قرر مجلس الوزراء الإسباني خلال اجتماعه الأسبوعي ليوم الجمعة ، منح عمر عزيمان، سفير المغرب لدى إسبانيا ، وسام quot;الملكة إيزابيلا الكاثوليكية quot; وهو الأرفع في البلاد، تقديرا للخدمات التي قام بها من أجل توثيق العلاقات بين البلدين الجارين.

الرباط:يستعد الدبلوماسي المغرب لمغادرة مدريد ، بعد أن عينه العاهل المغربي الملك محمد السادس على رأس اللجنة الاستشارية التي عهد إليها وضع تصور لنظام الجهوية (المناطق) الذي يعتزم المغرب تطبيقه مستقبلا في عموم البلاد بما فيها المحافظات الصحراوية الجنوبية.

وباشر، عزيمان، الذي دخل العقد السادس من العمر، مهامه الدبلوماسية في مدريد وهي الأولى في سجله الوظيفي ، منذ عام 2004 مباشرة بعد عودة الاشتراكيين إلى السلطة ، مدشنا صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد ،التي بلغت ذروة التوتر في صيف 2002 ،حينما قامت حكومة اليمين بزعامة خوسي ماريا أثنار ، بطرد جماعة صغيرة من عناصر الدرك المغربي ، انتقلت إلى جزيرةquot; ليلى/ بيريخيلquot; الصخرية المهجورة القريبة من مدينة سبتة والتي توجد على مرمى حجر من اليابسة المغربية ؛ ما اعتبرته إسبانيا احتلالا لأرض خلاء، بينما برر المغرب تلك الخطوة بمراقبة عمليات التهريب والهجرة السرية التي تشكو منه إسبانيا.

وأحدث ذلك الرد العسكري العنيف غير المتناسب ، من طرف إسبانيا التي أنزلت فرقquot; كوماندو quot; فوق الصخرة ، شرخا عميقا في العلاقات بين البلدين الجارين ، ظلت على حالها إلى حين نجاح الاشتراكيين. في انتخابات مارس 2004. ويعتبر هذا التكريم ، رسالة مودة وحسن نية من طرف إسبانيا إلى المغرب ، وهي ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي ، وقبل انعقاد القمة الأولى بين المغرب والاتحاد الأوروبي ، تفعيلا لبنود الوضع المتقدم الذي أصبح المغرب يتمتع به.

وبرأي الملاحظين ، فإن عزيمان بحكم صفاته ومؤهلاته ، كان مفروضا أن يحقق حصيلة أحسن من التي عاد بها إلى بلاده ،فقد حدثت خلال وجوده بسفارة مدريد ، أزمة لا تقل إيلاما للمغاربة عن واقعة 2002 ؛ إذ في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2007 قام العاهل الإسباني وقرينته بزيارة سبتة ومليلية في شمال المغرب ، وهي خطوة غير مسبوقة، وقبلها مهد رئيس الوزراء الاشتراكي، خوسي لويس ثباتيرو، الطريق بزيارتهما قبل الملك والملكة.

وكانت الأزمة التي فجرتها الناشطة الصحراوية أمينتو حيدر، وموقف الرأي العام الإسباني من المغرب وخاصة وسائل الإعلام ، دليلا كافيا على عمق الفجوة النفسية بين المغاربة والإسبان ، لم يفلح في ردمها العديد من السفراء الجيدين الذين توالوا على المنصب في مدريد ، ولا وجود جالية مغربية كثيفة بالربوع الإسبانية ، ما يعني أن الرباط عليها أن تحسن انتقاء خلف عزيمان. الذي قد تنتظره هو الآخر مفاجأة غير سارة في مسار علاقات تميزت بعدم الاستقرار على الصعيد السياسي ، عكس المستوى الاقتصادي والتجاري.