تركي العبدالله من الرياض: مع بدء منتدى التنافسية أعماله اليوم في العاصمة السعودية الرياض, أعلن محافظ الهيئة العامة للاستثمار في السعودية عمرو الدباغ خلال حفل افتتاح المنتدى إطلاق برنامج طموح تحت مسمى (60times;24times;7 ) , ويلزم هذا البرنامج المدن الاقتصادية بتقديم جميع الخدمات الحكومية للمستثمرين والساكنين خلال مدة لا تتجاوز 60 دقيقة على مدار الساعة وخلال جميع أيام الأسبوع السبعة، مشيرا إلى أن البرنامج سيكون محل برنامج (10times;10) في نهاية عام 2010م.

ويهدف البرنامج الذي سيطبق بداية في المدن الاقتصادية إلى جعل تلك المدن الأكثر تنافسية في العالم.

وعد الدباغ البرنامج ترجمة فعلية لمفهوم التنافسية على أرض الواقع، مشيرا إلى أن المملكة ستساهم في هذا البرنامج. ورأى محافظ الهيئة العامة للاستثمار أن منتدى التنافسية أصبح مِنْبَراً عالمياً يتمُ من خلالِهِ بلورة الأفكارِ والرؤى المختلفةِ حولَ مفاهيم التنافسية.

وأشار إلى أن رفعَ تنافسيةِ القطاعين الحكومي والخاص ورفعَ تنافسيةِ أفرادِ المجتمع بوصفهما محركُين رئيسيين للنمو الاقتصادي ورفعُ الناتج المحلي الإجمالي سيسهم في زيادةِ دخل الفرد وخلق فرص العمل للمواطنينquot;.

وأكد أَن أكثرَ دولِ العالمِ تنافسية هي الأكثرُ تحقيقاً لمعدلاتِ النموِ والتطورِ والرخاءِ لشعوبِها.

وأوضح الدباغ أن الهيئة العامة الاستثمار عمدت إلى دراسةِ التجارِبِ الناجحةِ في مجالِ جذبِ الاستثمار وتبين لها الارتباطُ الوثيقُ بين مدى تنافسيةِ أي دولةٍ وقدرتِها على جذبِ الاستثمار مؤكدا أن سنغافورة استطاعت أن تصبحَ قوة اقتصادية متميزة ومركزَ جذبٍ استثماري رغمَ أنها لا تمتـَلكُ المواردَ الطبيعية إلا أن ذلك حدث بسبب ارتفاع ِ تنافسيتِها واحتلالِها مركزَ الصدارةِ في العديدِ من تقاريرِ التنافسيةِ الدولية لعدةِ سنواتٍ متتالية.

ورأى محافظ الهيئة العامة للاستثمار أن تعزيزَ تنافسيةِ أيَّ دولةٍ بصورةٍ شاملة يتطلب بناءَ منظومةٍ متكاملة تشمَلُ البيئة القانونية والتنظيمية والإجراءاتِ الإدارية التي تحكُمُ عملَ القطاعين الحكومي والخاص والمبادراتِ الاقتصادية َ والاجتماعية َوالبُنى التحتية مع ضرورة التطويرِ المستمرِ للكوادر البشريةِ مُنذ المراحلِ الأولى للتربيةِ والتعليم وُصولا إلى المُخْرَجاتِ المؤهلةِ لإدارةِ التنمية وتلبيةِ متطلباتِ أسواقِ العمل في عصر متغير ومتطور .

وأشار الدباغ إلى أن المملكةِ كانت قد أعلنت قبل أربعة أعوام عن هدفٍ قصيرِ المدى لرفع تنافسيةِ بيئةِ الاستثمار عن طريق برنامج أطلق عليه اسم (10 times; 10 ) يرتكز على جعلُ المملكةِ من بينَ أفضل عشر دول في العالم من حيث تنافسية بيئةِ الاستثمار بنهايةِ عام 2010.

