في وقت اجتمع وزير الخارجية الإيراني منو شهرمتكي اليوم مع المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني فقد رفض 30 نائباً عراقياً زيارته لبلدهم وعارضوا إجراء المسؤولين العراقيين مباحثات معه في ظل إحتلال بلاده لحقل نفطي عراقي.

لندن: اجتمع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في اليوم الثاني من زيارته الى العراق في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) اليوم مع المرجع السيستاني حيث لم تترشح بعد الموضوعات التي تمت مناقشتها بين الطرفين وذلك في ختام مباحثات رسمية اجراها في بغداد امس مع الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري تركزت على احتلال قوة إيرانية لحقل الفكة النفطي العراقي الجنوبي واعلن بعدها عن اتفاق البلدين على بدء لجان مشتركة الاسبوع المقبل لتثبيت جدودهما البرية والمائية.

وقال النواب العراقيون الثلاثون في بيانهم انه quot;عقب زياره وزير الخارجية الإيرانية واعتداءات النظام الإيراني على اراضينا ومياهنا نحن اعضاء في مجلس النواب العراقيquot; فانه يجب على الجانب الإيراني ان ينسحب من حقل الفكة الذي احتلته قواته وعلى الجانب العراقي والحكومة ان لايقبل اي تفاوض قبل انهاء الاحتلال.. وان يكون للحكومة العراقية موقف واضح وحاسم تجاه التدخلات الإيرانية السافرة لأن احتلال الفكة هو المساس بسيادة العراق واهانة بمشاعر الشعب العراقي و نرفض أي تنازل عن حقوق العراق الوطنية السيادية رفضاً قاطعاً كما قالوا في بيان تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه.

ودعا النواب الى وضع حد للتجاوزات الإيرانية على المياه الاقليمية العراقية من خلال اعتقال الصيادين العراقيين وان تدرك إيران بأنه ليس من مصلحتها أن تتدخل في الشوؤن العراقية. وينتمي النواب الذين اصدروا البيان الى قوى وحركات سنية وعلمانية معارضة للتدخل الإيراني في شؤون العراق. ومن جانبه قال النائب سامي العسكري عن الائتلاف العراقي الشيعي واحد المقربين من رئيس الوزراء نوري المالكي ان وصف متكي لحقل الفكة بانه مشترك بين البلدين امر غير مقبول. وكان المالكي ابلغ متكي خلال اجتماعهما استغرابه من احتلال قوات بلاده للحقل واصفا التصرف بانه غير مبرر.

ومن جهته اعتبر نائب رئيس الوزراء السابق الامين العام لحركة ابناء الرافدين سلام الزوبعي زيارة متكي للعراق خرق فاضح للسيادة العراقية. واضاف الزوبعي في بيان صحافي ان الزيارة دليل على ضعف الحكومة وغض الطرف على التجاوزات الإيرانية حيث يريد متكي تحقيق مكاسب في استثمار النفط في حساب سياسة العراق وممارسة لي الذراع. ودانوا الزيارة وطالبوا إيران بالانسحاب الفوري من الاراضي العراقية وانهاء احتلال الفكة وعدم التدخل في شؤون العراق قبل تبني اي حل دبلوماسي.

اما رئيس تجمع عراقيون اسامة النجيفي فقد اكد ان زيارة متكي غير مرحب بها لانها تأتي في ظل إستمرار الإعتداءات والتجاوزات الإيرانية بشكل سافر على سيادة العراق وإصرار حكومة طهران على التدخل بشؤونه الداخلية وسيما في الملفين الأمني والسياسي.

وكان زيباري اعلن امس انه اتفق مع متكي على تطبيع الأوضاع الحدودية وعودة الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً في إشارة إلى الإنسحاب من حقل الفكة النفطي. واضاف أن اللجان الفنية المشتركة لترسيم الحدود بين البلدين البالغ طولها 1400 كيلومترا ستعقد اجتماعاً الاسبوع المقبل. وكانت قوة عسكرية إيرانية دخلت الشهر الماضي إلى الأراضي العراقية وسيطرت على البئر الرابع من حقل الفكة النفطي الذي يقع شرق مدينة العمارة بمحافظة ميسان (375 كلم جنوب بغداد) الامر الذي أثار أحتجاجات رسمية وشعبية عراقية واسعة دفعت السلطات الإيرانية لسحب هذه القوة إلى مسافة 50 مترا من البئر وانزلت العلم الإيراني الذي كانت القوة رفعته فوق البئر النفطي.