طرابلس: تمكن رجال دين مسلمون ومسيحيون في شمال لبنان من تحقيق مصالحة بين عائلة فتاة اتهمت استاذها بمحاولة نزع حجابها في المدرسة ومسؤولي المدرسة، حرصا على quot;العيش المشتركquot; في المنطقة، كما قال المفتي مالك الشعار مساء اليوم الثلاثاء. وجاء كلام مفتي الشمال للسنة اثر لقاء ضم رجال الدين وفاعليات في المنطقة وعائلة البعريني التي اتهمت الاستاذ المعني المسيحي شارل عنداري بمحاولة نزع حجاب ابنتها غوى.

وافاد مشاركون في الاجتماع الذي عقد في دار الافتاء في طرابلس، اكبر مدن الشمال، واستمر اربع ساعات لوكالة فرانس برس ان المفتي تعهد سحب الشكوى المرفوعة على الاستاذ ومدير المدرسة الرسمية يوسف بشارة مقابل اعتذار علني عن الحادث.

وفي المؤتمر الصحافي، قال مدير المدرسة quot;ما حصل يمكن ان يحصل في اي لحظة واي وقت ومع اي شخص، وانا اقدم اعتذاري باسمي وباسم كل الاساتذة وباسم المدرسةquot;. وقال المفتي الشعار من جهته quot;نحن مع العيش المشترك والوحدة الوطنية ولا نريد تكرار مثل هذا الامرquot;. وشكر احمد البعريني، والد غوى، المفتي على تدخله، وحصلت مصافحات بينه وبين عنداري وبشارة.

وكان البعريني تقدم بشكوى امام القضاء ضد عنداري متهما اياه بquot;محاولة نزع حجابquot; ابنته القاصر في تصرف اعتبره quot;اساءة الى دينه الاسلاميquot;، بحسب ما قال لوكالة فرانس برس الجمعة. كما اتهم مديرالمدرسة الواقعة في بلدة دار بعشتار (نحو 20 كيلومترا جنوب طرابلس) quot;بالتضامن مع الاستاذquot;.

وغالبية سكان دار بعشتار من المسيحيين، الا ان المنطقة بشكل عام مختلطة. ولم يسجل مثل هذه الحوادث فيها من قبل. كما لم يسجل اي حادث يذكر ذي بعد طائفي في المنطقة منذ انتهاء الحرب الاهلية (1975-1990). وافاد المشاركون في الاجتماع ان شخصيات سياسية على مستوى عال تدخلت في القضية quot;للحؤول دون استغلالها ومحاولة تحويلها الى صدام مسيحي اسلاميquot;.