طالب رئيس الوزراء الماليزي اليوم بالهدوء في اعقاب الاعتداء الذي تعرضت إليه كنيسة، ويأتي هذا الهجوم وسط تصاعد الخلاف حول استخدام كلمة quot;اللهquot; من قبل غير المسلمين.

كوالالمبور: دعا رئيس وزراء ماليزيا السبت الى الهدوء عقب تعرض كنيسة رابعة لاعتداء في آخر سلسلة من الهجمات التي تستهدف دور عبادة مسيحية. وتعرضت كنيسة quot;الراعي الصالح اللوثريةquot; جنوب غرب كوالالمبور الى هجوم بزجاجات المولوتوف، غداة اضرام النار في كنيسة في ضواحي العاصمة والقاء عبوات حارقة على مبان تضم كنيستين اخريين.

وتأتي هذه الهجمات وسط تصاعد الخلاف حول حق استخدام كلمة quot;اللهquot; من قبل غير المسلمين. ونظمت مجموعات اسلامية تظاهرات الجمعة ردا على قرار محكمة الاسبوع الماضي اعطى صحيفة كاثوليكية حق استخدام كلمة quot;اللهquot; بعد خلاف طويل مع الحكومة حول المسألة.

وفي زيارة الى احدى تلك الكنائس التي هوجمت، سعى رئيس الوزراء نجيب رزاق السبت الى تهدئة التوتر في الدولة المتعددة الثقافات التي يدين غالبية سكانها بالاسلام ويعيش فيها متحدرون من اصول صينية وهندية وشهدت نزاعات عرقية في السابق.

وقال نجيب ان quot;الاسلام يحرم علينا الاساءة لديانات اخرى او تدميرها، بالشكل الجسدي او بشكل اماكن عبادتهمquot;. واضاف ان quot;على جميع الاطراف ان تحافظ على الهدوء والا تتصرف بدافع العاطفةquot;. وخلال زيارته لكنيسة quot;مترو تابرناكلquot; التي لحقت اضرار بالغة في طابقها الاول بعد مهاجمتها بعبوات حارقة، اعلن نجيب تخصيص 500 الف رينغيت (نحو 148 الف دولار) لنقل موقع الكنيسةquot;.

وقال quot;هذا مساهمة مخلصة من الحكومة للحفاظ على الانسجام في المجتمعquot; وذلك خلال زيارته التفقدية للكنيسة مع وزارء كبار في الحكومة ومسؤولين من الشرطة. وفي موقعه على الانترنت مساء الجمعة، توعد رئيس الوزراء بعدم التساهل مع اي تهديد للانسجام العرقي.

وقال ان quot;تحقيقا بدأ بالفعل وسيتم احضار المتورطين امام القضاءquot;. وقال قائد الشرطة الوطنية موسى حسن ان قوانين امنية صارمة قد تطبق بحق الاشخاص الذين يقومون بنشر معلومات زائفة عن طريق الرسائل القصيرة، حول هجمات اخرى تستهدف كنائس.

واكد لوكالة فرانس برس في وقت سابق السبت، قبل وقوع الاعتداء على الكنيسة الرابعة انه quot;لم تجر اي اعتقالات بعد ولا نعلم ما اذا كان الفاعلون مسلمين او لا، كل ما نعرفه ان هناك شخصين على الاقل على دراجة نارية، لا نعرف جنسيتيهماquot;.

واثارت الهجمات انتقادات من جانب الحكومة وسياسيي المعارضة، فيما ادان quot;مجلس كنائس ماليزياquot; الهجمات بوصفها quot;اعمالا غير مسؤولةquot;. وقال هرمين شستري الامين العام للمجلس لفرانس برس quot;ندعو الحكومة للقيام بكل ما هو ممكن لضمان امن المسيحيين لكي يمارسوا طقوس العبادة بحرية وينبغي اتخاذ تدابير صارمة لتوقيف اولئك المتطرفينquot;.

وتصاعد التوتر الاسبوع الماضي عندما قررت المحكمة الماليزية العليا السماح لصحيفة quot;هيرالدquot; باستخدم اسم quot;اللهquot; بعد نزاع طويل بين الحكومة والصحيفة على استخدام كلمة quot;اللهquot; في القسم الذي تصدره بلغة المالاي.

وفي المعركة القانونية الطويلة، قالت الحكومة ان استخدام الكلمة يجب ان يقتصر على المسلمين.

وجرى تعليق الحكم الاربعاء بانتظار استئنافه، بعد ان قالت الحكومة انه يمكن ان يتسبب في نزاع عرقي.

وتعد اللغة والدين من المسائل الحساسة في ماليزيا المتعددة الاعراق والتي شهدت اعمال شغب عرقية دامية في عام 1969.

والخلاف على استخدام كلمة quot;اللهquot; واحد من سلسلة خلافات دينية اندلعت في السنوات الاخيرة وادت الى توتر العلاقات بين المالاي والمتحدرين من اصل صيني وهندي الذين يخشون من quot;اسلمةquot; البلاد.

ويشكل المسيحيون نحو 10 بالمئة من الماليزيين من بينهم نحو 850 الف كاثوليكي يتحدر نصفهم من جماعات من السكان الاصليين يعيش معظمهم في جزيرة بورنيو ويتحدثون لغة المالاي.