Photo

تتوجه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الى منطقة جنوب المحيط الهادي هذا الاسبوع في مسعى لتعزيز تحالفات رئيسية للولايات المتحدة بينما تضغط على اليابان لحل خلاف حول قاعدة عسكرية أميركية مهمة قد يضر العلاقات بين الدولتين.

واشنطن: ستبدأ جولة كلينتون التي تستمر تسعة أيام في هاواي حيث ستلتقي مع نظيرها الياباني كاتسويا أوكادا يوم الثلاثاء ثم تتوجه الى بابوا غينيا الجديدة ثم أستراليا ثم نيوزيلندا وجميعها دول تتمتع بعلاقات جيدة مع ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وليست الصين من بين الدول التي ستزورها كلينتون الا أنها ستكون على جدول الاعمال اذ تسعى وزيرة الخارجية الأميركية الى تقييم أسلوب حلفاء الولايات المتحدة القدامى في مواجهة النفوذ الاقتصادي والعسكري المتنامي لبكين في المنطقة.

وقال مايكل أوهانلون خبير الشؤون الامنية في معهد بروكينجز بواشنطن quot;أي دولة كبيرة في منطقة غرب اسيا والمحيط الهادي تصارع مع صعود الصين.. ماذا يعني ذلك لسياستها الداخلية والخارجية واقتصادها.

quot;لكل دولة نقاط ضعف أو حدود قوة محتملة.quot;

وفي رحلته الاسيوية في أكتوبر تشرين الاول وصف أوباما نفسه بأنه أول رئيس أميركي ذي توجه الى منطقة المحيط الهادي وأشارت كلينتون الى أنها ستعطي أولوية لرسم مستقبل العلاقات مع منطقة اسيا والمحيط الهادي.

وظهرت الية التحول جلية في اليابان حيث دخلت حكومة رئيس الوزراء يوكيو هاتوياما في خلاف مع واشنطن حول قاعدة فوتينما التابعة لمشاة البحرية الأميركية في جزيرة أوكيناوا - وهي مثال حي على التحالف الامني بين الولايات المتحدة واليابان الذي يتم عامه الخمسين هذا الشهر.

وتسعى حكومة هاتوياما التي يقودها الحزب الديمقراطي الى انتهاج سياسة خارجية أكثر استقلالا عن الولايات المتحدة وتعطل خطط نقل قاعدة فوتينما الى مكان اخر على جزيرة أوكيناوا مما أدى لاغضاب واشنطن.

ويقول مسؤولون أميركيون ان كلينتون ستضغط على أوكادا للتعهد بالالتزام بخطة جرى الاتفاق عليها عام 2006 لنقل القاعدة الى منطقة أقل ازدحاما من الجزيرة - بدلا من نقلها الى خارجها تماما كما يطالب كثير من أهل الجزيرة - رغم أن قليلين يتوقعون احراز تقدم فوري في هذا الصدد.

وقال جيف موريل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) للصحفيين quot;نأمل فقط أن يمكنهم الوصول الى حل ما في هذا الشأن في أسرع وقت ممكن حتى يمكننا أن نعود الى المسار الطبيعي.quot;
وستلقي كلينتون كلمة عن السياسة الأميركية تجاه منطقة اسيا والمحيط الهادي قبل أن تتوجه الى بابوا غينيا الجديدة حيث ستناقش موضوعات بيئية اذ تواصل الادارة الأميركية التركيز على التغير المناخي بعد قمة كوبنهاجن الصعبة التي جرت الشهر الماضي.

ويقول محللون ان محطتي كلينتون التاليتين وهما نيوزيلندا وأستراليا من المفترض أن تكونا أسهل رغم أن المناقشات ستشمل الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان وموضوعات نووية وتجارية الى جانب مناقشات صريحة حول الصين وأزمة البرنامج النووي الايراني.

وفي نيوزيلندا ستلتقي كلينتون مع رئيس الوزراء جون كي يوم الجمعة لتعزيز العلاقات مع حكومة يمين الوسط التي أنهت بفوزها في الانتخابات عام 2008 تسعة أعوام من قيادة حزب العمال الذي كان زعماؤه يعارضون عادة الولايات المتحدة.

وتحرص نيوزيلندا بشكل خاص على أن تلقي واشنطن بثقلها وراء محادثات اتفاق التجارة الحرة على جانبي المحيط الهادي والذي من شأنه أن يضم الولايات المتحدة ونيوزيلندا وفيتنام وبروناي وأستراليا وسنغافورة وتشيلي وبيرو.

وفي أستراليا ستلتقي وزيرة الخارجية الأميركية مع رئيس الوزراء كيفين رود يوم الاحد قبل الانضمام الى وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس في اجتماع سنوي مع نظرائهم الاستراليين من المتوقع أن يشهد مناقشات حول الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان.

ويوجد نحو 1500 جندي أسترالي في أفغانستان وهي أكبر قوة من دولة من خارج حلف شمال الاطلسي في الحرب ضد حركة طالبان. وتدفع واشنطن حلفاءها لارسال المزيد من الجنود بما ينسجم مع ارسالها 30 ألف جندي اضافي الى هناك لكن من المستبعد أن تزيد أستراليا وجودها العسكري في أفغانستان.

وقال مايكل فوليلاف المحلل السياسي الاسترالي بمعهد لوي في سيدني quot;لا أرى أي نزعة لدى الحكومة لزيادة عدد القوات ولا يبدو أن أحدا في واشنطن يضغط عليهاquot;.