بحث قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال رايموند اديرنو مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس وزرائه برهم صالح في اربيل اليوم، توحيد قوات البيشمركة الكردية واجراءات جعلها جزءا من القوات العراقية من خلال ضمها الى وزارة الدفاع والتنسيق بينها وبين الاميركية في مكافحة الارهاب، وتأمين اجواء الانتخابات العامة المقبلة. فيما انتقد رئيس مجلس النواب العراقي الامين العام للحزب الاسلامي العراقي اياد السامرائي تسليح الجيش العراقي وقال انه متواضع ولاينسجم وحجم اموال الصفقات التي ابرمت من اجل ذلك.

لندن: تم الاتفاق خلال اجتماع بين بارزاني واديرنو على على ضرورة التنسيق والتعاون بين القوات الاميركية والجيش العراقي وقوات حرس الاقليم quot;البيشمركهquot; في مواجهة الارهاب وحفظ الأمن والدفاع عن المواطنين. اضافة الى قرار توحيد قوات البيشمركه الكردية التابعة للحزبين الكرديين الرئيسيين الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني.

وتطرق الاجتماع الى خطط نشر قوات مشتركة من القوات الاميركية والعراقية والكردية في مدينة الموصل الشمالية من اجل وضع حد للاضطراب الامني فيها، خاصة وان هناك مجاميع من مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة تقوم بعمليات الارهابية في المدينة التي تعتبر ثاني مدن العراق سكانا بعد العاصمة بغداد. وكانت قوى عربية في المدينة قد رفضت مشاركة قوات كردية في القوات المشتركة التي ستنتشر في المدينة قريبا، وتضم قوات البيشمركة حوالي مائة الف عنصر لكن بغداد تطالب بضم 30 الفا منهم الى وزارة الدفاع العراقية التي ستتحمل دفع مرتباتهم.

ثم اجرى اديرنو مباحثات مع رئيس وزراء اقليم كردستان برهم أحمد صالح حول الاوضاع السياسية، والاجراءات الامنية لحماية الانتخابات المقبلة في العراق المقررة في السابع من اذار/مارس المقبل بالاضافة الى مسألة توحيد قوات بيشمركه كردستان. كما بحث الجانبان تعزيز التعاون والتنسيق بين القوات الاميركية والعراقية في استباب الأمن والاستقرار خلال الانتخابات، بصورة يتمكن فيها جميع المواطنين من التصويت دون اية مشاكل او عراقيل.

كما بحث صالح واديرنو مسألة توحيد قوات البيشمركه تحت مظلة حكومة اقليم كردستان اذ تم التاكيد على quot;ضرورة ان تكون قوات البيشمركه قوات محكمة من أجل حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، كجزء من منظومة الدفاع العراقيةquot;، كما قال مكتب اعلام الاتحاد الوطني بزعامة طالباني. وقد اكد صالح ان وجود قوات بيشمركه موحدة يصب في مصلحة الحفاظ على التجربة الديمقراطية وأمن جميع العراق، واشار الى ان قوات البيشمركه كان لها في السابق دور كبير في عملية تحرير العراق وحفظ الأمن والاستقرار في اقليم كردستان، مؤكداً ان هذه القوات سيكون لها دور اكبر عند توحيدها في حفظ أمن العراق.

واعرب صالح عن أمله بأن تحل جميع المسائل العالقة بين الحكومتين العراقية والكردستانية، والخاصة بقوات البيشمركه وصرف مرتبات منتسبيها وجعلها جزءا من قوات وزارة الدفاع العراقية.

السامرائي ينتقد تسليح الجيش العراقي
من جهته، انتقد رئيس مجلس النواب الامين العام للحزب الاسلامي العراقي اياد السامرائي تسليح الجيش العراقي، وقال انه متواضع ولاينسجم وحجم اموال الصفقات التي ابرمت من اجل ذلك.

ودعا الى مساواة افراد الجيش السابق مع الجديد من ناحية الحقوق والامتيازات، مشيرا الى ان الجنود الذين قاتلوا في جبهات القتال لم يكونوا مسيسين، وإنما ذهبوا لأداء الواجب هم ليسوا مسؤولين عن السياسيين وإنما أدوا واجباً وطنياً فضحوا واستشهدوا في أرض المعركة ولهم دين في أعناق العراقيين. واضاف خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم لمناسبة الذكرى 89 لتاسيس الجيش العراقي اليوم quot; ان من حق هذا البلد ومن حق الجيش ومن حق المواطن العراقي ان تكون له القيادة النزيهة والشريفة التي لاتمتد أيديها الى المال الحرام، والتي لاتستغل الآم المواطنين وتخدع المواطنين بالشعاراتquot;.

وأوضح السامرائي انه منذ عامين وقانون الخدمة والتقاعد يراوح في مجلس النواب، وقال إنه عمل بكل مايستطيع لان يشمل منتسبو الجيش سواء كانوا متقاعدين أوشهداء أوأحياء أومنهم في الخدمة او خارج الخدمة بمستوى واحد وبقانون واحد وبمميزات واحدة. وقال انه بعد عامين توصلنا الى قرار بان لهذا القانون استحقاقات أخرى ولابد من تعديلات أخرى عليه، لكنه اشار الى انه سيتم التصويت عليه الاسبوع المقبل.

