تبحث الأمم المتحدة سبل عقد جولة مفاوضات جديدة بين المغرب والبوليساريو. وفي هذا الإطار يكثف المبعوث الشخصي للأمم المتحدة الدبلوماسي الأميركي كريستوفر روس جهوده لتقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع حول الصحراء.


الدار البيضاء
: يكثف المبعوث الشخصي للأمم المتحدة الدبلوماسي الأميركي، كريستوفر روس، حاليًا جهوده لتقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع حول الصحراء، استعدادًا لعقد لقاء غير رسمي، في الأسابيع المقبلة، سيكون الثاني من نوعه، بعد اللقاء الأول الذي جمعهما، الصيف الماضي، في فيينا بالنمسا.

وكشفت مصادر متطابقة أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يحرك هذا الملف في إتجاه إجراء جولة من المفاوضات، وهو ما يفيد أن اللقاء المرتقب سيصب في إتجاه تحقيق هذا الهدف.

وقال عبد العزيز قراقي، أستاذ جامعي في العلوم السياسية في الرباط وناشط في مجال حقوق الإنسان، quot;هذا اللقاء فرضته مجموعة من الأحداث أبرزها الكيفية التي تطور بها ملف أمينتو حيدر. فهذه القضية جرى دفعها دفعًا في أجندة مجموعة من المسؤولين الدوليين، في مقدمتهم الأمين لعام للأمم المتحدة بان كي مونquot;.

وأمام هذا الوضع، يشرح المحلل السياسي في تصرح لـ quot;إيلافquot;، quot;بات من الضروري أن يجرى تنظيم لقاء آخر بين المغرب والبوليساريو، بهدف حسم مجموعة من القضايا، وترك باب المفاوضات مفتوحًاquot;، مشيرًا إلى أن quot;الملف آن الأوان لحله، لأنه في أي لحظة يمكن أن يتخذ أبعاد لا يمكن توقعها. وعلى هذا الأساس تبين للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأميركا، وغيرها، أن هذا الملف مفتوح على عدة احتمالات، خاصة أن لا أحد كان يتوقع أن تتحول قضية أمينتو حيدر من قضية عادية إلى ما هو أكبرquot;.

وذكر عبد العزيز قراقي أن quot;هذا الحادث جعل الأمين العام للأمم المتحدة يدرك أن أشياء أخرى يمكن أن تحدث، وهو ما سيضطره إلى اتخاذ مواقف أخرى، ما دفعه إلى تحريك ورقة اللقاءات حتى يبقى باب التفاوض على الأقل مفتوحًاquot;، مبرزًا أنه quot;حتّى الآن لا أحد يعرف من أين يبدأ، والكل يعلم أن المسألة تقف وراءها الجزائر، التي، في رأيي، إذا لم تقبل لن تقبل البوليساريوquot;.

من جهته، قال محمد ضريف، الباحث وأستاذ العلوم السياسية في جامعة المحمدية، إن quot;الممثل الأممي بصدد إعداد لقاء ثان غير رسمي. طبعا من خلاله يحاول التعرف إلى مواقف الطرفين معًا، التي تبدو واضحة جدًّا، ألا وهي تشبث المغرب بمقترح الحكم الذاتي، فيما ترفضه جبهة البوليساريو، التي تحاول أن تستغل حدثي أمينتو حيدر، والانفصاليين السبعة، الذين تجري محاكمتهم حاليًا، للتأكيد على أن هناك أصوات من الداخل تنادي بالانفصالquot;.

وأوضح محمد ضريف، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;اللقاء الثاني لن يؤدي إلى تطور قد يساعد على استئناف المفاوضات، التي تجمدت في الجولة الرابعةquot;.

وعقدت اربع جولات من المفاوضات الرسمية في مانهاسيت (نيويورك) بين المغرب والبوليساريو، ولكنها لم تسفر عن تقارب في وجهات النظر وعن تسوية للنزاع.

ويقترح المغرب خطة واسعة للحكم الذاتي تحت سيادته من اجل وضع حد للنزاع في الصحراء الغربية في حين تطالب جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر باستقلال المستعمرة الاسبانية السابقة التي احتلها المغرب بعد الانسحاب الاسباني ويدير شؤونها منذ 1975.

وكان رئيس الوزراء المغربي، عباس الفاسي، قد دعاالجزائر إلى quot;التحلي بالحكمة والتبصرquot; لتجاوز الخلافات القائمة مع المغرب بسبب قضية الصحراء.

وقال زعيم حزب الاستقلال، في مهرجان خطابي في العيون كبرى مدن المحافظات الصحراوية، quot;إذا كان حكام الجزائر يركزون على التسلّح والتحرش ضد المغرب، ومن أجل الهيمنة على المنطقة، فإن المغرب يركز على معركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسعي إلى بناء الاتحاد المغاربيquot;.