تقرير: البلوي حث على مزيد من الهجمات

أثار تسجيل فيديو للأردني الذي قام بعملية ضد السي.آي.أيه بأفغانستان تساؤلات بشأن قدرات طالبان باكستان.

إسلام آباد: ترك تسجيل فيديو لمفجر قتل سبعة ضباط بوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.أيه) في أفغانستان وهو يجلس بجوار زعيم طالبان باكستان انطباعا بان الحركة ربما لعبت دورا رئيسيا في ثاني أكبر هجوم في تاريخ السي.آي.أيه. لكن محللين يقولون ان طالبان الباكستانية التي يتزعمها حكيم الله محسود لم تقدم في الاغلب سوى مساعدة تنظيمية للعملية التي نفذها الاردني همام خليل أبو ملال البلوي وكانت من تدبير القاعدة على الارجح.

والى أن ظهر تسجيل الفيديو وأثار تساؤلات بشأن قدرات طالبان باكستان كان محسود يعرف أساسا كزعيم لطالبان لا يعرف الهوادة عاقد العزم على الاطاحة بحكومة اسلام اباد الموالية للولايات المتحدة وليس على التسلل الى مراكز السي.آي.أيه خارج البلاد. كانت طالبان الباكستانية قد نفذت من قبل هجمات متطورة ضد منشات قوات الامن الباكستانية واستفادت من صلاتها بالقاعدة لكن لم يظهر ما يشير الى انضمامها الى التنظيم الذي يضم جماعات متشددة في مناطق مختلفة من العالم.

ويرى المحللون ان الفيديو يظهر في الاغلب أن بوسع طالبان الباكستانية تقديم مساعدات تتعلق بالامداد والتموين لمتشددين مثل البلوي الذي ربما يكون قد تنقل في مناطق خاضعة لسيطرتها بهدف الوصول الى القاعدة الأميركية في شرق افغانستان حيث فجر نفسه. يقول كامران بخاري المدير الاقليمي لمنطقة الشرق الاوسط وجنوب اسيا لدى مؤسسة ستراتفور لتحليل معلومات المخابرات quot;ينحصر عملهم في باكستان وأظن انهم كانوا محظوظين لان هذا الرجل تحدث اليهم.quot;

وفجر البلوي نفسه يوم 30 ديسمبر كانون الاول داخل قاعدة تشابمان الأميركية وهي مجمع شديد التحصين في اقليم خوست في جنوب شرق افغانستان فقتل سبعة من عناصر سي.آي.أيه وضابطا أردنيا. وفي تسجيل الفيديو الذي لم يتسن على الفور التحقق من صحته كان البلوي يجلس القرفصاء مرتديا سترة خضراء مموهة يشرح كيف عرضت عليه الولايات المتحدة وحليفها الاردن الملايين للتجسس على quot;المجاهدينquot;.

ويقول انه بدلا من ذلك نقل أسرارا أميركية وأردنية من أسرار الدولة لرفاقه الاسلاميين. كان محسود يجلس بهدوء ولا يكاد يتحرك بينما كان البلوي يقول ان الهجوم يأتي انتقاما لمقتل زعيم طالبان الباكستانية بيت الله محسود في هجوم أميركي بطائرة بدون طيار العام الماضي ويدعو لشن هجمات داخل الولايات المتحدة وخارجها. كان البلوي في حاجة الى دعم تنظيمي. ويقول محللون ان طالبان باكستان كانت هي الخيار المنطقي فهي أشهر جماعة متشددة في باكستان ويبدو أنها الاسهل في الاتصال بها.

ويعتقد المحللون أنه مقابل المساعدات التنظيمية وافق البلوي على الارجح على الظهور في التسجيل والربط بين واحد من أدمى الضربات في تاريخ السي.آي.أيه وبين قتل بيت الله محسود مما عزز بقوة من حملة طالبان باكستان الدعائية رغم أن الكثيرين لا يساورهم شك في أن القاعدة هي التي اختارت السي.آي.أيه كهدف ودبرت العملية. وعزز شريط الفيديو مكانة حكيم الله في دوائر المتشددين وبعث برسالة تحد الى القوات الباكستانية التي دمرت قواعده في وزيرستان الجنوبية.

ولم يتضح متى أو أين سجل الشريط. قال بخاري quot;يستغل حكيم الله التسجيل قطعا. طالبان تحاول الاستفادة منه.quot; وتخضع باكستان لضغوط هائلة من الولايات المتحدة لسحق كل الجماعات المتشددة على حدودها الشمالية الغربية مع افغانستان بما في ذلك مقاتلون من طالبان الافغانية تعتبرهم اسلام اباد حلفاء استراتيجيين.

ويتوقع المحللون ان يشجع التسجيل واشنطن على تصعيد الهجمات بطائرات بدون طيار في المنطقة حتى وان تسبب هذا في توتر العلاقات مع باكستان واذكاء المشاعر المعادية للولايات المتحدة في البلاد. يقول بخاري quot;من وجهة النظر الأميركية هناك الكثير من الاشرار في شمال غرب باكستان ينبغي ضربهم بقوة. هذا التسجيل لم يغير أي شيء في الواقع.quot;

ومن بين الاسئلة الملحة التي يرجح أن تدور داخل وكالة المخابرات الأميركية هو ما اذا كانت شبكة حقاني الافغانية المتصلة بالقاعدة والمتمركزة في شمال غرب باكستان ضالعة في الهجوم. فوصول البلوي الى القاعدة الأميركية كان يتطلب المرور عبر المناطق الخاضعة لقبضة جماعة حقاني.

واذا ما تأكدت واشنطن أن جماعة حقاني أعطت الضوء الاخضر فستصعد الضغوط على باكستان من أجل استئصال الشبكة وهو أمر طالما قاومته باكستان لاسباب استراتيجية. يقول زاهد حسين الخبير في شؤون الجماعات المتشددة quot;ستزيد الضغوط على باكستان لانه سيتبين أن هناك تنسيقا وثيقا بين هذه الجماعات.quot;