ووصف السامرائي تسليح الجيش العراقي الحالي الذي تم عرضه في استعراض عيد الجيش اليوم بـالمتواضع والضعيف، وقال أن هذا الأمر يظهر حجم الخيانة الذي تعرض لها هذا البلد. واضاف ان تسليح الجيش العراقي الحالي لا ينسجم مع حجم عقود التسليح التي أعلن عنها خلال السنوات الماضية، والمبالغ التي تم تخصيصها في موازنة عام 2009 لشراء الأسلحة.

وفي وقت سابق اليوم أكد الرئيس العراقي جلال طالباني خلال إستعراض لقطعات من الجيش العراقي في ضريح الجندي المجهول وسط بغداد اليوم أنّ الجيش العراقي الجديد بني على عقيدة دفاعية مهمتها الدفاع عن البلاد ومواجهة الارهاب، وعدم زجه في اشتباكات داخلية وحروب خارجية، وانما الذود عن الوطن وحفظ حدوده ومواجهة الارهاب الذي يحاول ضرب هيبة الدولة وعرقلة العملية السياسية وتعطيل عمليات البناء.

واضاف طالباني خلال الاحتفال الذي شارك فيه رئيس مجلس النواب اياد السامرائي، ووزير الدفاع عبد القادر العبيدي وعدد من الوزراء والمسؤولين وسفراء الدول المعتمدين لدى العراق وكبار القادة العسكريين، ان الجيش يتولى الان مهمة التصدي للقوى الآثمة التي تسعى للنيل من مسيرة الشعب العراقي الذي يبني دولة ديمقراطية تعددية اتحادية تصون حقوق مواطنيها كافة وحرياتهم، بصرف النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية.

وشدد طالباني على ضرورة تلبية الدولة احتياجات القوات المسلحة وتستثمر علاقاتها مع الدول الحليفة والصديقة والشقيقة للارتقاء بمستوى التسليح والتدريب. واوضح أنَّ العنصر البشري يظل العامل الأول والاهم في بناء القوات المسلحة quot;ولذا فلا بد من ايلاء الضباط والمراتب اهتمامًا دائمًا والحرص على توفير حياة لائقة لهم ولعوائلهمquot;، واضاف إن الجيش هو جيش الشعب كله بكافة امتداداته القومية والدينية والمذهبية quot;ولذا ينبغي أن يبقى محصّنًا في وجه محاولات بذر بذور التفرقة العرقية والطائفية، وعاملاً على ترسيخ أواصر التآخي بين أبناء الشعب كافة، وبعيدًا من الميول والتحولات السياسيةquot;.

وقال quot;إن العام الجديد يضع أمامنا مهماتٍ كثيرة في مقدمتها توفير الأجواء الآمنة لإجراء انتخابات نيابية ديمقراطية ترسخ مسيرة العملية السياسية والمصالحة الوطنية، وهذه مهمة إضافية تناط بقواتنا المسلحة ولا يخامرنا شك في أن منتسبي الجيش العراقي سيؤدون واجبهم الوطني بشرف وإخلاص وتفانٍquot;.

وتشكل الجيش العراقي عام 1921 أثر تأسيس الدولة العراقية الحديثة بزعامة الملك فيصل الأول ملك العراق، وكان quot;فوج موسى الكاظمquot;هو أول تشكيل في جيش العراق الحديث ثم توالت التجديدات والتوسعات في هذا الجيش حتى قارب عديد افراده المليون في ذروة الحرب العراقية - الإيرانية بين عامي 1980 و1988.

وشارك الجيش العراقي في حروب العرب ضد اسرائيل اعوام 1948 و1967 و1973، وقد الاف الشهداء ومازالت مقابرهم في فلسطين والجولان وسيناء ودمشق والمفرق بالاردن تشهد له دوره الريادي. لكنه بعد استلام الرئيس العراقي السابق صدام حسين للسلطة في العراق فقد زج بالجيش في معارك لم يكن من ورائها طائل ضد انتفاضات الشعب العراقي في الشمال والجنوب وفي حربي إيران عام 1980 واحتلال الكويت عام 1990. كما قاد الجيش انقلابات عسكرية داخلية عدة في اعوام 1958، حين اسقط المالكية واعلن الجمهورية، ثم في عامي 1963 و1968 تخللتها عدة محاولات انقلابية فاشلة ادت الى اعدام عدد من كبار الضباط وقادة الجيش.

وقد قام الحاكم الاميركي السابق للعراق بول بريمر بحل الجيش العراقي بعد شهر من سقوط نظام صدام في نيسان/ابريل عام 2003، الامر الذي ادى الى نشر الفوضى والارهاب في العراق وتسلل الاف المسلحين الاجانب الى الاراضي العراقية عبر الحدود المشرعة من دون رقابة.

ونتيجة لذلك فقد بدأت منذ العام 2004 لدى انتهاء سلطة الاحتلال وتشكيل اول حكومة عراقية عمليات تشكيل جيش جديد مازالت قدراته متواضعه نتيجة تسليحه الضعيف. ويعاني الجيش الحالي الذي يبلغ تعداد افراده 300 الف فرد من الولاءات الحزبية والطائفية التي تضعف اداءه وتجعله في مواجهة اتهامات بالتقصير. ويضم الجيش الان 14 فرقة عسكرية موزعة على ثلاث قيادات برية وجوية وبحرية، ويمتلك حوالي 170 دبابة وستة آلاف عربة عسكرية أميركية اضافة الى مدرعات وعجلات قيادة وطائرات مروحية، معظمها استطلاعية وعددًا من الزوارق البحرية.