يؤكد الرئيس اللبناني أن بلاده كانت سباقة في محاربة الإرهاب، فيما أبدى ميشال سليمان استياءه من بعض المواقف الصادرة بشأن القرار 1559 والتي شككت بما صرح به عن عدم التطرق لهذا الموضوع في محادثاته مع الرئيس الأميركي، ودعا أيضا وسائل الإعلام لتعزيز أجواء التوافق في لبنان.

بيروت: قال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان انه حمل مستشار الأمن القومي الأميركي جيمس جونز الذي استقبله اليوم والوفد المرافق له رسالة الى الرئيس باراك أوباما تتعلق باعتراض لبنان على التدابير الأميركية في حق المسافرين اللبنانيين في المطارات الأميركية ومشروع القانون الأميركي الذي سيقره الكونغرس لجهة منع قنوات لبنانية من البث عبر الأقمار الصناعية بحجة إثارتها الكراهية ضد الشعب الأميركي.

واعتبر سليمان الاجرائين الأميركيين مترابطان ويصبان في إطار الادعاء بمحاربة الارهاب. وأكد رئيس الجمهورية خلال لقائه رئيس واعضاء المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع ورؤساء مجلس ادارة ومديري المحطات المرئية والمسموعة ان لبنان كان سباقاً في محاربة الارهاب وقد أبلغ ذلك للرئيس الأميركي خلال زيارته الأخيرة الى واشنطن مذكراً باحداث الضنية في العام 2000 والمعارك التي دارت بين الجيش اللبناني وعناصر أصولية والتي استشهد على إثرها عدد من الضباط والجنود، لافتاً الى ان المسؤولين الأميركيين يومها أبدوا انتقادهم لمقتل احد هذه العناصر المدعو quot;أبو عايشةquot; لحيازته على الجنسية الأميركية.


كما توقف عند المواجهات التي جرت في مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني وعناصر من تنظيم quot; فتح الاسلام quot; واستمرت أكثر من شهرين وسقط جراءها عدد كبير من الضباط والجنود . وأعلن الرئيس سليمان ان موضوع القرار الأميركي بشأن الاعلام بحث مطولاً في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء وقد زود وزير الاعلام اللبناني بتوجيهات لطرحه في اجتماع وزراء الاعلام العرب المنوي عقده في القاهرة في الرابع والعشرين من الشهر الجاري بعد ان نجح لبنان في ادراج هذه المسألة على جدول أعماله آملاً الخروج بموقف عربي موحد ازاءه.

وأبدى الرئيس ميشال سليمان تفاؤلاً في حصول تقدم على صعيد عملية السلام بعد ان سمع من الرئيس أوباما بأنه مصمم على تحقيق تقدم في هذه العملية رغم معرفته باعتراضات وعراقيل قد يواجهها سواء في الداخل الأميركي أو من قبل إسرائيل.

وفي رد على سؤال حول موقفه من القرار 1559 أبدى سليمان استياءه من بعض المواقف الصادرة بهذا الخصوص والتي شككت بما صرح به عن عدم التطرق لهذا الموضوع في محادثاته مع الرئيس الأميركي، موضحاً انه ليس ممن يعمدون الى اعتماد لغتين في عمله السياسي ، فحين يعلن بانه لم يبحث القرار 1559 مع الرئيس أوباما فهو يعني ما يقول، وهذا ما حصل بعد لقائه الرئيس الأميركي . أما مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فالامر مختلف إذ صرح على باب الاليزيه وفي حضور الرئيس الفرنسي انه والأخير لم يتناولا القرار 1559 وموقف لبنان منه. وأبلغ سليمان الحاضرين ان لبنان يتطلع اليوم لتطبيق القرار 1701 الذي يتضمن كل القرارات السابقة.

هذا وتمنى رئيس الجمهورية على وسائل الاعلام ان تساعد في تعزيز اجواء الوفاق التي يعيشها لبنان ، وان تتصرف كما يتصرف الأب مع أبنائه حين يمتنع عن النطق بالفاظ يرى انها تضر بنشأتهم . وفيما يخص التهديدات الاسرائيلية بشن حرب على لبنان قال الرئيس سليمان ان بوحدة اللبنانيين وتفاهمهم يمكن مواجهة أي عدوان يستهدفنا والحاق الهزيمة به، محذراً من اسرائيل تعمل جاهدة لضرب الوفاق اللبناني ومن هنا علينا التنبه لهذا المخطط وتفويت الفرصة على كل من يحاول النيل من استقرارنا.

هذا ونوه سليمان بالديمقراطية الميثاقية أو الديمقراطية التوافقية معتبراً انها الأصح لافتاً الى ان دولاً عدة بدأت في اعتمادها.