يتقدم ملياردير محافظ بفارق ضئيل قبل جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التي تجرى في تشيلي يوم الاحد في حين يسعى لإنهاء 20 عاما من حكم يسار الوسط لكنه يصارع شبح الحاكم المستبد السابق أوجستو بينوشيه.

سنتياغو: ينظر لسباستيان بينيرا قطب صناعة الطيران على أنه سيفوز بفارق ضئيل على ادواردو فري وهو رئيس سابق من كتلة اليسار التي تحكم تشيلي أكبر منتج للنحاس في العالم منذ نهاية حكم بينوشيه الذي استمر من 1973 الى 1990 . وسيمثل فوز بينيرا الذي تلقى تعليمه في جامعة هارفارد تحولا جهة اليمين في منطقة يهيمن عليها الحكام اليساريون من فنزويلا وحتى الأرجنتين لكن ليس من المتوقع حدوث تغييرات كبرى للسياسة الاقتصادية أيا كان المرشح الفائز.

والكثير من مواطني تشيلي مستاءون من ائتلاف quot;تفاهم الاحزاب من أجل الديمقراطيةquot; الحاكم ويقولون ان الحكومة كان يمكنها أن تستخدم بصورة أفضل مليارات الدولارات من المدخرات التي نتجت عن ارتفاع في أسعار النحاس. كما أنهم ملوا من هيمنة الحرس القديم على السياسة. وقالت سليفيا ساليناس وهي ربة منزل من ضاحية متواضعة في رنكا على مشارف سانتياجو quot;بقى تفاهم الاحزاب من أجل الديمقراطية في السلطة لفترة طويلة جدا. حان وقت التغيير... علينا أن نمنح بينيرا فرصة.quot;

وأظهر استطلاع أجرته المؤسسة الدولية لأبحاث السوق والآراء (موري) يوم الاربعاء فوز بينيرا في جولة الاعادة بحصوله على 50.9 في المئة من الاصوات مقابل 49.1 في المئة لفري مع وجود هامش خطأ ثلاث نقاط مئوية. وحصل بينيرا الذي يحتل رقم 701 في قائمة فوربس لأغنى الشخصيات في العالم على 44 في المئة في الجولة الاولى التي أجريت في 13 ديسمبر كانون الاول في حين حصل فري على 29.6 في المئة. وكانت المرة الاولى التي يتفوق فيها اليمين على اليسار في انتخابات رئاسية منذ عودة تشيلي الى الحكم الديمقراطي عام 1990 .

وعندما أصبحت المنافسة منحصرة بين كل من فري وبينيرا تسارعا لكسب رضا أنصار مرشح مستقل انفصل عن الائتلاف الحاكم وسبب انقساما في اليسار واحتل المركز الثالث بحصوله على 20 في المئة ولم يخض جولة الاعادة. وفي النهاية منح المنتج السينمائي السابق ماركو انريكيز أمينامي دعما فاترا لفري يوم الاربعاء وربما يكون دعمه عاملا مؤثرا في السباق ولكن محللين يقولون ان هذا الدعم ربما يكون أقل مما ينبغي وجاء بعد فوات الأوان.

وكان أحد أشقاء بينيرا وزيرا خلال حكم بينوشيه كما أن بعضا من مساعديه كانوا يعملون في النظام المستبد ووجد بينيرا نفسه في موضع الدفاع بعد أن صور فري اليمين الذي يقوده بينيرا على أنه وريث بينوشيه. ويتساءل بعض المحللين ما اذا كان الخوف من بينوشيه سيكون عاملا في تحويل الناخبين لصالح فري. وتعهد بينيرا باصلاح المؤسسات المملوكة للدولة لتعزيز فاعليتها ووعد بتوفير مليون فرصة عمل وزيادة النمو الاقتصادي الى ستة في المئة سنويا في المتوسط بعد انكماش عام 2009 في غمار أول فترة ركود منذ الأزمة الآسيوية قبل عشر سنوات.

لكن منتقديه يقولون ان خطته تعتمد بشكل زائد على القطاع الخاص في توفير فرص العمل وعلى استمرار انتعاش الاقتصاد العالمي بما يبقي الطلب على النحاس مرتفعا. كما أن بينيرا يمكن أن يواجه أيضا صعوبات في تمرير الاصلاحات عبر برلمان منقسم. وفي نفس الوقت تعهد فري الذي أثر الركود بالسلب على توليه الرئاسة من 1994 الى 2000 بمواصلة سياسات الرعاية الاجتماعية للرئيسة ميشيل باشيليت التي تحظى بشعبية كبيرة ويقول ان من أولوياته اصلاح قطاع العمالة.