ينقسم المعتقلون الإسلاميون بخصوص الحوار مع الحكومة المورتانية،في هذه الاثناء تؤكد التقارير أنالرهائن الاسبان يتلقون معاملة طيبة.

الرباط:أجرت جريدة quot;إل بريوديكوquot; الواسعة الانتشار، التي تصدر في إقليم كاتالونيا الإسباني، اتصالا هاتفيا من السجن مع، الخديم ولد السمان، زعيم الفرع المغاربي لتنظيم القاعدة في موريتانيا والذي قالت المطبوعة الإسبانية في عدد يوم الاثنين، إنه على اتصال من سجن quot;نواكشوطquot; بحلفائه في دولة مالي المجاورة.

ونقلت مراسلة الجريدة الإسبانية في الرباط quot;بياتريث ميساquot; عن ولد السمان، قوله إن مصير الرهائن الإسبان الثلاث الذين تحتجزهم القاعدة منذ يوم 29 نوفمبر الماضي، يوجد بيد الحكومة الإسبانية، مضيفا أن الأسرى يتلقون معاملة لائقة ويحظون بعناية خاصة بمن فيهم المرأة الرهينة التي قال إنه لا ينظر إلى عينيها، طبقا لأوامر الدين الإسلامي على حد قول ولد السمان، الذي تذكر الجريدة إنه يتزعم الجناح المتشدد في تنظيم القاعدة المغاربي، دون أن يمنعه ذلك من الاجتماع بوفد من علماء الدين الموريتانيين الذين انتدبتهم الحكومة لمحاورة المتشددين الإسلاميين في السجن والبالغ عددهم 75 معتقلا، طبقا لما أوردته الجريدة المذكورة.

وتهدف حكومة نواكشوط، بتوجيه من رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، من محاورة الإسلاميين، إلى إقناعهم بفضيلة وضع حد للعنف والتخلي عن ما يسمونه quot;الجهاد المقدسquot; ضمن صفقة تقوم على أساس مراجعة الأحكام الصادرة بحقهم أو الإفراج عنهم.

وفي هذا السياق، صرح احد أعضاء وفد علماء الدين إن مهمتهم تنحصر في توضيح التأويل السليم للشريعة والفكر الإسلامي، لهداية المسلمين نحو الطريق المستقيم القائم على السلم وليس القتال.

ومن جهته قال، المختار ولد أمبالة، رئيس وفد العلماء المحاورين إن الحوار يجري على قاعدة مصلحة الطرفين: الحكومة والمتشددين، مشيرا إلى أنه تم إحراز تقدم، رغم اعترافه أن الحوار مع المعتقلين قسمهم إلى جناحين ، معتدل ومتشدد. يقود الأول عبد الله ولد سيدنا، ويضم حوالي 45 فردا، مستعدين للعودة إلى طريق الاعتدال والتسامح والكف عن محاربة من يسممونهم أعداء الله.

ويتزعم الجناح المتطرف، الخديم ولد السمان، ويضم 21 سلفيا جهاديا، يرفضون مواجهة العلماء ويتشبثون بالجهاد كوسيلة وحيدة مقبولة للحوار. ويشبه هؤلاء الحوار الجاري معهم بالاستنطاق، ويقولون إن رجال الدين يأتون إليهم مصحوبين بعناصر الاستخبارات السرية.

ويضيفون يجب أن يكون واضحا أن المعركة التي يخوضونها ليست موجهة ضد الغرب وإنما ضد الحكومة الموريتانية التي يصفونها بالفاسدة والمنفذة لتوجيهات الغرب(خادمة). وتعلق الجريدة الإسبانية قائلة: بمثل تلك العبارات الملتهبة يتحدث ولد السمان، الذي يوجد رهن الاعتقال منذ 2008 على خلفية اتهامه بالضلوع في عدة أعمال إرهابية بينها اغتيال أربعة سياح فرنسيين.

وتورد مراسلة الجريدة الإسبانية، نقلا عن عالم الدين عمر معطى الله، نداء موجها إلى الدول العربية وكذلك إلى الدول الغربية يطالب فيه ببذل الجهود لإعادة تقديم صورة مغايرة للإسلام، مؤمنا بالتفاؤل الذي نجح في حث الإسلاميين المعتدلين على مواجهة الأفكار المتطرفة ورفض الإرهاب.

وحسب جريدة quot;إل بريوديكوquot; فإن ولد السمان، يرفض إطلاق سراح الرهائن الإسبان ما دام أنصاره وراء القضبان في سجون موريتانيا، موجها نداء إلى الرأي العام الإسباني ، يحثه فيه على ممارسة ضغط على رئيس الوزراء خوصي لويس ثباطيرو، بأن لا يكرر نفس الخطأ الذي ارتكبته قبله الحكومة البريطانية التي يقول إنها تسببت بموقفها في وفاة quot;إدوين دييرquot; الذي جرى اختطافه في يناير من العام الماضي، رفقة ثلاثة سياح غربيين آخرين، وتم اغتياله على أيدي تنظيم القاعدة في المغرب العربي، بعد أن رفضت لندن إطلاق سراح quot;ابو قتادةquot; مساعد أسامة بن لادن، زعيم القاعدة.

تجدر الإشارة إلى أن الخاطفين يطالبون بأداء فدية لتحرير الرهائن، تصل حسب إحدى التقديرات إلى 2 مليون دولار حسب بعض الروايات، وكانت الحكومة الإسبانية ، صرحت في وقت سابق على لسان وزير الخارجية إنها تعارض دفع فدية للخاطفين كون ذلك يشجع على ممارسة تلك الأفعال.