وجهت احدى جماعات حقوق الانسان في أذربيجان المنتجة للنفط اتهامات يوم الخميس الى القوات الامنية باتخاذ اجراءات قمعية ضد مسلمين شيعة مارسوا طقوسهم التقليدية في الاحتفال بيوم عاشوراء بمنطقة ناخيتشفان النائية في الجمهورية السوفيتية السابقة.

باكو: قال معهد (الحرية والامن للصحافيين) وهو منظمة غير حكومية ان حصارا من الشرطة فرض منذ يوم الثلاثاء على قرية بانانيار بالقرب من الحدود الايرانية في أعقاب اشتباكات بين الشيعة والشرطة يوم عاشوراء الذي وافق 27 ديسمبر كانون الاول. وقال المعهد ان ما يصل الى 30 شخصا اعتقلوا.

ويقول محللون ان سلطات أذربيجان العلمانية في ظل حكم الهام علييف المتشدد تشعر بالقلق ازاء تنامي النفوذ الاسلامي في الدولة التي يتبع معظمها المذهب الشيعي والتي تعد من الدول الرئيسية المصدرة للنفط الى الغرب. وقال مصدر بالمعهد quot;الشرطة تحاصر القرية. النساء والاطفال يخشون الخروج الى الشوارع.quot;

وأضاف quot;لا يسمح بدخول الصحافيين ويتم التحقيق مع من يدلون بمعلومات.quot; وامتنعت وزارة الداخلية في أذربيجان عن التعليق ولم تشر وسائل الاعلام الحكومية الى أي معلومات عن هذه الحملة المزعومة.

ونقلت وكالة أنباء توران المستقلة يوم الاربعاء عن سكان بالقرية قولهم ان الشرطة اعتقلت وضربت 15 شخصا في بانانيار في أعقاب الاحتفال بيوم عاشوراء حيث كان الشيعة يؤدون الطقوس التقليدية في هذا اليوم من ضرب للرؤوس ودق للصدور حزنا على مقتل الامام الحسين حفيد النبي محمد.

وقالت توران ان رجلا عمره 35 عاما اشعل النار في نفسه احتجاجا على القمع ومات في وقت لاحق. ومنطقة ناخيتشفان هي مسقط رأس عائلة الرئيس علييف وهي جمهورية تتمتع بالحكم الذاتي وتنفصل جغرافيا عن بقية أذربيجان وتقع بين ايران وأرمينيا.

وفي السنوات القليلة الماضية سعت الحكومة لاقناع الشيعة بالتوقف عن الطقوس التقليدية التي تراق فيها الدماء وقالت انه سيكون من الافضل بالنسبة لهم التبرع بالدم لمن يحتاجونه من المرضى.

وتتودد الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الى أذربيجان بسبب احتياطياتها من النفط والغاز الطبيعي في بحر قزوين. وتقول أذربيجان انها أحبطت عددا من محاولات متشددين اسلاميين لشن هجمات على سفارات غربية في العاصمة باكو.

لكن منتقدي الحكومة يتهمون السلطات بأنها تمارس ضغوطا على المجتمع الاسلامي بالدولة بما في ذلك اغلاقها لعدد من المساجد. وكثيرا ما توجه جماعات حقوق الانسان اتهامات لسلطات أذربيجان بأنها تفرض قيودا على الحريات.