قال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يوم الإثنينأنّ حلفاءه الغربيين يؤيدون خططه لإجراء مصالحة مع مقاتلي طالبان، في حين قال قادة عسكريون اميركيون إنّ زعماء التمرد يمكن ان يشاركوا في نهاية المطاف في المحادثات.

كابول:أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند يوم الاثنين ان جهود ارساء الاستقرار في افغانستان بلغت quot;لحظة حاسمةquot; حيث سيحصل مؤتمر سيعقد في لندن هذا الاسبوع حاسمًا بالنسبة إلى تشكيل استراتيجية الحرب التي دخلت عامها التاسع. وقال ميليباند بينما تجمع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل لمناقشة قضايا من بينها افغانستان واليمن وايران،ان المؤتمر ينبغي ان يظهر أن بامكان العمليات العسكرية والمدنية العمل معًا. وقال ميليباند للصحافيين لدى وصوله الى بروكسل لحضور المؤتمر الذي يعقد يوم الخميس ويستمر يومًا واحدًا quot;لا احد يدعي ان المؤتمرات تكسب الحروب لكنها مهمة لتغيير مسار الصراعات العسكرية.

وفي سياق متصل، قال مستشار الامن القومي الاميركي الجنرال جيمس جونز اليوم انه في الوقت الذي ستعمل فيه الولايات المتحدة على تسريع وتيرة تسليم مسؤولية الامن في افغانستان الى السلطات المحلية بحلول يوليو/تموز من العام المقبل، الا ان ذلك لا يمثل موعدًا لسحب القوات الاميركية من الدولة التي مزقتها الحروب.

واضاف جونز خلال كلمة له بشأن الاستراتيجية الاميركية في افغانستان وباكستان quot; انها بداية انتقال المسؤولية الى السلطات والقوات الافغانية quot;. وشدد جونز على ان تلك الخطة quot; لا تشجع اعداءنا على استهلاك الوقت او الانتظار حتى نخرج quot; من البلاد. وقال انه في حال اختارت طالبان الانتظار حتى تسحب الولايات المتحدة قواتها من افغانستان فان القوات الاميركية ستستغل الفرصة في تأمين مراكز تجمع السكان وتدريب القوات الافغانية وتصعيب الامور على التمرد للعودة الى الظهور مجددا.

واشار الى ان الموعد المحدد في يوليو من العام المقبل quot; يرسل اشارة مهمة الى الشعب الافغاني بأننا غير مهتمين بشن حرب لا تنتهي او احتلال دولته ولكننا نرغب في ان نكون شركاءهم لا اعداءهم quot;. وفيما يتعلق بالوضع في شبه الجزيرة العربية قال مستشار الامن القومي الاميركي ان عمليات مكافحة الارهاب المشددة في المملكة السعودية التي تتزامن مع المكافحة طويلة الاجل للراديكالية حققت بعض النجاحات ولكن الملف الجديد في تلك المنطقة يتمثل في اليمن حيث عملت الحرب الدائرة بالبلاد حاليًا على زيادة مخاطر تجنيد الارهابيين وتدريبهم وشن هجمات اضافية. فيما يتعلق بالعراق قال جونز quot; نعمل على الوفاء بتعهدنا بانهاء هذه الحرب بصورة مسؤولة quot; مضيفًا ان quot; جميع اللواءات المقاتلة الاميركية ستكون خارج العراق بنهاية اغسطس من العام الجاري وجميع الجنود المقاتلين سيكونون خارج البلاد بنهاية العام المقبل quot;. شدد جونز على استمرار الولايات المتحدة في تمثيل دور الشريك طويل الاجل في جهود تعافي العراق وتحقيق امنه وازدهاره في المستقبل.

الى ذلك، قال الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الاميركية ان القتال سيشتد قبل ان يتحسن الوضع الامني في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لارسال 30 الف جندي اضافي من اجل الخروج من الجمود الحالي في افغانستان. لكن بتريوس والجنرال ستانلي مكريستال قائد القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان اشارا الى امكانية اجراء محادثات في نهاية المطاف مع قيادات طالبان من اجل انهاء الحرب التي دخلت عامها التاسع.

