل في المجتمع السعودي مؤخراً خصوصاً بين طلاب علم متدينين حول مفهوم الاختلاط، إذا قال بعضهم إن مصطلح الإختلاط طارئ وليس له أصل في الدين الإسلامي فيما رد آخرون بأنه من ضروريات الدين.

الرياض:كانت هيئة بريدة (وسط السعودية) أخلت سبيل مجموعة مختلطة يمارسون الرياضة في إحدى الاستراحات ولم تعتقلهم أو تتخذ إجراءات ضدهم في خطوة تبدو نادرة الحدوث خصوصاً وأن بيان الناطق الإعلامي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اعترف أنهم لا يربط بينهم صلة قرابة عائلية وهي الحالة الوحيدة التي لا يمكن للهيئة فيها التدخل.

وقال المنصور في تصريحه لجريدة المدينة السعودية إنهم مجموعة عاملين في إحدى المستشفيات quot;غير سعوديينquot; ويمارسون الرياضة بأصوات مرتفعة وحضرت الهيئة لمقر الاستراحة بعد ورود بلاغ ضدهم. وأضاف المنصور إنه كان اختلاطاً quot;محتشماquot; ولم يكن فيه مجاهرة.

وللوهلة الأولى يبدو للمتابعين أن المصطلح جديد كلياً في المجتمع السعودي حيث لم يتطرق أحد من مؤيدي أو معارضي الإختلاط مصطلح الاختلاط المحتشم سابقاً. ويبعث المصطلح الجديد التساؤل حول مصير الإختلاط quot;المرفوضquot; دينياً في السعودية في دور العلم والعمل، حيث إنها أماكن تفرض الزي المحتشم بحسب قوانين الجامعات والشركات التي غالباً ما تتخذ إجراءات صارمة في ملابس العمل.

وكانت الساحة الفكرية السعودية عجت بردود فعل متباينة حول مفهوم الاختلاط وأشهرها إعفاء عضو هيئة كبار العلماء السابق الشيخ سعد الشثري اثر حديث تلفزيوني في إحدى القنوات الإسلامية و انتقاده لجامعة الملك عبد الله بسبب الاختلاط.

وفي الجانب الآخر، حمل وزير العدل السعودي محمد العيسى على مروجي مصطلح الاختلاط وأكد أنه ليس على إطلاقه مطالباً في الوقت نفسه بعدم الخلط بين الاختلاط المباح والخلوة المحرمة.

وقال العيسى quot;لقد سمعنا جميعاً عن التوجس من الاختلاط، بحجة تطبيق مفاهيم الإسلام في صيانة المرأة، وحراسة فضيلتها، وعفافها، فكان من الأسف الخلط في هذا quot;الاختلاطquot;، وهو ما لا يُعرف في قاموس الشريعة الإسلامية إلا في أحكام محدودة كمباحث الزكاة المنبتة الصلة عن معنى هذا المصطلح الوافد، ليشمل في الطروحات المتأخرة ببدعة مصطلحية لا تُعرف في مدونات أهل العلم، في سياق تداخل مصطلحها المحدث بمصطلح الخلوة المحرمةquot;.

ويرى البعض من زاوية أخرى أن تصرف هيئة بريدة قد يكون لأن ممارسي quot;الاختلاط المحتشمquot; غير سعوديين وبالتالي هو أمر قد يدخلهم في حرج كبير أمام الجميع فيما لو تم اعتقالهم أو اتخاذ إجراءات بحقهم، بعكس لو كانوا سعوديين حيث إن قوانين الهيئة في السعودية تمنع الخلوة بين الرجل والمرأة في السيارة إلا إن كان السائق أجنبياً.