وأكد وجود عَلاقة وطيدة ً بين مدى تنافسيةِ وبيئةِ الاستثمار في مختلفِ الدول و تدفق رؤوس الأموال إليها، مشيرا في هذا الصدد إلى تصدر المملكةُ دول الشرق الأوسط والرابعة عالميا من حيث التدفقاتُ الفعلية للاستثمارات الأجنبية المباشرة بأكثر من 38 مليار دولار وفقاً لتقرير ِ منظمةِ الأونكتاد.

وأشار إلى أن الاستثمارات الأجنبية والمشتركة الفعلية اسهمت خلال الخمسة أعوام الماضية في إيجاد أكثر من 335 ألف وظيفة يشغل السعوديون منها ما نسبته 29% أي أكثر من ضعف متوسط نسبة السعودة في شركات القطاع الخاص والبالغة 13%.

وأفاد محافظ الهيئة العامة للاستثمار أنه سيتم في ختام فعاليات منتدى التنافسيةِ الدولي تكريمُ أكبر مائة شركة مستثمرة أسهمت في نقل المعرفة وتوفير الفرص الوظيفيةِ للكوادر السعودية ورفع تنافسيةِ القطاعاتِ الاستثماريةِ المختلفةِ وزيادةِ القيمةِ المضافةِ للاستثماراتِ الخاصةِ ودعمِها للاقتصادِ الوطني.

وأكد أن ُالمملكةِ عملت باستمرار على تحفيز وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي مع التطويرِ التدريجي لجميع ِالأنظمةِ والإجراءاتِ ذاتِ العَلاقةِ بالاستثمار.

في حين دعا المدير التنفيذي للمنتدى عبدالمحسن البدر إلى ربط القضايا الاجتماعية والبيئية والسياسية إضافة إلى التشريعات المالية والاقتصادية ليس من أجل عودة النمو للاقتصاد العالمي فحسب بل ليكون هذا النمو مستداما.

وتحدث البدر عن المنتدى قائلاquot; إن هذا المنتدى يعد امتدادا لما حققه في دوراته الثلاث السابقة والتي شهدت العديد من المبادرات ، وهو بمثابة لقاء سنوي يحضر ويشارك فيه نخبة من أصحاب الأعمال والقادة والمفكرين من دول العالم لمناقشة القضايا ذات العلاقة بالتنافسية وأهم المتغيرات الاقتصادية والخروج بمبادرات تضئ طريق التنافسيةquot;.

وانطلق في الرياض اليوم منتدى التنافسية الدولي الرابع 2010 الذي تنظمه الهيئة العامة للاستثمار بمشاركة عدد من كبار المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال السعوديين وأكثر من 100 شخصية من كبار قادة الأعمال والاقتصاد والسياسة في العالم, ويستمر أربعة أيام.

وسيتضمن المنتدى إلقاء الضوء على تجربة السعودية في رفع مستوى التنافسية الاقتصادية للقيام بدور فاعل في دفع عجلة نمو الاقتصاد العالمي. ويشهد المنتدى هذا العام عدة فعاليات رئيسية، حيث سيتم إطلاق مبادرات جديدة لرفع تنافسية الأفراد وبخاصة الشباب إضافة إلى الإعلان عن نتائج المبادرات التي تم إطلاقها خلال الأعوام السابقة، حيث أقيم اليوم حفل خاص بمبادرة السعودية - أكسفورد لتدريب القيادات السعودية في القطاعين العام والخاص في جامعة أكسفورد وجامعة الملك عبد الله. وسيتم غدا تكريم الفائزين بجائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة وهي مبادرة تم إطلاقها بالتعاون مع مؤسسة الملك خالد الخيرية، وموجهة لمنشآت القطاع الخاص في السعودية، وتمنح لأفضل ثلاث منشآت في تصنيف مؤشر التنافسية المسؤولة، وهو أول مؤشر في منطقة الشرق الأوسط يقيم المسؤولية الاجتماعية للشركات، كذلك سيتم إعلان قائمة الشركات المشاركة في مؤشر التنافسية المسؤولة.

