قالت السعودية اليوم إنها لن تثق بالحوثيين وستتوخى الحذر في التعامل معهم على الشريط الحدودي السعودي اليمني حتى يثبت الحوثيون حسن نيتهم عبر شروط طلبت السعودية تنفيذها وأهمها تراجعهم عشرات الكيلو مترات داخل أراضيهم وعدم تمركز قناصتهم على الحدود السعودية فوق قمم الجبال وتسليم الأسرى السعوديين الستة.

وجاء ذلك عبر مؤتمر صحافي عقده مساعد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان على الحدود السعودية اليمنية أمام حشد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية التي تجولت قبل المؤتمر الصحافي في الشريط الحدودي وأطلعتهم القوات السعودية على مواقع القتال المطهرة ومراكز القوات السعودية.

واستغرب الأمير خالد بن سلطان في بداية المؤتمر قوة التسليح لدى الحوثيين وقال عنها إنها تضاهي الجيوش في تطورها وقوتها، مؤكدًا أن السعودية عندما اتخذت قرارها السيادي كان لا يعني انتهاك سيادة اليمن التي هي الأخرى تحارب هؤلاء المتمردين.

وقال مساعد وزير الدفاع السعودي إن السعودية لديها نوعان من الأسرى، أولهم متسللون مهربون وهؤلاء تتم معاملتهم وفق نظام وزارة الداخلية السعودية الخاص بمهربي المخدرات وغيرها، والنوع الثاني هم مقاتلون يبلغ عددهم 1500 وهؤلاء سيتم التعامل معهم وفق المواثيق الدولية قبل تسليمهم للحكومة اليمنية التي نرى فيها الطرف الآخر وليس المتسللين المعتدين.

وأكد الأمير خالد أن السعودية لن تدخل في أي نوع من التفاوض مع الحوثيين، وسيكون تفاهمها مع الحكومة اليمنية فقط وأضاف أن بلاده لا تعترف بالحوثيين ولا تأمن جانبهم خصوصًا أنهم نقضوا عهدهم مع حكومة بلادهم 5 مرات، وعلى الرغم من إعلانهم وقف الحرب مع السعودية إلا أن قناصتهم لا يزالون موجودين حتى ليلة البارحة، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الجيش اليمني هو من يجب أن يكون على الجانب الآخر من الحدود، وعندها من الطبيعي أن تتوقف العمليات نهائيًّا.

وقال مساعد وزير الدفاع السعودي quot;إن قرار تطهير الأراضي السعودية قرار وطني وسيادي أخذته المملكة وفق منطلق حفظ أمنها وسيادتها ولا علاقة لذلك بأي حسابات أخرى فالقرار والجيش والتخطيط سعوديquot;، مؤكدًا أن بيان الحوثيين الأخير كان اعترافًا صريحًا بأنهم هم من اعتدوا على سيادة السعودية.

وحول المفقودين الستة من الجنود السعوديين قال الأمير خالد إننا نعلم أنهم لدى الحوثيين ونطالبهم بإثبات حسن نيتهم فيما أعلنوه من وقف الحرب وتسليم الأسرى للحكومة اليمنية لنتمكن من إعادتهم لوطنهم، مؤكدًا أن تسليمهم بمثابة اثبات حسن نية قد يجعلنا نعيد حساباتنا فيما إن كان الحوثيون يريدون بالهدنة التقاط الأنفاس وإعادة صفوفهم التي دمرها الجيش السعودي.

وتحدث مساعد وزير الدفاع السعودي عن السياج الأمني الذي تبنيه السعودية على حدودها مع اليمن قائلاً إنه من أجل منع التهريب وتتولى وزارة الداخلية أمره. وكان زعيم من تسميهم السعودية بالمتسللين المعتدين عبدالملك الحوثي قد أصدر بيانًا عبر مكتبه الإعلامي يعلن فيه وقف الحرب مع السعودية فيما أسماها بادرة سلام مقابل وقف العمليات السعودية مهددًا في ختام البيان بعمليات أوسع وحرب مفتوحة على الأراضي السعودية.

وكانت الحرب قد اندلعت في نوفمبر/تشرين الثانيالماضي عندما تسللت جماعة حوثية لمركز حدودي سعودي وقتلوا جنديين سعوديين وأصابوا 11 آخرين قبل أن تحشد السعودية قواها العسكرية على حدودها الجنوبية وتبدأ فيما تسميه بعمليات تمشيط يومية.

وأعلنت السعودية قبل 5 أيام عبر قائد المنطقة الجنوبية اللواء زيد بن علي خواجي أن عدد القتلى في الجيش السعودي بلغ 113 فيما بقي 6 مفقودين أعترف الأمير خالد بن سلطان في مؤتمر اليوم بسقوطهم أسرى بيد الحوثيين.

ولم تعلن مصادر محايدة عدد القتلى في الجانب الحوثي إلا أن مصادر صحافية سعودية محلية قالت إنهم بالمئات خصوصًا في أول أيام العمليات قبل أن تخف وتيرة الحرب وتبدأ في التركيز على القناصة المتمركزين في قمم الجبال من الجانب الحوثي والقصف الجوي من الجانب السعودي.