شن ناشطون مساندون لجبهة البوليساريو حملة على سياسي اسباني واتهموه بإقامة علاقات خاصة مع المغرب.

الرباط: يتعرض غوستافو أريستغي السياسي الإسباني المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية في الحزب الشعبي اليميني المعارض ، لحملة إعلامية في عدد من مواقع الانترنيت في إسبانيا ، يقف وراءها ناشطون مساندون لجبهة البوليساريو، المطالبة باستقلال الصحراء عن المغرب.

واتهمت تلك المواقع النائب بالبرلمان الإسباني، بإقامة علاقات quot;خاصةquot; مع المغرب ، جعلته يتخذ موقفا اعتبرته غريبا من قضية الناشطة الصحراوية ،أمينتو حيدر، التي أضربت عن الطعام في إحدى مطارات الأرخبيل الكناري. فقد رفض، أريستغي ، إدانة المغرب بل اتهم الناشطة بالبحث عن الأضواء والإثارة وأنها تهدف من وراء إضرابها إحداث quot;سيرك quot; إعلامي ، مطالبا أن يترك نزاع الصحراء جانبا ، يأخذ مساره الطبيعي لدى الأمم المتحدة ، مخالفا الموقف الذي اتخذه أمين عام الحزب الشعبي quot;ماريانو راخويquot; الذي اتهم رئيس وزراء بلاده خوصي لويس ثباتيرو، بالإذعان للمغرب في إطار السجال السياسي شبه اليومي الجاري بين الحزبين الكبيرين الحاكم والمعارض.

وكانت مناسبة أخرى، أتاحت لـ quot;أريستيغيquot; فرصة التعبير عن رأيه الصريح واستنكار ما يتعرض له المغرب من حملة غير منصفة ، مصدرها وسائل إعلام بلاده ، فقد وجه انتقادا إلى القاضي المكلف بملفات الإرهاب في إسبانيا quot;بالتسار غارثونquot; الذي كان يعتزم القيام برحلة إلى مخيمات quot;تندوف quot;جنوب غرب الجزائر للاستماع إلى من وصفهم ضحايا تعذيب على يد مسؤولين أمنيين في المحافظات الصحراوية خلال عقد السبعينيات من القرن الماضي.

واستند القاضي الإسباني المثير للجدل على شكوى تقدم بها أفراد من عائلات صحراوية في إسبانيا مدفوعين من جهات مؤيدة للبوليساريو.

ونصح أريستيغي، القاضي، غارثون، بالتفرغ للتحري في الأنشطة الإرهابية التي قامت بها منظمة quot;إيتاquot; الباسكية الانفصالية التي تدعو إلى استقلال الإقليم عن الدولة الإسبانية كما أثار انتباهه إلى الخلايا الإرهابية الجهادية النائمة في إسبانيا، ملاحظا أن القاضي وضع تلك الملفات الخطيرة على الرف وفضل إجراء التحقيق في مزاعم بتندوف.

وتروج تلك المواقع الالكترونية أن مواقف أريستيغي ،لا تحظى بتأييد قيادة الحزب الشعبي بل تشكل إحراجا له ، ما جعل الأمين العام quot;راخويquot;يستعمل لغة مخالفة في حق المغرب.

تجدر الإشارة إلى أن quot;أريستيغيquot; يمثل الجناح المثقف في الحزب الشعبي، ويرتبط بعلاقات صداقة واسعة في العالم العربي وخاصة المغرب الذي زاره أكثر من مرة، وكذلك مصر والسعودية بل إنه أحد المطلعين على انشغالات الثقافة العربية الإسلامية الحديثة ، ما يجعله يدفع حزبه في السنوات الأخيرة ، نحو الهدنة مع المغارب والانفتاح على تنظيماته الحزبية سواء القريبة منه مثل حزب الاستقلال أو الأحزاب الأخرى، على اعتبار أن المغرب شريك استراتيجي وجار لإسبانيا لا مفر من التعاون معه سواء كان في السلطة حزبه أو الاشتراكيون.

وتثمينا لتلك المواقف التي عبر عنها قيادي في حزب كاد أن يشعل الحرب مع المغرب في صيف 2002 ، منح العاهل المغربي الملك محمد السادس وساما لأرستيغي ، ضمن عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية التي جرى توشيحها في حفل بسفارة المغرب في مدريد كونها تعمل من أجل تعميق العلاقات والتقارب بين البلدين الجارين. واعتبرت تلك الالتفاتة في حينها فتحا لصفحة جيدة في العلاقات بين السلطات العليا في المغرب والحزب الشعبي.

جدير بالذكر أن quot;أريستيغيquot; ليس على وئام تام مع الأمين العام لحزبه ، بل كان أحد معارضي إعادة انتخابه ، كونه يعتبر ظل الزعيم السابق quot;خوصي ماريا أثنارquot;.