ويتم الإعلان عن أسرع 100 شركة نمواً في المملكة، وجائزة مايكل بورتر للاستراتيجيات الإبداعية، خلال حفل يقام في اليوم الثالث للمنتدى، وتهدف هذه المبادرة التي تقام للسنة الثانية على التوالي، إلى رفع مستوى أداء وإنتاجية الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز قدراتها التنافسية، وكذلك زيادة مشاركة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي. ويقام في اليوم الرابع حفل تكريم أكبر 100 شركة مستثمرة في المملكة، إذ سيتم تكريم هذه الشركات تقديراً لجهودها في زيادة حجم التدفقات الاستثمارية التي شهدتها المملكة خلال السنوات الماضية.

ويتحدث في المنتدى أكثر من 100 متحدث ومتحدثة، من بينهم عديد من رؤساء كبرى الشركات العالمية، إضافة إلى عدد من الأكاديميين والخبراء وكبار رجال الأعمال من مختلف الدول، ومن أبرز المتحدثين في المؤتمر وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف، ومحافظ مؤسسة النقد الدكتور محمد الجاسر جون كرتيان رئيس وزراء كندا الأسبق، جيفري ايمليت رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك، جون شامبرز رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة سيسكو، مايكل ديل مؤسس ورئيس تنفيذي شركة ديل للحاسبات، بول بولمن الرئيس التنفيذي لشركة يونيليفر، البروفيسور شيه تشون فونغ رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، جيمس ولفنسون رئيس البنك الدولي السابق، ستيفين برايور رئيس شركة إكسون موبيل كيميكلز، ستيفن شوارزمان رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي المؤسس المشارك لمجموعة بلاكستون جروب، دينيس مكنالي رئيس مجلس إدارة شركة برايس واترهاوس كوبر العالمية، البروفيسور جون كويلش العميد المشارك في كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، الدكتور ديلوس كوسجروف العضو المنتدب والمدير التنفيذي ورئيس مؤسسة كليفلاند كلينك فاونديشن، البروفيسورة لورا تايسون المستشارة الاقتصادية للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وللرئيس الحالي باراك أوباما، البرفيسور مايكل بورتر بروفيسور إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، والسير جون روز الرئيس التنفيذي لشركة رولز رويس.

وانطلق اليوم أيضا على هامش منتدى التنافسية الدولي أعمال laquo;ملتقى السعودية - أكسفورد للقيادةquot;بحضور وإشراف هيئة أكاديمية من جامعة أكسفورد المرموقة وينظمه برنامج الشمال للتنمية ومركز التنافسية الوطني التابع للهيئة العامة للاستثمار بالتعاون مع جامعة أكسفورد .ويهدف الملتقى الذي يعقد تحت عنوان laquo;دور القائد في المجتمع والمنظمةraquo; إلى تبادل الآراء حول تأثير التحديات المحلية والعالمية في تشكيل القدرات التنافسية للمنظمات السعودية، وكيف يعالج القائد التحديات التي ترتبط بمهمته القيادية ضمن مؤسسته.

ويستضيف الملتقى نخبة من خريجي جامعة أكسفورد وخريجي برنامج السعودية - أكسفورد للقيادة، الذين شاركوا في البرنامج خلال السنوات الثلاث الماضية ليعرضوا على الحضور تجاربهم ومساهمة البرنامج في تطوير استراتيجيات ومهارات التفكير الاستراتيجي لتحسين القدرات التنافسية للقادة في المستويات التنفيذية العليا بما ينعكس على تحقيق قيمة مضافة لمؤسساتهم ومجتمعهم، وسيكون من ضمن المتحدثين في هذا الملتقى عميد كلية الأعمال وعميد التعليم التنفيذي في جامعة أكسفورد.

وسيشهد المنتدى أول تجمع لمجلس التنافسية العالمي الذي تم إطلاقه في منتدى التنافسية الدولي العام الماضي، وذلك بمشاركة رؤساء مراكز التنافسية الوطنية لست دول هي الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، كوريا، إيرلندا، والبرازيل، إضافة إلى المملكة العربية السعودية