وقال بتريوس انه في الوقت الذي يعمل فيه كرزاي لاعداد برنامج رسمي لاعادة دمج مقاتلي طالبان المتوقع ان يحظى بالمساندة في المؤتمر الدولي الذي يعقد في لندن يوم الخميس فان المحادثات يمكن أن تجري في النهاية مع زعمائهم. وقال لصحيفة تايمز البريطانية quot;فكرة المصالحة واجراء محادثات بين مسؤولين افغان بارزين وزعماء لطالبان او اي زعماء اخرين للتمرد وربما يشمل مشاركة بعض المسؤولين الباكستانيين ايضا هي احتمال اخر.quot; وقال مكريستال لصحيفة فاينانشيال تايمز انه يأمل أن تؤدي زيادة أعداد القوات الى اضعاف طالبان بما يكفي ليقبل قادتها اتفاقا للسلام واشار الى امكانية ان تقوم طالبان في النهاية بالمساعدة في ادارة البلاد. وعند سؤاله عما اذا كان سيرضى عن مشاهدة زعماء طالبان في حكومة أفغانية مستقبلية قال quot;أعتقد أن اي أفغاني يستطيع لعب دور اذا ركز على المستقبل وليس الماضي.quot;

ومن المتوقع ان يوافق مؤتمر يعقد في العاصمة البريطانية لندن يوم الخميس على اطار للحكومة الافغانية لتبدأ الاضطلاع بالمسؤولية الامنية بما يتماشي مع جدول زمني وضعه الرئيس الاميركي باراك أوباما لبدء خفض القوات الاميركية في عام 2011. وقال كرزاي بعد اجتماع مع الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري والرئيس التركي عبد الله غول في اسطنبول ان افغانستان تحظى بدعم حلفائها وبينهم الولايات المتحدة واوروبا في اجراء جهود مصالحة جديدة.

ولم تلق محاولات كسب ود مقاتلي طالبان في الماضي سوى نجاحات محدودة لكن كرزاي يأمل ان يعزز التمويل الدولي برنامجا للمصالحة له طابع رسمي أكثر. ويهدف البرنامج مع ارسال القوات الاضافية الى اضعاف التمرد قبل اجراء المحادثات في النهاية مع زعمائه. وردًّا على سؤال بشان ما اذا كانت باكستان تحاول اقناع طالبان الافغانية بالدخول في شكل ما من مفاوضات السلام قال زرداري quot;علينا ان نتحدث عن السلام. واذا كان هناك اشخاص راغبون في المصالحة فان الديمقراطية ترحب دائما بعودتهم.quot;

وكان اجتماع اسطنبول هو الاحدث في سلسلة اجتماعات نظمتها تركيا لتخفيف مشاعر انعدام الثقة بين افغانستان وباكستان. وتمثّل باكستان منذ فترة طويلة دورًا مهمًّا في الشؤون الافغانية بعد أن رعت طالبان الافغانية خلال التسعينات لكن كابول مازالت تشك في ان اسلام اباد تنفذ خططًا خاصة بها في البلاد على حساب أفغانستان. وفي اشارة الى المغزى المحتمل للاجتماع فقد حضر المحادثات مسؤولون من الجيش والمخابرات من البلدين بينهم مدير المخابرات الباكستانية. وإجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في بروكسل يوم الاثنين ايضا لتنسيق خططهم المتعلقة بافغانستان التي قال عنها وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند انها وصلت الى لحظة حاسمة.

وقال quot;اقتران تشكيل حكومة افغانية جديدة مع التركيز الجديد للجهود الدولية العسكرية والمدنية يعني انها ستكون فترة حاسمة في الحملة الخاصة بافغانستانquot;. وقال quot;هناك حكومة جديدة في كابول وهناك استراتيجية عسكرية جديدة وهناك تصعيد مدني جديد... ومن المهم جدًّا ان نضع الاستراتيجية السياسية ايضًا في مسارها الصحيح هذه المرة.quot; ودعا رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الى عقد مؤتمر في لندن اواخر العام الماضي على أمل بلورة الجهود الدولية المبذولة من اجل ضمان أمن افغانستان. ومن المتوقع ان يحضره وزراء من نحو 60 دولة.

وتستضيف تركيا يوم الثلاثاء اجتماعا لجيران افغانستان والدول المعنية بالشأن الافغاني من أجل الوصول الى نهج مشترك للتعامل مع الصراع قبل محادثات لندن الى ذلك، قال مسعود خليلي سفير أفغانستان لدى تركيا لوكالة الاناضول التركية الرسمية للانباء ان الهدف من الاجتماع quot;اقامة تعاون قد يقود لمصالحة في المنطقة. الجميع في المنطقة متعطش للسلام.quot; ويشارك مسؤولون من الجيش والمخابرات من أفغانستان وباكستان في المحادثات. وكانت تركيا قد قالت ان وزير خارجية الصين ومسؤولين من ايران وتركمانستان واوزبكستان وطاجيكستان وباكستان سيحضرون فضلاً عن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند وبول جونز نائب المبعوث الاميركي الخاص ريتشارد هولبروك