quot;كيف يمكن للصحافي العربي أن يكتب قصصاً خبرية وهو لا يقرأ على الأقل ما يوازي مايكتبهquot;، ذلك ما خلصت إليه إجابة الدكتور مأمون فندي مدير برنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن، حينما تساءلت صحافيون سعوديون عن دور المؤسسات الصحافية العربية وأهدافها المهنية، حيث انتقد بشدة الإعلام العربي بكافة مناحيه وتفرعاته.

سعيد الجابر ومحمد سعود: الدكتور مأمون فندي كان قد أشبع تساؤلات الحضور إجابةً وتفصيلا، وذلك في ثنايا المحاضرة التي نظمها معهد الأمير أحمد بن سلمان التطبيقي في الرياض بعنوان: quot;تغطية الإعلام العربي للسياسة الأميركية وتغطية الإعلام الأميركي للسياسة العربيةquot;، إذ أشار مأمون فندي إلى أن quot;إدارة السمعة التي لا نجدها غالباً في الوطن العربي، تكلّف الحكومة الإسرائيلية ما مقداره 25 مليون دولار شهرياً، للترويج لإسرائيل والجوانب الرئيسة ذات العلاقة بها والمحسوبة عليهاquot;.

وقال فندي إن الهجوم الإعلامي الأميركي على السعودية وبعض الدول العربية مجرد موجات عابرة لن تلبث حتى تهدأ.

وانتقد فندي العقل الجمعي العربي في تعاطيه مع الخبر إذ ألمح أن المجتمعات العربية لا تهتم سوى بالمقدس والديني الذي يجد صداه بسرعة, مؤكداً أن هذه المجتمعات تتقبل كل شيء حتى لو لم يكن حقيقياً وليس لها مصدر ولا وجود وضرب بما صاحب مباراة الجزائر ومصر من أحداث كثيرة كانت في غالبها غير حقيقية.

كما نفى الدكتور فندي أنه متحامل على قناة الجزيرة القطرية، فيما كان قد أشار في كتاباتٍ سابقةٍ له إلى أن quot;مقولته: قناة الجزيرة (في) قطرquot; تعني أن quot;القناة مزروعة في قطر، وشدد بذلك على حرف الجر quot;فيquot; بدلاً عن الحرف quot;منquot; والذي يوحي بأن القناة مزروعة في قطر لمصلحة آخرين، ولا تعبر عن الدولة، أو انها ليست نبتا أصيلا نابعا منها. واستند حينها إلى حديث أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في إحدى المناسبات بـ لندن أثناء إجابة الأمير على سؤال حول الجزيرة يوحي بأنها (في قطر) وليست (من قطر)quot; وأضاف حول الإعلام العربي ككل أن هناك الكثير يخطئون عندما يسجلون السبق الإعلامي لحادثة أبو غريب للإعلام العربي , بل هو نتاج وصناعة قناة cbs،

وأشار مأمون فندي في معرض حديثه، إلى أن quot;الجميل في المجتمع السعودي أنه لا يزال في معزل عن أيديولوجيا العالم الخارجي ولم يتأثر بالتيارات الخارجية التي تشعبت داخل أروقة الدول وأصبحت تنهش في أجساد الشعوب، وأرجع ذلك إلى السياسة المتينة للدولة، والقدرة المالية الضخمة التي جعلت من المجتمع السعودي العيش في رغد وأمانquot;.

المحاضرة التي ألقاها مدير برنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن، جاءت ضمن أهداف التطوير الإعلامي للصحافيات والصحافيين السعوديين وتناول خلالها سمات تغطية الإعلام العربي للسياسة الأميركية، واشكاليات الإعلام العربي في فهم السياسة الأميركية، وكيفية تحويل أنماط التناول السلبي إلى نمط إيجابي فاعل، كما استعرض نماذجٍ إيجابية لتغطية عربية للسياسة الأميركيةquot;.

من جانبه، أشار الدكتور عبدالله الدليقان العضو المنتدب لمعهد الأمير أحمد بن سلمان التطبيقي، أن المعهد سيستمر في تقديم مثل هذه المحاضرات مع نخبة مختارة من الإعلاميين العرب والدوليين في تقديم حلقات التطوير الإعلامي ضمن لقاءات تفاعلية مع العاملين في الصحافة السعودية بمن فيهم صحافيو الإذاعة والتلفزيون؛ حيث يتحدث المحاضر في الموضوع المختار ويستقبل الأسئلة والمداخلات والتعقيبات.

يُذكر أن الدكتور مأمون فندي تناول في ثنايا المحاضرة موضوعات حيوية طالما شغلت بال الصحافي السياسي، وتهدف إلى تطوير مهارات المشاركات والمشاركين، ونقل تجربته في الإعلام كأستاذ جامعي مصري عالمي، ويعمل مديرا لبرنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في العاصمة البريطانية لندن.