بعد مرور عقد من الزمن على أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول لايزال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يشكّل هاجسًا أمنيا للولايات المتحدة الأميركية التي نشرت صوراً رقمية حديثة له وعلامات الشيخوخة تبدو على وجهه في محاولة لملاحقته والقاء القبض عليه.

القاهرة: رغم مرور ما يقارب التسع سنوات على أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول التي عاشت بسببها الولايات المتحدة واحداً من أتعس العقود الزمنية على مدار تاريخها سياسيا ً وعسكريا ً، مازال يشكل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، هاجساً أمنيا ً، للدوائر الاستخباراتية والعسكرية والسياسية كافة في واشنطن. وإلى الآن، مازالت المحاولات التي تبذلها أميركا بغية الإيقاع به مستمرة على قدم وساق.

وفي هذا الإطار، نشرت اليوم صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً أشارت فيه إلى ذلك الجهد الذي قام من خلاله مكتب التحقيقات الفيدرالي quot;FBIquot; بالتعاون مع وزارة الدفاع الأميركية quot;البنتاغونquot; بنشر صور حديثة لزعيم تنظيم القاعدة وعلامات الشيخوخة تبدو على وجهه، في محاولة لإظهار الهيئة التي يبدو عليها الآن بعد مرور كل هذه السنوات، ليتمكنوا من ملاحقته وإلقاء القبض عليه ومن ثم تقديمه إلى العدالة في نهاية المطاف.

هذا وقد أقدم المختصون الذين قاموا بتصميم تلك الصور ( المُحسنة رقميا ً ) للمرة الأولى بإدخال بعض التعديلات التقنية في ملامح وجه زعيم التنظيم بما يتلاءم مع فترة التسع سنوات المنقضية، والتي تعرضت فيها لبعض التغييرات من دون أدنى شك، وطغت عليها ملامح الكهولة بعض الشيء. وقد مال فنانو الطب الشرعي التابعون للـ FBI إلى استخدام تقنيات تحسينية متطورة في مختبر في كوانتيكو في ولاية فرجينيا الأميركية لرسم صورتين، أولهما تظهر بن لادن وهو مرتدٍ لملابس غربية بشعر رأس أسود ورمادي مموج ولحية صغيرة. والثانية، يظهر فيها بزيه النمطي المعروف عنه كزعيم إرهابي لتنظيم القاعدة، بعمامة رأس بيضاء ولحية رمادية كثيفة.

هذا وقد قام الـ FBI أيضا ً بنشر مجموعة من الصور quot; ذات الملامح المُسِنةquot; لسبعة عشر إرهابياً آخر تسعى الولايات المتحدة لإلقاء القبض عليهم. وفي السياق ذاته، قالت صحيفة التلغراف البريطانية إن بن لادن واحد من ثمانية عشر شخصا ً يشتبه في انتمائهم لتنظيمات إرهابية، تم إدراجهم على موقع quot;مكافآت من أجل العدالةquot; التابع لوزارة الخارجية الأميركية على شبكة الإنترنت. وبحسب الصحيفة، فإن ذلك البرنامج يعرض مكافآت ضخمة لمن يوفر معلومات تقود لاعتقال وإدانة بعض ممن يُوصفون بأنهم العقول المدبرة التي تقف وراء الهجمات الإرهابية الدولية.

ونقلت الصحيفة عن روبيرت إيكرت، المدير المساعد لمديرية تحليل وتهديد المعلومات التابعة للأمن الدبلوماسي والمنوط بالإشراف على برنامج مكافآت من أجل العدالة، قوله :quot;نأمل أن يتمكن الأشخاص بفضل تلك الصورة المتطورة تقنيا ً من التعرف إلى هؤلاء الأفراد المشتبه في انتمائهم لتنظيمات إرهابية ومن ثم الاتصال ببرنامج مكافآت من أجل العدالة لتوفير معلومات تقود لاعتقالهم. أما لويس غريفر، مساعد المدير التنفيذي لقسم العلوم والتكنولوجيا في مكتب التحقيقات الفيدرالي، فقال:quot;تعتبر تلك الصور الجديدة أمثلة قوية تبين إلى أي مدى بات من الممكن الاستعانة بالتطورات التكنولوجية والعلمية للمساعدة في ضبط وإحضار المطلوبين أمنيا ً للعدالةquot;.

وتابع غريفر بقوله :quot; يستعين الـ FBI وسيستعين بالقدرات التقنية والبيولوجية المتطورة على صعيد الطب الشرعي في ما يتعلق بأصعب القضايا التي تواجهنا. ونحن إذ نقوم الآن جنبا ً إلى جنب مع كثيرين من شركائنا، هنا بالداخل و في الخارج، بتوجيه الدعوة إلى الجمهور لمساعدتنا على تحديد أماكن الأشخاص الذين يهددوننا ومن ثم إيداعهم في السجنquot;.